05-سبتمبر-2022
Turkey receives wounded civilians as evacuation from Aleppo...

تتزايد الهجمات العنصرية ضد الأجانب في تركيا (Getty)

 لقيت حادثة مقتل الشابّ السوري فارس العلي (17 عامًا) تضامنًا واسعًا من قبل أتراك وسوريين، مبدين حزنهم وأسفهم على فقدانه طعنًا على يد شبّان أتراك، أثناء عودته من ملعب كرة القدم في مدينة هاتاي جنوبي تركيا قبل يومين. وبحسب المعلومات المتداولة، فإن السلطات التركية ألقت القبض على أحد المشتبه بهم، وما زالت تلاحق البقية.

صحيفة تركية: "دم هذا الشابّ على يد الخطاب العنصري الذي يؤجّجه سياسيون أتراك" 

الشابّ السوري الذي التحق قبل أيام بكلية الطب جامعة باليكسير، نعاه سوريون وعرب وأتراك على مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف التغريدات والمنشورات، كما استنكرت هيئة الإغاثة التركية الهجوم على العلي، عبر تغريدة على حسابها في تويتر، وأشارت في تغريدة أخرى إلى أنه يتيم تربّى بدار أيتام تابع لها، و"والده شهيد قتل بنيران قوات النظام السوري قبل سنوات".

وأوضحت هيئة الإغاثة التركية أن رئيسها بولنت يلدريم زار عائلة العلي، وقدّم التعازي لها، كما تلقّى اتصالًا من وزير الداخلية التركي سليمان صويلو يعزيه وعائلة الفقيد بمقتل فارس.

آفة العنصرية

تتزايد حالات الاعتداء والعنف ضد الأجانب وخصوصًا السوريين في تركيا، وصلت بعضها إلى ارتكاب جرائم قتل بحق اللاجئين، وكان فارس العلي ومن قبله شبّان سوريون كثر، وقعوا ضحية هذه الآفة "العنصرية"، التي باتت تزداد يومًا بعد يوم.

 

كأن شبابنا اصبحوا مجرد أرقاماً في قاموس غدرهم الشاب السوري #فارس_العلي المقبول مؤخراً في كلية الطب يموت طعـ ـناً بسـ...

Posted by ‎خالد الهيبي‎ on Sunday, September 4, 2022

واعتبر سوريون أن دوافع جريمة قتل العلي كانت عنصرية، بسبب ارتفاع خطاب الكراهية الآونة الأخيرة في تركيا، من قبل الأحزاب التركية المعارضة، وعدم اتخاذ الحكومة التركية أي إجراءات حقيقية للحد من نشر الكراهية وردع العنصريين والمجرمين، في حين أشار أحد الصحفيين السوريين بتغريدة له عبر تويتر، إلى أن العنصرية والبيئة الداعمة لها، هي السبب بهجرة آلاف الشبّان السوريين نحو أوروبا ممن يقطعون البر والبحر بظروف خطرة للغاية.

من جهتها، كتبت الصحفية السورية كاتيا داغستاني في منشور لها عبر فيسبوك، "سكاكين العنصرية التركية تصطاد الشباب السوري، وزارة الداخلية العار عليك وعلى قيادتك"، وهذا ما أكد عليه سوريون، طالبوا بالعدالة وردع المحرّضين قبل تقديم التعزية.

 

سكاكين العنصرية التركية تصطاد الشباب السوري😔 وزارة الداخلية العار عليك وعلى قيادتك.

Posted by Katya Aksoy Aldaghestani on Saturday, September 3, 2022

على المستوى التركي، تمنّى الأستاذ الجامعي صادق تانريكولو الشقاء للعنصريين، فكتب "فارس محمد سوري يتيم، فقد والده في الحرب، لجأ إلى تركيا مع عائلته، وكسب مقعدًا بكلية الطب هذا العام، استشهد اليوم نتيجة اعتداء حقير... آهات المظلوم تجعل العرش يرتجف".

"لتحرم منازلكم من رؤية الربيع فقد أذبلتم أطفالا كالورود"، هكذا عبّر الإخصائي الاجتماعي جيتين ألدمير، عن غضبه من حادثة مقتل العلي، والذي أشار إلى أنه كان قد قدّم له استشارة سابقة.

بدورها، تفاعلت عضو حزب الشعب الجمهوري، جافيدان ديميراغ، عبر حسابها في تويتر مع مقتل العلي، معتبرة أن الهجوم كان نتيجة العنصرية، "محزن جدًا، لا يوجد شيء أسوأ من العنصرية".

وقال المغرد التركي آدم أوزكوسيه، في تغريدة له، "قتل شاب آخر في ربيع حياته، فقد والده في الحرب وأصبح يتيمًا، أي واحد هذا؟ كم عدد اللاجئين الذين سيموتون؟"، في إشارة إلى تكرار حوادث القتل بحق شبّان سوريين في مقتبل أعمارهم.

"أوميت أوزداغ شريك"

اتهم مغردون زعيم حزب النصر "الظفر" التركي المعارض أوميت أوزداغ بالتسبب بوقوع جرائم قتل بحق السوريين في تركيا، نظرًا لخطاب أوزداغ المعادي للاجئين والمحرّض ضدهم باستمرار، معتبرين أنه شريك بقتل الشابّ السوري فارس العلي.

الصحفي التركي ايمري ارجيش غرّد بدوره مخاطبًا أوزداغ، "أنت شريك في مقتل الشاب السوري فارس العلي ومقتل كل مظلوم، ستحاسب على ذلك في الآخرة".

وفي السياق، عدّت الصحفية التركية أوزلام دوغان أن العنصرية ليست فكرة أيديولوجية، بل على العكس، "إنها مرض نفسي"، "محمد العلي تعرّض للطعن حتى الموت على يد أعمال حرضهم أوميت أوزداغ وأمثاله بخطاباتهم العنصرية" تقول دوغان.

صفحة "عملية الأبابيل" تفاعلت من جانبها مع خبر مقتل الشابّ السوري فارس العلي، وخاطبت أوزداغ، "دم هذا الشابّ في يدك".

كما اتهمت صفحة "تيار اليوم" أوزداغ بالتسبب في مقتل العلي بموجب خطاب العنصرية والكراهية الذي يطلقه حزب النصر، معتبرة أن قبل تشكله لم يكن يُسمع بحادثة قتل عنصرية.

بدوره، ردّ زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ على هذه الاتهامات، مبررًا أن القاتل ارتكب جريمته بدافع الانتقام لوالدته التي "ضربها" الشاب السوري فارس العلي، وكانت معلومات تم تداولها أفادت بأن قبل يوم من مقتل العلي، تعثّر الشابّ السوري في طريقه بامرأة تركية ليهجم عليه في اليوم التالي ابنها ومجموعة أخرى، أردوه قتيلًا.