18-أغسطس-2018

يهاجم ترامب بشكل متكرر الصحف ووسائل الإعلام في تصريحات علنية وعبر تويتر (أوليفييه دوليري/ TNS)

قررت أخيرًا وسائل الإعلام الأمريكية الرد على هجمات الرئيس دونالد ترامب المتوالية ضد الصحافة والإعلام، ودشنت حملة افتتاحيات شاركت فيها أكثر من 350 صحيفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، للتعبير عن استهجانهم للتصريحات الهجومية التي يتلفظ الرئيس ترامب مرة تلو الأخرى ضد الصحفيين، في واحدة من أوسع حملات الجهود المنسقة في تاريخ الإعلام الأمريكي.

دشنت أكثر من 350 صحيفة أمريكية حملة افتتاحيات للرد على اللسان السليط لدونالد ترامب الذي ما فتئ يهاجم الصحف ووسائل الإعلام

وسبق للرئيس دونالد ترامب أن نعت الصحف بأنها "عدوة للشعب الأمريكي"، كما يصف تغطياتها الإعلامية في كثير من الأحيان بـ"المزيفة"، وازدرى العديد من الصحفيين والصحف علنًا، لمجرد قيامهم بوظيفتهم.

وجاءت المقالات الافتتاحية بعد أن دعا مجلس تحرير جريدة "بوسطن غلوب" الصحف الأخرى إلى استخدام صوتهم الجماعي للرد على الحرب الكلامية التي أطلقها ترامب ضد المؤسسات الإعلامية في الولايات المتحدة، حيث كتبت الصحيفة في افتتاحيتها: "لدينا اليوم في الولايات المتحدة رئيس أنشأ شعارًا مفاده أن وسائل الإعلام التي لا تدعم بوضوح سياسات الإدارة الأمريكية الحالية، هي عدو الشعب. وهذه واحدة من الأكاذيب الكثيرة التي ألقي بها هذا الرئيس، تمامًا مثلما فعل الدجالون في الأزمنة القديمة عندما كانوا يرمون الحشود أمامهم بالأكاذيب الكبيرة"، مشددةً: "هذه الحرب القذرة على الصحافة الحرة يجب أن تنتهي".

واستجابة لنداء "غلوب" كتبت صحيفة دنفر بوست في افتتاحيتها: "نحن نؤمن بأن الناخبين المستنيرين مهمون للديمقراطية، وأن للجمهور الحق في معرفة ما يفعله المسؤولون المنتخبون والشخصيات العامة وراء الأبواب المغلقة ؛ إن الصحافة هي جزء لا يتجزأ من توازن السلطة".

الصورة الافتتاحية لبوسطن غلوب
صورة افتتاحية صحيفة "بوسطن غلوب" التي قادت حملة الافتتاحيات ضد ترامب

فيما كتبت هيوستن كرونيكل: "ما يجعل تقويض ترامب للصحافة أسوأ، هو أنه لا يحدث في غرف البيروقراطية الخلفية، بل إن ترامب يوجه إهاناته إلى المراسلين والمؤسسات الإخبارية، ويهدد بالحد من الوصول إلى الصحافة والحريات، أمام الملأ وعلى تويتر، وهذا الأمر لا يشكل خطرًا على سلامة الصحفيين فحسب، وإنما يقوض مصداقية الصحافة كسلطة رابعة تراقب السلطات الأخرى".

بينما عبرت هيئة تحرير صحيفة "كابيتال غازيت" عن موقفها اللامبالي بتصريحات ترامب، وقالت: "لا نختلف مع المخاوف حول لغة الرئيس في الخطب وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، لكن نحن لا ننساق فقط مع المؤسسات الإخبارية الأخرى، لأن رأي الرئيس بصراحة ليس مهمًا بالنسبة لنا، نحن قلقون أكثر بكثير مما يفكر فيه هذا المجتمع عنا".

وفي حين ارتأت بعض الصحف عدم المشاركة في المقالات الافتتاحية حول هجوم ترامب المتكرر على وسائل الإعلام، منها صحيفة لوس أنجلوس تايمز، و سان فرانسيسكو كرونيكل، وواشنطن بوست، التي بررت موقفها بالقول: " إننا نرد على ترامب بالطريقة التي نراها، نحن لسنا في حالة حرب مع الإدارة، نحن نقوم بوظائفنا فقط".

لم ينتظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طويلًا للرد على حملة المقالات الافتتاحية التي انخرطت فيها أكثر من 350 صحيفة أمريكية، حتى غرد على تويتر تغريدات متتالية، يتهم فيها من جديد من وسائل الإعلام بـ"فبركة الأخبار المزيفة وخدمة أجندات سياسية".

 

 

وفي أعقاب كل هذا الجدل، طمأن الكونغرس الأمريكي الصحف والصحفيين الأمريكيين، ووافق بالإجماع على قرار يؤكد من جديد الدور الحيوي الذي لا غنى عنه للصحافة الحرة.

وجاء في القرار:"يؤكد الكونغرش أن الصحافة ليست عدوة الشعب، ويعيد التأكيد على الدور الحيوي الذي لا غنى عنه، الذي تعمل به الصحافة الحرة لإعلام الناخبين وكشف الحقيقة، والعمل كرقابة على السلطة المتأصلة في الحكومة، ومزيد من الخطاب والمناظرة الوطنية".

في حين أسرع ترامب بمهاجمة الصحف على الافتتاحيات التي أعدتها ضده، أكد الكونغرس على أهمية دور الصحافة ورفضه الهجوم عليها

وأضاف القرار: "ويدين الكونغرس الاعتداءات على مؤسسة الصحافة الحرة، ويرى الجهود الرامية إلى تقويض مصداقية الصحافة بشكل منهجي باعتبارها هجومًا على المؤسسات الديمقراطية في الولايات المتحدة".