04-يناير-2017

النائب البرلماني المقرئ أبو زيد (مواقع التواصل الاجتماعي)

لا تتردد بعض القنوات الإعلامية المصرية على ترويج كل ما هو "مغربي" مع ربطه بالدجل والشعوذة، عبر استغلال صور لشخصيات عامة بالمغرب في إعلانات للشعوذة. وتعمد هذه القنوات إلى تحريف الأسماء الحقيقية وتنشرها على أساس أنها لـمشايخ مغاربة ، يختصون في جلب الحبيب وعلاج السحر وفك طلاسيمه. لكن المشايخ المغاربة، الذين يظهرون مرارًا على قنوات مصرية، يرفضون التحدث عادة في الموضوع أو اتخاذ إجراءات ضد هذه القنوات. لكن هذه المرة ارتأى المقرئ أبو زيد، وهو نائب برلماني عن حزب العدالة والتنمية، أن يسلك مسارًا آخر خصوصًا بعد استخدام صورته كـ"إشهار" على قناة مصرية تدعى "المولد"، استغلت صورته في إعلانات مروجة للدجل.

تشهر قناة مصرية بشيخ مغربي على أنه مشعوذ وتستخدم صورته في إعلانات لفك الطلاسم والسحر، بينما هو نائب برلماني

في هذا السياق، طالب سعد الدين العثماني، منسق فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إلى مراسلة سفير المملكة المغربية لدى جمهورية مصر، لمطالبة السلطات المصرية القائمة على الشأن الإعلامي بالاستفسار وتنبيه إحدى القنوات الفضائية الخاصة، التي استغلت صورة أبي زيد المقرئ الإدريسي في إشهارات "مبتذلة مروجة للدجل والشعوذة"، حسب ما جاء في المراسلة التي نشرها الموقع التابع لحزب العدالة والتنمية، والذي ينتمي إليه المقرئ.

وطالب سعد الدين العثماني في مراسلته، وزير الخارجية المغربي "القيام بما تفرضه الواقعة من حزم لكف هذه القناة عن فعلها، ولحجب ذلك الإشهار وتقديم اعتذار في الموضوع"، خصوصًا وأن هذا الإشهار الذي وصفته المراسلة بـ" البائس"، يؤكد عنوة على "صفة المغربي لكسب ثقة المشاهد المصري خصوصًا والعربي عمومًا بمصداقية الإشهار، وربطه بصورة نمطية مغلوطة عن المواطن المغربي"، حسب ذات المراسلة. واعتبر العثماني أن الواقعة "تمس بالمغرب والبرلمان وبحزب وطني وفريق محترم، وشخصية عامة بريئة مما نسب إليها وترفض رفضًا باتًا أن تقحم في مثل هذه المدارات العفنة".

اقرأ/ي أيضًا: تحذير.. السحر الأزرق يهدد الجزائريين!

ويذكر أن هذه الوصلة الإشهارية موجهة للشعب المصري ومصحوبة بثلاثة أرقام هاتفية مصرية، وتدعو المواطنين المصريين إلى الاتصال بالأستاذ أبو زيد، مع تحريف اسمه إلى"أبو اليزيد الإدريسي"، لحل مشاكلهم النفسية والعاطفية والجنسية والمالية و"الروحية" من قبيل الثقاف والمس والعنوسة والإفلاس. ووفقًا للمراسلة ذاتها، فإن "أبو زيد لم تطأ قدماه أرض مصر منذ أربع سنوات ونصف بالضبط، ولا علم له بالقصة كلها ولم يسبق له قط أن شاهد هذه القناة، وليس له بها أية صلة ولا يشتغل بما يسمونه الروحانيات، وهي عنده مجرد دجل وشعوذة". وأبو زيد النائب عن فريق العدالة والتنمية، هو أستاذ جامعي سابق، وكاتب ومؤلف له أكثر من عشرة كتب، أحدها عنوانه "القرآن والعقل"، في جزئين، هاجم فيه بالخصوص هذه الأشكال من الشعوذة المسماة زورًا الروحانيات.

من جهة أخرى، حاول "الترا صوت" التحدث إلى المقرئ أبو زيد في الموضوع، إلا أنه رفض التحدث. ويذكر أنه هذه ليست المرة الأولى التي تعرض فيها قنوات مصرية وصلات إشهارية تستغل فيها صورًا لشخصيات مغربية معروفة وتربطها بالسحر والشعوذة، إذ سبق لقناة مصرية تدعى "سيما علي بابا" أن روجت إعلانًا لمركز يسمى "المركز العالمي للعلاج الروحاني"، تدعي تقديمه علاجًا "لمشاكل الصرع والجن" على يد مشايخ مغاربة، من بينهم المرحوم عبد الباري الزمزمي، ومحمد الفيزازي، وحسن الكتاني بالإضافة إلى شخصيات عمومية أخرى مثل عبد الله نهاري.

واستنكر هؤلاء الشيوخ، الذين ظهرت صورهم مرفقة بأسماء خاطئة، إقحامهم في هذا الإعلان، مطالبين مثل هذه القنوات بالتوقف عن "النصب على المشاهدين، خاصة المصريين منهم". يقول حسن الكتاني، لـ"ألترا صوت" إن "هذه الوصلات الإشهارية تروج لأكاذيب في حق شخصيات مغربية معروفة"، وقد سبق واستنكر هذا الفعل في تدوينة له على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي. أما محمد الفيزازي، المعتقل السلفي السابق، فوصفه الإعلان بأنه "متخصص في جلب السارق والفوز في المسابقات"، وقد أكد أن "المغاربة يعرفونه بشكل جيد، وهو بعيد عن عالم السحر والشعوذة".

اقرأ/ي أيضًا:

السيدة زينب.. سند المكسورين وبراح من ضلَّ السبيل

التراث الصوفي وتجديد الخطاب الديني