16-أكتوبر-2021

وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان (رويترز)

الترا صوت – فريق التحرير

ذكرت صحيفة فايننشال تايمز يوم الجمعة أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قال إن "المحادثات مع إيران كانت ودية" في حين وصف المفاوضات "بالاستكشافية". وتحدث الوزير السعودي للصحيفة في مقابلة قائلًا "نحن جادون بشأن المحادثات، الأمر ليس تحولًا كبيرًا بالنسبة لنا، فدائمًا ما نقول إننا نريد إيجاد سبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة".

ذكرت صحيفة فايننشال تايمز يوم الجمعة أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قال إن "المحادثات مع إيران كانت ودية" في حين وصف المفاوضات "بالاستكشافية"

وبحسب فايننشال تايمز، تعتقد الرياض أن المفاوضات لم تحقق بعد تقدمًا كافيًا لاستعادة العلاقات الكاملة مع طهران، إلا أن المسؤول السعودي قال للصحيفة إن "السعودية تدرس طلبًا إيرانيًا لفتح قنصليتها في جدة، كما تفكّر الرياض في السماح لطهران بإعادة فتح مكتبها التمثيلي في منظمة التعاون الإسلامي، في المقابل فإن المملكة ليست مستعدة بعد لإعادة فتح قنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية". وأشار المسؤول السعودي إلى أن "الحوار حتى الآن يفتقد إلى الجوهر"، وأضاف أن "طهران تركز على الإشارات"، في تلميح لما يقوله الإيرانيون للغرب بأنهم "حلوا مشاكلهم مع السعوديين بعيدًا عن قضايا الأمن الإقليمي لذا دعونا ننجز الاتفاق النووي، وكل القضايا العالقة سنحلها لاحقًا".

اقرأ/ي أيضًا: فرانس برس: تفاؤل بمخرجات الجولة القادمة من المحادثات بين السعودية وإيران

وأوضح المسؤول أن الرياض كانت دائمًا "تمتلك الفلسفة التي نريد التحدث بها إلى صانعي القرار الحقيقيين"، و"لهذا السبب كان الحديث مع وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف عبثًا لأنه لم يكن له تأثير حقيقي على السياسة الخارجية، وليس له تأثير حقيقي على السياسة الإقليمية، لذا أردنا التحدث إلى شخص قريب من المرشد الأعلى"، في إشارة إلى إبراهيم رئيسي الذي تولى رئاسة الجمهوربة خلفًا للرئيس السابق روحاني.

وأشار الوزير السعودي إلى أن "القيادة لديها سياسة واضحة مفادها أن الأولوية هي الازدهار، وبناء الدولة، وخطة الإصلاح المتمثلة برؤية 2030، ولا يمكن تحقيق هذه الأشياء في منطقة مضطربة، وبينما سندافع بقوة عن أمننا القومي وسيادتنا، سنحاول حلها من خلال الدبلوماسية أيضًا". وأضاف أنه "كان هناك تضافر للأحداث جعل الأمر يبدو وكأنه الوقت المناسب للتحدث مع إيران"، حيث "كنا دائمًا على استعداد للتحدث عما إذا كانوا جادين بالفعل، وأن هناك عوامل مختلفة لعبت دورها".

ويقول دبلوماسيون غربيون إن الرياض تريد من طهران استخدام نفوذها على الحوثيين في اليمن للمساعدة في إنهاء الحرب هناك، مع حرص المملكة على الخروج من الصراع بعد التدخل في عام 2015.

وتصاعد التوتر بين المملكة العربية السعودية وإيران بعد أن دعمت الرياض قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018 بانسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاق النووي مع طهران وفرض عقوبات شديدة على إيران، وفي العام التالي اتهمت المملكة إيران بدعم هجوم صاروخي بطائرات بدون طيار متطورة على البنية التحتية النفطية في السعودية، ما أدى إلى توقف نصف إنتاج البلاد من النفط الخام مؤقتًا.

بعد تولى جو بايدن السلطة في البيت الأبيض تحدث عن إعادة تقييم العلاقات مع الرياض، لذا تشير تقارير أن السعودية أعادت ضبط سياستها الخارجية

وبعد تولى جو بايدن السلطة في البيت الأبيض تحدث عن إعادة تقييم العلاقات مع الرياض، لذا تشير تقارير أن السعودية أعادت ضبط سياستها الخارجية. وكانت وكالة أسوشيتد برس قد ذكرت الشهر الماضي أن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن الولايات المتحدة قد سحبت نظام الدفاع الجوي باتريوت من البلاد، لكن الأمير فيصل قال إن "واشنطن أكدت للمملكة التزامها بأمننا وأن أمن حدودنا صارم"، وأكد "نحن نأخذهم في كلمتهم"، و"لدينا حوار قوي مع الأمريكيين، نتفق في 90% من الوقت"، متسائلًا "هل نحن غير سعداء بشأن النبرة العامة في واشنطن وليس الإدارة؟ نعتقد أنها لا تستند بالكامل إلى وضع العلاقة الحقيقي وقيمتها، بل تتأثر بعوامل محلية".

 

اقرأ/ي أيضًا:

دور محتمل للعراق من أجل تقارب سعودي إيراني في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة

ما هي فرص استمرار التحالف الروسي الإيراني بعد انتهاء الحرب السورية؟