20-يوليو-2017

لم تنته مصائب السوريين بخروجهم من براثن الحرب في بلدهم (جوزيف عيد/أ.ف.ب)

تهديد ووعيد وانتهاكات مباشرة بالمجان إلى جانب عنف لفظي وضرب وأذى، تصدرت هذه المشاهد وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الأخيرة، في فوضى حصلت بين لبنانيين وسوريين، وصفت بالعنصرية من جهة وبالتعدي على كرامة لبنان وجيشه من جهة أخرى.

أدت وفاة لاجئين سوريين في لبنان ومشاهد تعذيب بعضهم إلى تهديد ووعيد على مواقع التواصل في ظل غموض مستقبل اللاجئين السوريين في لبنان

والأحداث تعود ليوم 30 حزيران/ يونيو 2017، حين اعتقل الجيش اللبناني عددًا من اللاجئين السوريين في مخيمات منطقة عرسال اللبنانية، بعد اتهامهم بالتورط في الإرهاب. قضى عدد من المعتقلين نحبهم تحت التعذيب أثناء احتجازهم من قبل مخابرات الجيش اللبناني، وتم ترحيل العديد من أهالي المخيمات إلى منطقة عسال الورد الحدودية في القلمون، وتتالت إثر ذلك الأحداث في جو من الفتنة والانفعال.

اقرأ/ي أيضًا:  لاجئو عرسال.. هربًا من الحرب السورية إلى التوحش اللبناني

انتشر بعد أيام من الحادثة فيديو يظهر فيه مجموعة شبان لبنانيين ينهالون بالضرب والسباب على شاب سوري بغية إيصال رسالة إلى السوريين من خلاله، ممن أرادوا النزول إلى مظاهرة قيل إن جهات سورية في لبنان دعت إليها احتجاجًا على ممارسات الجيش اللبناني مع اللاجئين السوريين. أثار الفيديو تنديدات لبنانية وسورية، على حد سواء، وتلته دعوات لمطالبة الجهات الأمنية اللبنانية بملاحقة الفاعلين ومعاقبتهم، ودعا ناشطون لبنانيون إلى مظاهرة تساند وتدعم اللاجئين السوريين وتندد بالانتهاكات التي يتعرضون لها.

وشارك ناشطون سوريون ولبنانيون هاشتاغ #صيدنايا_لبنان و#حماية_اللاجئين_السوريين، كما ونظم نشطاء عرب وسوريون في هولندا وقفات احتجاجية وإضرابًا عن الطعام في أمستردام أمام السفارة اللبنانية، لدعم اللاجئين والدعوة للتحقيق بأمر وفاة المعتقلين منهم. 

 

إثر تتالي هذه الحوادث التي انتشرت أصداؤها كالنار في الهشيم، قامت مجموعات لبنانية بالدعوة لدعم الجيش اللبناني والوقوف في وجه "السوريين اللذين يمسون من هذه المؤسسة"، على حد تعبيرهم، الأمر الذي وتر الأجواء أكثر وخلق نزعات عدائية وتحريضًا على العنف بشكل مباشر وغير مباشر، وانتشر إثر ذلك هاشتاغ #لبناني_سوري_معًا_ضد_التحريض، لمحاولة وأد الفتنة وتهدئة النفوس بين الطرفين. وصرحت منظمة العفو الدولية إلى ضرورة مراعاة ضمان حقوق الإنسان وحق الحياة خلال قيام الجيش اللبناني بعملياته في عرسال.

 

 

 

 

 

في الأثناء ووسط هذا الجدل في الشارع اللبناني وعلى مواقع التواصل، يتم تمرير قانون رفع الضرائب الجديد في لبنان، الذي تظاهر ضده الآلاف في شهر آذار/مارس من هذا العام، احتجاجًا على ما أقرته الحكومة ضمنه، ضاربةً بكل المشاكل والأزمات التي يعاني منها اللبنانيون منذ سنوات، والتي تبدأ من أزمة النفايات ولا تنتهي عند أزمة الكهرباء والمياه. لذلك عبر بعض اللبنانيين عن أن السلطات "تخفي الزيادات المنتظرة خلف ما تدعيه من عمليات عسكرية للجيش اللبناني في مخيمات عرسال".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: لاجئو عرسال.. العودة قسرًا إلى حكم الجلاد برعاية الدولة اللبنانية!

وانتشرت أخبار عن مظاهرات من السوريين في لبنان، ونتج عن هذه الأخبار تصعيد لبناني وإقرار منع التظاهر من السلطات، ليلي ذلك تكذيب لخبر المظاهرة، والتي بدت مجهولة المصدر، فلم تتبناها جهة سورية أو لبنانية. وكشفت عدة مصادر إعلامية إثر ذلك أن صفحة "اتحاد الشعب السوري في لبنان"، التي كانت تطلق الأكاذيب وتحرض على الفتنة والعنف من سوريين تجاه الجيش اللبناني، هي مصدر المظاهرة وتديرها حسابات وهمية. وجاء في ذات المصادر أن من يقف وراءها "مؤيد للنظام السوري وله علاقات بسرايا المقاومة التابعة لحزب الله".

 

 

 

 

 

 

 

انتشرت دعوات تهدئة من لبنانيين وسوريين إضافة إلى دعوات لفتح تحقيق على خلفية ما حصل من انتهاكات في عرسال

ويندد الكثير من اللبنانيين بالفتنة القائمة وبكل الانتهاكات التي يتعرض لها السوريون باسم دعم الجيش اللبناني، وتثار الكثير من الأسئلة على مواقع التواصل عن مدى صحة المقارنات والعلاقة بين موضوع اللاجئين، المعني الأول به هي الأمم المتحدة إضافة إلى بعض المؤسسات السورية واللبنانية التي تعمل على مساعدة وإدارة شؤون المخيمات، والجيش اللبناني، وهو شأن لبناني خاص.

كما أطلق مجموعة شبان باسم المنتدى الاشتراكي بيانًا تحت عنوان "ثلاثةُ أسئلة ورجاءٌ واحد"، والذي ختم برجاء "فلتعلُ الأصوات المطالبة بالكرامة للإنسان، أي إنسان، فوق أصوات الطبول القارعة للمعركة، أية معركة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

فوبيا اللاجئين السوريين في لبنان.. عنصرية من الوزير قبل المواطن

الأمني/ الإنساني.. جدلية اللجوء السوري في مصر