13-أكتوبر-2018

يتجه النظام السوري نحو تنسيق إضافي "رسمي" مع إسرائيل (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

في خطوة كانت متوقعة، منذ أن بدأ التنسيق بين تل أبيب ودمشق بوساطة روسية، لإعادة فرض السيطرة على الجنوب السوري، يبدو أن نظام بشار الأسد وإسرائيل، في طريقهما بالفعل لاستعادة التنسيق المتبادل "رسميًا" برعاية الأمم المتحدة، وهو التنسيق الذي انطلق مع اتفاقية فك الاشتباك عام 1974.

يأتي فتح معبر القنيطرة في سياق من التنسيق المتبادل بين نظام بشار الأسد، وتل أبيب، بوساطة روسية، منذ هجوم النظام السوري على محافظة درعا ومناطق أخرى في جنوب البلاد

ونقلت وكالة رويترز للأنباء، عن سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة التي تعد آخر أيامها في المنصب، نيكي هيلي، أن الطرفين قد اتفقا بالفعل، على إعادة تفعيل معبر القنيطرة في الجولان المحتل، بدءًا من يوم الإثنين الـ15 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

أما فيما يتعلق بالبعثة الأممية إلى المنطقة، بينت هيلي أن الافتتاح "سيسمح لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بتكثيف جهودها"، بعد أن اضطرت إلى الانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح، بعد انطلاق الثورة السورية.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد زار الجانب المحتل إسرائيليًا من المعبر يوم 27 أيلول/سبتمبر، قائلًا إن هذا الإجراء يعزز من أمن الإسرائيليين، فيما لم يبد اهتمامًا بعد سؤال تعرض له، حول إن كانت هذه الخطوة، تعني قبولًا بالأسد من جديد. مضيفًا: "هذا لا يعنينا. مصلحتنا الوحيدة هي سلامة المواطنين الإسرائيليين".

اقرأ/ي أيضًا: مراسلات الأسد-كيري.. انطلاق الثورة السورية أحبط التفاوض مع نتنياهو

يأتي هذا التطور، في سياق من التنسيق المتبادل بين نظام بشار الأسد، وتل أبيب، بوساطة روسية، منذ هجوم النظام السوري على محافظة درعا ومناطق أخرى في جنوب البلاد، فيما أظهر مسؤولون إسرائيليون، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه، ارتياحه لإعادة سيطرة النظام على هذه المناطق، بيما اعتبر ليبرمان، أن عودة الأسد ستكون خبرًا سارًا لسكان "شمال إسرائيل"، الذين سيحظون بأمن أكثر.

من جانبه، أعلن نتنياهو صراحة في الـ12 من تموز/يوليو الماضي، أن إسرائيل لا تعترض على قيام بشار الأسد، بإعادة نفوذه وإعادة السيطرة على كامل البلاد، وأضاف عقب اجتماع كان قد أجراه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أننا "لم نواجه أية مشكلة مع نظام الأسد منذ 40 عامًا، ولم يتم إطلاق رصاصة واحدة على مرتفعات الجولان". وتابع: "لقد وضعتُ سياسة واضحة لا نتدخل بموجبها ولم نتدخل. ما أزعجنا هو داعش وحزب الله، وهذا لم يتغير".

كانت عدة تقارير سابقة، قد كشفت أن مشروعًا للتفاوض بين الأسد وإسرائيل، قد تم إحباطه بعد أن اندلعت الثورة السورية في عام 2011

بالنسبة لإسرائيل، فإن الأهداف الأساسية التي تريد تحقيقها من خلال هذا الحوار  مع النظام السوري تتمثل في  إبعاد القوات الإيرانية عن سوريا، والحفاظ على اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، فيما يتعلق بمرتفعات الجولان، ضمن السعي إلى إعادة العلاقات "الآمنة والمفيدة" مع دمشق، وضبط الجبهة السورية، من خلال التنسيق لإبعاد حزب الله والميليشيات الإيرانية عن الحدود، لعشرات الكيلومترات على الأقل، وهو ما تم نفيذه جزئيًا خلال الأسهر الأخيرة بإبعاد القوات الإيراني من 60 -80 كم شمال الحدود مع فلسطين المُحتلة.

اقرأ/ي أيضًا: صفر مشاكل نتنياهو مع بشار الأسد.. الجولان جبهة "حميمة"

وكانت عدة تقارير سابقة، قد كشفت أن مشروعًا للتفاوض بين الأسد وإسرائيل، قد تم إحباطه بعد أن اندلعت الثورة السورية في عام 2011. كما توضح مقاطع منشورة من كتاب وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، الذي صدر في شهر أيلول/سبتمبر الماضي تحت عنوان "كل يوم هو يوم إضافي"، أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعث برسالة سرية في عام 2010 إلى الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما، يقترح فيها استئناف محادثات السلام مع إسرائيل، فيما تمت مشاركة هذه الرسالة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو.

على ما يبدو أن محاولة الأسد للسير على نفس طريق كامب ديفد ووادي عربة، التي تعطلت بعد نشوب الثورة، قد يتم استئنافها في أي وقت، خاصة مع الأوضاع الإقليمية، التي تسيطر فيها روسيا، حليفة إسرائيل الاستراتيجية، على مناطق واسعة من سوريا، ومع شعور الأسد، أنه بحاجة إلى الاعتراف الإسرائيلي من أجل دفع عودته إلى حظيرة "المجتمع الدولي".

 

اقرأ/ي أيضًا:

ليبرمان: سكان "شمال إسرائيل" سيشعرون بالأمان بعد عودة الأسد إلى الحدود

إيران وداعش خارج الجنوب السوري.. موسكو الوفية لمتطلبات تل أبيب