04-ديسمبر-2022
فان خال

"Getty" لويس فان خال

"كان علي أن أغادر خلال الليل لأذهب إلى المستشفى من دون أن يعلم اللاعبون عن ذلك، لقد ظنوا أني بصحة جيدة لكني لم أكن كذلك، لم أشأ أن أخبر اللاعبين حتى لا يؤثر ذلك على اختياراتهم وعزيمتهم لذلك آثرت ألا يعلموا، كان علي أن أقوم بمجهود كبيرة لإدارة العديد من الأمور من أجل مواصلة حياتي، فكنت أتحلى بقدر كبير من الانضباط وقوة الإرادة، عانيت الكثير بسبب المرض، ومن تلك المعاناة فقدان زوجتي وهذا يعد جزءًا من الحياة، بل إني أرى أني على المستوى الإنساني ربما أصبحت أغنى بسبب تلك التجارب".

فان خال

هي رحلة بدأت بعلاجه من سرطان البروستات إلى بلوغ كأس العالم قطر 2022، مع منتخب بلاده، لخصها المدرب الهولندي لويس فان خال بهذه الكلمات المؤثرة، في حواره الشهير الذي أعلن فيه عن تعافيه بشكل كامل بعد معركة قاسية دامت لأكثر من عامين مع المرض الخبيث، المدرب الهولندي أعلن في وقت سابق من شهر أبريل السابق في حوار تلفزي عن إصابته بالسرطان، وذكر مدرب البايرن الأسبق، أنه يعاني من سرطان البروستات منذ سنة 2020، وأنه خضع لعدة جلسات علاجية، تخللتها عملية جراحية ناجحة.

نداء الواجب أقوى من المرض

بعد عام من إقالته من تدريب مانشستر يونايتد وبالتحديد في ال 17 من يناير/ كانون الثاني من عام 2017، أعلن المدرب الهولندي صاحب ال65 عاماُ حينها عن اعتزاله التدريب نهائياً لأسباب عائلية، جاء ذلك القرار عقب مسيرة امتدت لأكثر من 26 سنة، نجح خلالها في التتويج بعدد كبير من الألقاب أبرزها كان الفوز بدوري أبطال أوروبا موسم 1994-1995 مع أياكس أمستردام، والدوري الإسباني موسمي 1997-1998 و1998-1999 مع برشلونة، ولقبي البوندسليغا وكأس ألمانيا مع بايرن ميونخ.

فان خال

قرار الاعتزال لم ليكسره إلا نداء الوطن، فبعد المشاركة المخيبة للآمال للطواحين بيورو 2021 رفقة المدرب فرانك دي بور، قرر الاتحاد الهولندي الاستنجاد مجدداً بالمدرب المخضرم لقيادة أحلام الهولنديين، في رحلتهم الحادية عشر من أجل البحث عن الذهب العالمي الذي استعصى على منتخب الأراضي المنخفضة، فان خال رغم معاناته وقتها من المرض الخبيث، إلا أنه لم يتردد في قبول المهمة، أخذاُ على عاتقه آمال أبناء بلده في قيادة جيل هولندا الحالي، لما عجزت عنه الكرة الهولندية عبر تاريخها رغم تعاقب الأساطير عليها.