13-أغسطس-2022
اعزاز

"Getty" مظاهرة في مدينة اعزاز شمالي سوريا اعتراضًا رفضًا للمصالحة مع نظام الأسد

فجّرت تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، دعت إلى مصالحة بين المعارضة السورية والنظام، غضبًا واسعًا لدى السوريين، تُرجم عبر مظاهرات حاشدة في معظم مدن وبلدات الشمال السوري خرجت مساء الخميس وظهر الجمعة، إلى جانب آلاف التغريدات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تصدر وسم "لا تصالح" قائمة الأكثر تفاعلًا في تركيا.

اعزاز

تصريحات جاويش أوغلو كشفت عن محادثة "قصيرة" جرت بينه وبين نظيره السوري، فيصل المقداد، وذلك على هامش اجتماع "حركة عدم الانحياز" الذي عُقد في تشرين الأول\أكتوبر 2021، بالعاصمة الصربية بلغراد.

وقال جاويش أوغلو إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أراد إعادة العلاقات بين بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أن الأخير اكتفى بالرد عليه "إن من المفيد لقاء أجهزة الاستخبارات بين البلدين"، مردفًا "من الضروري تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما، فلن يكون هناك سلام دائم دون تحقيق ذلك"، وهذه الجزئية بالتحديد هي التي أثارت غضب السوريين، الذين اعتبروها دعوة للمصالحة بين النظام السوري "المجرم" وضحاياه وذويهم.

بالمقابل، أصدرت وزارة الخارجية التركية، اليوم الجمعة، بيانًا قالت فيه إنه "ومنذ بداية الصراع السوري، كانت تركيا الدولة التي بذلت أكبر جهد، لإيجاد حل للأزمة في هذا البلد، بما يتماشى مع التوقعات المشروعة للشعب"، مضيفة أن "تركيا لعبت دورًا رائدًا في الحفاظ على وقف إطلاق النار على الأرض، وتشكيل اللجنة الدستورية عبر عمليتي أستانا وجنيف، وقدمت الدعم الكامل للمعارضة ولجنة التفاوض في العملية السياسية".

البيان أكد على استمرار تركيا التي توفر الحماية المؤقتة لملايين السوريين، بالإسهام الفعال في الجهود المبذولة لتهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، وإيجاد حل للنزاع وفقًا لخارطة الطريق المنصوص عليها، في قرار مجلس الأمن الدولي 2254، موضحًا "تركيا ستواصل بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة في المجتمع الدولي، المساهمة بقوة في الجهود المبذولة لإيجاد حل دائم لهذا الصراع بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوري، وأنه سيستمر التضامن معه".

واعتبر سوريون أن رد وتبرير الخارجية التركية الذي عقب المظاهرات، انتصار لصوت الشعب المظلوم والحراك السلمي الذي تجلّى بعودة التظاهر الشعبي من جديد في سوريا، والتأكيد على مطلب إسقاط نظام الأسد.

من جهته، أبدى تجمع المحامين السوريين "استغرابه" من تصريحات الوزير التركي، مؤكدًا في بيان له على أن اعتبار تركيا حليفًا استراتيجيًا للشعب السوري لا يعني أن رؤيته تعبّر عن موقف الشعب السوري وتطلعاته، وأن لا شيء يلزم السوريين بتبنّي مواقف هذا الحليف.

في حين، أصدر المجلس الإسلامي السوري بيانًا، قال فيه إن من حق الشعب السوري أن يعبّر عن رأيه ويرفض التوجه التركي، وأن الدعوة إلى المصالحة مع النظام يعني منح المجرم مكافأة، محذرًا من شرعنة النظام السوري وإرهابه، الذي قد يطال أمن كل مناطق الجوار وشعوبها.

مظاهرات شعبية هاتفة

أعقب التصريحات التركية يوم أمس، خروج مظاهرات في مدينة اعزاز، أحرق فيها متظاهرون العلم التركي تعبيرًا عن رفضهم التصريحات التركية، وهو ما جعلهم محط انتقادات كبيرة، لتعديهم على رمز تركي مقدس لدى الأتراك وهو علمهم، التصرف الذي يمكن أن يتسبب بغضب مضاد من قبل الشعب التركي ينعكس سلبًا على قرابة 4 ملايين لاجئ سوري في تركيا، وفقًا لسوريين.

 

التصريحات الحكوميةالتركية رفعت ضغطنا كتير والرد عليها واجب عالأقل التعبير عن رفضها صراحة عبر الإعلام والصفحات بس حابب...

Posted by Amer Almohibany on Thursday, August 11, 2022

وتلت المظاهرات الليلية دعوات للتظاهر ظهر اليوم بعد صلاة الجمعة، لتتوسع رقعة المناطق التي شهدت تظاهرات إلى أكثر من 20 مدينة وبلدة في الشمال السوري، تؤكد على عدم قبول أي مصالحة مع النظام لا تقضي بزوال رأسه بشار الأسد، ومحاسبته ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في سوريا منذ بدء الثورة السورية، فضلًا عن استنكار الموقف التركي الذي بات أكثر تقاربًا من النظام السوري خلال الآونة الأخيرة.

انتفاضة إلكترونية

تصدر وسم "لن نصالح" قائمة الأكثر تداولًا في تركيا على منصة تويتر، بآلاف من التغريدات والتعليقات، بين من أكد على عدم قبوله بالمطلق أي نوع من المصالحات مع النظام السوري، وبين من اشترط لذلك، إعادة الشهداء الذين قضوا بنيران النظام وحلفائه، ملخّصين مطالبهم في هتافات غنّوها بمظاهرات سابقة.

وكتبت المغرّدة تهامة عبر حسابها في تويتر، "لا تنسوا شهداء الكيمياوي، لا تنسوا المعتقلين بالمسالخ، لا تنسوا المجازر، لا تنسوا التهجير، لا تنسوا الذي كان السبب"، مذيّلة تغريدتها بوسم "#لن_نصالح".

بدوره، قال الصحفي السوري محمد الفيصل عبر حسابه في تويتر، "هذه ثورة كتبت بدماء آلاف الشهداء، وليست ورقة كتبت بحبر النفاق، كتبت بآهات ودموع المعتقلين والأمهات الثكالى والأيتام.. نحن لا نريد أن نصالح"، منتقدًا استعداد الحكومة التركية مصالحة "مجرم" ارتكب جرائم ليس فقط بالشعب السوري وإنما بجنود أتراك أيضًا قضوا في سوريا بنيران نظام الأسد.

الباحث السوري سمير العبدالله غرّد عبر حسابه، منتقدًا من جعل من الحليف التركي للمعارضة السورية "وصيًا" وفاعلًا متفرّدًا بقضية ملايين السوريين الذين أخذوا الجانب المعارض ضد النظام السوري، معلّقًا "لن أدخل بجدل الدفاع أو الهجوم على التصريحات التركية، فتركيا دولة لها مصالحها القومية، والذنب ليس ذنبها، بل ذنب من وضع كل بيض الثورة في سلتها، ولو كان يعرف 1% سياسة ما فعل ذلك".

من جهتها، أكدت صفحة فريق ملهم التطوعي عبر تويتر، أن المجد دائمًا للشعب، ولكلمته الحرة، ولن يصالح الشعب "من أجل شهدائنا، ومعتقلينا، ومهجّرينا. من أجل غصّة قلب شهدناها في أطراف مخيّم، ومن أجل مُصاب فقد جزءاً من جسده، ومن أجل الأُم التي صرخت فوق جثّة طفلها بكل قهرها: يارب"، مشددًا على عدم الرضوخ لدعوات المصالحة، وإن رضخت الحكومة التركية.

المحامي غزوان قرنفل سخر من إجابة وزير الخارجية التركي على سؤال صحفي عن مستوى التواصل بين تركيا والنظام السوري، والذي تضمن محادثة "قصيرة"، إلى جانب تواصل على مستوى الاستخباراتي، مغرّدًا "روحوا تصالحوا، مثل وحدة مشتهية تحبل وخجلانة"، مشيرًا إلى أن العالم أجمع بإمكانه أن يصافح نظام الأسد، رغم أنه ليس بشرف، لكن السوري الذي استبيح دمه وكرامته وعرضه وماله وحياته، "لن يصالح".

 

ياشباب ( ترى ماحكينا كتير بس شوي مجرد محادثة قصيرة ) ... ياعمي روحوا تصالحوا لسه متل وحدة مشتهية تحبل وخجلانه .. !!...

Posted by Ghazwan Koronful on Thursday, August 11, 2022