04-يناير-2021

صورة الممرضة المتداولة في تويتر

تداول ناشطون مصريون مقاطع فيديو تظهر ظروفًا مأساوية من داخل غرف العناية المركّزة في مستشفى الحسينية في محافظة الشرقية في مصر. تظهر المقاطع المتداولة حالات هلع شديد أصاب المرضى والعاملين في المستشفى، بعد انقطاع الأكسجين عن المرضى المصابين بفيروس كورونا، والمتواجدين في غرفة العناية المركّزة. 

أثارت الصور والمقاطع المصورة المتداولة عن نقص الأكسجين في مستشفى الحسينية أصداء واسعة في منصات التواصل الاجتماعي تنتقد بمجملها التقصير المصري الرسمي 

وقد أدّى هذا الانقطاع في الأكسجين إلى وفاة أربعة أشخاص مصابين بالفيروس على الأقل. فيما حاولت السلطات المصرية تفادي الفضيحة من خلال الإيحاء أن أسباب وفاة المواطنين الأربعة طبيعية، ولا علاقة لنقص الأكسجين  بها،وهو الأمر نفسه الذي أكّده وكيل وزارة الصحة في محافظة الشرقية، إذ أشار إلى أن أسباب الوفيات الأربعة هي الأمراض المزمنة والمضاعفات الصحية.

اقرأ/ي أيضًا: أبرز 3 أخبار مزيفة عن كورونا انتشرت في لبنان

وانتشرت بشكل خاص صورة لممرضة في المستشفى أثناء جلوسها على الأرض، ويبدو عليها الحزن واليأس، بسبب عجزها عن مساعدة المرضى في ظل انقطاع الأكسيجين. صورة كان  لها تأثير على الرأي العام المصري أكثر بكثير من تصريحات وكيل الوزارة.

واستخدم الناشطون المصريون والعرب وسم #مستشفى_الحسينية ووسم #العناية_المركّزة،  للتعبير عن تعاطفهم مع ضحايا مستشفى الحسينية وخوفهم على مصير المرضى داخلها، وغضبهم من السلطة المصرية، بسبب الإهمال والتراخي في أمور مصيرية تطال الأمن الصحي للمواطن بشكل مباشر. ووصفت المنتقدون ما حصل بالجريمة الموصوفة، محمّلين المسؤولية بشكل أساسي لوزارة الصحة ومن خلفها الحكومة المصرية، التي تُتهم بالأساس بعدم تعاملها مع جائحة كوفيد -19 بالطريقة المناسبة فيما يخص الفحوصات وتأمين المستلزمات الطبية، ناهيك عن غياب الشفافية فيما يتعلّق بأعداد الإصابات والوفيات.

 استخدم الناشط حاتم محمد الوسمين مع صورة من أحد أفلام عادل إمام، وكتب فوقها أن المواطن المصري بات رخيصًا في نظر الحكومة. فيما نشر موقع الجزيرة مصر مقطع فيديو، يظهر شاهد عيان يؤكد أن الأكسيجين نفذ من المستشفى عند الساعة التاسعة والنصف ليلًا، بسبب تأخر وصول  العربة التي تنقل الأكسيجين الجديد. ونقل الشاهد معاينات شاهدها بنفسه، عن مرضى فارقوا الحياة، وآخرون جاهدوا للبقاء على قيدها، في ظل انقطاع مادة الأكسجين. ناشط آخر يُدعى أحمد الأمام، نشر صورة الممرضة  المتداولة، إلى جانب صورة الطفل محمد الدرة الذي قتله الجيش الإسرائيلي قبل عدة سنوات، لإظهار التشابه بين الصورتين، بالرغم من اختلاف الجاني والمجرم.

من جهته، سخر أحمد البقري من القيادة المصرية التي تنفق المليارات لبناء القصور وشراء الطائرات الخاصة، فيما يموت الشعب، لأن الدولة لم تؤمّن أبسط مقومات الحياة له، كالأكسجين وأجهزة التنفّس.

بدوره، نشر الناشط علي حسين مهدي مقطع فيديو له، طالب فيه بإقالة الحكومة المصرية، ومحاكمة المقصّرين والمتورّطين في "جريمة" الحسينية، وأشار إلى أنه في حال تساهل الشعب مع هذا الحدث كالعادة، فإن الدور سيأتي على الجميع لدفع ثمن أخطاء السلطة وسوء إدارتها للملفات وخاصة ملف جائحة كوفيد - 19.

وتداول ناشطون وحقوقيون مصريون أخبارًا عن طلب النائب العام المصري حبس أطباء وعاملين في المستشفى على ذمة التحقيق، بسبب نشر الصور ومقاطع الفيديو من داخل المستشفى، والإدّعاء بأن الوفيات سببها نقص الأكسجين. فيما ذكر موقع الجزيرة مصر أن السلطات المصرية قامت بالتحقيق مع أمن المستشفى، بسبب سماحهم بتصوير مقاطع الفيديو التي انتشرت.

وفي خطوة تظهر تضامن الشعب المصري في مواجهة المصائب التي تلحق به، وسعيه لتعويض غياب دور الحكومة والمؤسسات الرسمية، نشر أكثر من حساب على تويتر، أرقامًا لأفراد وشركات على استعداد للتبرع بقوارير أكسجين مسال للمستشفى المنكوب، علّ ذلك يسهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

توقعات ميشال حايك تثير استهزاء اللبنانيين وتُغضب مغردين في السعودية والكويت

خبر وفاة حاتم علي يتصدر "السوشال ميديا".. رثاء متعدد الجبهات