26-أبريل-2018

سعود السنعوسي

لم تكد رواية "فئران أمّي حصّة" للكويتي سعود السّنعوسي تجد طريقها إلى القارئ الكويتي حتى صادرتها وزارة الإعلام بتهمة خدشها للحياء وتجاوزها لأعراف المجتمع، ممّا جعل بيعها ممنوعًا في البلاد ومقتصرًا على الدّول العربية الأخرى.

رفعت المحكمة الإدارية في الكويت الحظر عن رواية "فئران أمّي حصّة"، لعدم سلامة قرار المنع الصادر عن وزارة الإعلام

بعد سنتين من هذا القرار، الذي أدانته النّخبة المثقّفة في الكويت، التي تعدّ إحدى الدّول العربية السبّاقة إلى نشر الفكر التّنويري، رفعت المحكمة الإدارية، في الكويت العاصمة، الحظر عن "فئران أمّي حصّة"، لعدم سلامة قرار وزارة الإعلام في نظرها.

اقرأ/ي أيضًا: السنعوسي في مصيدة فئران كامو

ورد في حكم رفع الحظر أنّ الرّواية تحمل معاني هادفة حاصلها الدّعوة إلى التمسّك بالقيم الأصيلة والعريقة والتّراث الخالد ومقت الطّائفية ونبذها، "وما قد يرد بها يظلّ في إطار تقييمها كعمل فنّي لا يعبّر بالضّرورة عن وجهة نظر المؤلّف بقدر ما هو رصد لواقع برؤيته قد يعتريه أيّ من الصّواب أو الخطأ".

[[{"fid":"99670","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"فئران أمي حصة","field_file_image_title_text[und][0][value]":"فئران أمي حصة"},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"فئران أمي حصة","field_file_image_title_text[und][0][value]":"فئران أمي حصة"}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"فئران أمي حصة","title":"فئران أمي حصة","height":297,"width":200,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

وذهبت المحكمة الإدارية إلى أن استجلاء الأفكار لا يكون إلا بطرحها لتجد سبيلًا إلى نقدها. "وأنه قد اندثرت إلى غير رجعة مصادرة الرّأي وحجب الفكر وترويج فقره، والأديان والعقائد السماوية تدعم وترسي حرية الفكر والإبداع طالما أنها لا تنال من أصولها الثّابتة ومبادئها الرّاسخة". ولم يكتف الحكم بالنظرة القانونية، فتضمّن حكمًا نقديًا أدبيًا أيضًا عن الرّواية التي تعدّ الثّالثة في رصيد السّنعوسي الفائزة بأكثر من جائزة عربية وكويتية، "وأتت صياغة الرّواية سليمة وأفكارها منسّقة متراصّة في سرد قصصي متناغم يشير إلى إبداع متمسّك بالثّمين من الأفكار والمعاني"، في إشارة من المستشار نواف الشّريعان المشرف على الحكم إلى أن من أصدروا حكم الحظر سابقًا لم يراعوا السّياق الفنّي والجمالي للرّواية.

يذكر أنّ الرّواية تناولت سؤال الطائفية في الفضاء الكويتي، وبين أزمنة مختلفة، رصدت ثمارها وسيقاتها، التي ستؤدّي بالبلاد إلى الهاوية، خاصّة أن صدورها عام 2015 تزامن مع وقوع أحداث في هذا الباب. وهو المعطى الذي جعل البعض يرى أن منعها كان ذا خلفية سياسية بالدّرجة الأولى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

4 روايات عن الغزو العراقي للكويت

جعفر بناهي.. سأحلم بعالم حر