29-مايو-2022
سفارة اسرائيل في مصر

سفارة إسرائيل في القاهرة

 أحيت السفارة الإسرائيلية في مصر، الذكرى الـ 74 لما أسمته " عيد استقلال الدولة "، من خلال حفل موسيقي أقامته فرقة أوركسترا إسرائيلية في منزل السفيرة الاحتلال بمصر "أميرة أورون" المطل على أهرامات الجيزة، بحسب ما نقلت صفحة إسرائيل بالعبرية على تويتر.

وقد استدعى الحفل المقام ردة فعل شعبية عارمة وغاضبة في صفوف الناشطين من مصر ومختلف الدول العربية، واعتبروا أن صورة العازفين الإسرائيليين في شرفة منزل السفيرة، والتي تبدو في خلفيتها صور أهرامات الجيزة وما تمثّله من قيمة رمزية كبيرة للمصريين، تستفزّ مشاعرهم خاصةً وأنها تتزامن مع ذكرى نكبة فلسطين، والتي ينظر إليها الإسرائيليون على أنها " عيد استقلال دولتهم ".

وقد أجّج من مشاعر الغضب أن الحفل الموسيقي أُقيم بعد أسبوعين على استشهاد الإعلامية شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مخيم جنين، مع العلم أنها المرة الأولى منذ 40 سنة التي تحيي فيها السفارة الاسرائيلية المناسبة في مصر، الأمر الذي عزاه المتابعون إلى ثقة الإسرائيليين بأن النظام المصري لن يعترض على هذه الخطوة.

بالإضافة إلى الصورة التي تُظهر الفرقة الموسيقية، انتشرت أيضًا لقطات للوفود الإسرائيلية المشاركة في الاحتفال، وهي تتنزه بالقرب من الأهرامات، وتلتقط الصور التذكارية من بينها صورة من أمام نصب تذكاري للسيدة أم كلثوم.

وفي أول ردّ رسمي مصري على الحادثة، قال مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى في مصر، إن جميع الصور الملتقطة للفرقة الإسرائيلية، لم تكن داخل منطقة الأهرامات الأثرية، بل في أماكن غير أثرية، الحجة التي دحضها كثير من المتابعين، على اعتبار أن الكاميرات أظهرت الوفد يتجول بين الأهرامات ويلتقط الصور هناك.

في أبرز التعليقات المعبّرة عن الغضب من مشهدية الجيزة، قال الكاتب والباحث المختص في الشؤون التركية سعيد الحاج، إن الأوركسترا الإسرائيلية تحيي اليوم ما يسمى " ذكرى تأسيس إسرائيل " التي هي نكبتنا، بحفلة على سفح الأهرامات في مصر، معتبرًا أن هذا الأمر لا يليق بمصر ولا يعبّر عن الشعب المصري.

واعتبر المغرد محمد عبد الرحمن من مصر، أن عزف الأوركسترا الإسرائيلية أمام الأهرامات، هو إمعان في الذل والمهانة والعار الذي يعيشونه في ظل حكم الخائن المأجور بحسب وصفه، وأضاف : "احنا حرفياً بنعيش والعار فوق رؤوسنا جميعاً ولا أحد يستطيع مسح العار عنا."

واستغرب الإعلامي المصري محمد جلال هلال بدوره إقامة الحفل في الجيزة وعلّق بالقول : " عادي يا جدعان اوركسترا "الكيان المحتل" في الهرم تعزف احتفالًا في ذكرى تأسيس الإحتلال!"

 

في المقابل احتفى الإعلام الإسرائيلي بالحفل، وعبّر الكثير من الناشطين والمؤثرين في مجتمع الاحتلال عن فرحتهم بما يحصل. في أبرز المواقف كتب الإعلامي في التلفزيون الإسرائيلي، والمستشار السابق لرئيس الوزراء الراحل آرييل شارون جاي معيان : "تحت علمي اسرائيل و مصر ، ولأول مرة منذ 40 عامًا، تقدم أوركسترا إسرائيلية عرضًا في مصر، بمناسبة احتفالات عيد الاستقلال الإسرائيلي الـ 74 حيث أحيت "فرقة النور" الاسرائيلية الأمسية الخاصة بأروع المعزوفات والأغاني المصرية العريقة.

احتفى الإعلام الإسرائيلي بالحفل، وعبّر الكثير من الناشطين والمؤثرين في مجتمع الاحتلال عن فرحتهم بما يحصل

وتأتي حادثة إقامة الحفل الغنائي الإسرائيلي في محيط الأهرامات في محافظة الجيزة، بعد أقل من شهر ونصف على نجاح حملة مقاطعة إسرائيل في مصر، بالضغط على شبكة فنادق " توليب"، وحملها على التراجع عن استضافة مهرجان " نابيا " و " غراوند " اللذين تنظّمهما جهات إسرائيلية. وكان المفترض أن يُقاما في شبه جزيرة سيناء، بالتزامن مع إحياء المصريين لذكرى تحرير سيناء التي احتلتها إسرائيل في الفترة بين عامي 1967 و 1982.