غزة في قبضة الجوع والنار: مجازر متواصلة وتحذيرات من مجاعة جماعية
23 يوليو 2025
تعيش غزة إحدى أشد مراحلها قسوة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية، وسط حصار خانق وانهيار كامل للبنية التحتية، ما أدى إلى تفاقم المجاعة وانتشار سوء التغذية في صفوف المدنيين، لا سيما الأطفال.
وبينما لا تهدأ الغارات الجوية الإسرائيلية التي تواصل استهداف الأحياء السكنية والمرافق المدنية، تتزايد المؤشرات على دخول القطاع مرحلة المجاعة الفعلية، في ظل عجز المنظومة الإنسانية عن توفير الحد الأدنى من الإغاثة، وتضارب الجهود الدولية التي غالبًا ما تعيقها الحسابات السياسية والأمنية.
حصيلة ثقيلة للقصف الإسرائيلي
منذ فجر اليوم الأربعاء، أفادت مصادر طبية في غزة باستشهاد 17 فلسطينيًا جراء الغارات الإسرائيلية.
في تل الهوى جنوب مدينة غزة، أسفر قصف عنيف على أحد المنازل عن استشهاد عشرة أشخاص، بينهم الصحفية الفلسطينية ولاء الجعبري، وزوجها، وأطفالها الخمسة.
كما أعلن مستشفى الأقصى عن انتشال جثامين 6 شهداء في مناطق متفرقة من مدينة دير البلح وسط القطاع. ونفذت قوات الاحتلال عمليات نسف لمبانٍ سكنية شرق مدينة غزة.
أطلقت أكثر من مئة منظمة إنسانية، من بينها "أطباء بلا حدود"، و"منظمة العفو الدولية"، و"أوكسفام"، تحذيرًا جماعيًا من خطر تفشّي "مجاعة جماعية" في قطاع غزة
مستشفيات تغص بالمجوعين
تشهد مستشفيات القطاع اكتظاظًا بمئات المدنيين الذين أصيبوا بالإرهاق الشديد والإغماءات جراء الجوع ونقص الغذاء، وسط انقطاع تام لسلاسل الإمداد والمساعدات.
ووفقًا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، توفي عدد من الأطفال وكبار السن بسبب سوء التغذية الحاد، في حين أصيب موظفو الوكالة أنفسهم بالإغماء نتيجة شدة الجوع.
وقد طالبت الأونروا بـرفع الحصار فورًا لإدخال المساعدات الإنسانية، بينما حذّر المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، من التضييقات المتزايدة التي يتعرض لها العاملون الإنسانيون، مشيرًا إلى أن السلطات الإسرائيلية تمنع تجديد التأشيرات لموظفي الأمم المتحدة.
وأكد لازاريني أنه مُنع من دخول غزة منذ آذار/مارس 2024، عقب صدور قرار محكمة العدل الدولية بشأن الضفة الغربية.
تحذيرات دولية من المجاعة
أطلقت أكثر من مئة منظمة إنسانية، من بينها "أطباء بلا حدود"، و"منظمة العفو الدولية"، و"أوكسفام"، تحذيرًا جماعيًا من خطر تفشّي "مجاعة جماعية" في قطاع غزة، مؤكدة أن الظروف الميدانية وصلت إلى مرحلة كارثية.
وأشارت هذه المنظمات إلى أن بعض طواقمها العاملة داخل القطاع بدأت تعاني من الهزال وسوء التغذية، في مشهد يعكس الانهيار التام للبنية الإنسانية.
وفي بيان مشترك، طالبت بوقف فوري للعمليات العسكرية، وفتح جميع المعابر البرية دون قيود، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية بصورة حرة وآمنة، محذّرة من أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى كارثة غذائية لا يمكن احتواؤها.
المجلس النرويجي للاجئين: المساعدات نفدت والجوع يهدد الموظفين
أعلن المجلس النرويجي للاجئين نفاد مخزوناته الغذائية بالكامل داخل القطاع، مؤكدًا أن بعض موظفيه باتوا يعانون من الجوع.
واتهم الأمين العام للمجلس، يان إيغلاند، إسرائيل بـ"شل عمل المنظمة" ومنعها من أداء دورها.
وقال: "مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات عالقة في المخازن أو على الحدود المصرية، وإسرائيل تمنع دخولها رغم التكاليف الباهظة التي تحملها المانحون".
تطورات في ملف التهدئة
على صعيد ملف مفاوضات التهدئة في غزة، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، قد يتوجّه إلى العاصمة القطرية الدوحة خلال الأيام المقبلة، في حال أحرزت المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس تقدمًا ملموسًا يتيح الانتقال إلى مرحلة توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي الوقت الذي لم تُصدر فيه حركة حماس ردًا رسميًا حتى الآن، يتوقع الوسطاء أن يكون الرد إيجابيًا من حيث المبدأ، لكنه مشروط بتعديلات تستدعي استمرار جولات التفاوض.
وتشير التقديرات إلى أن المطالب المحتملة لحماس قد تشمل مراجعة خرائط انتشار القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، بالإضافة إلى إعادة طرح مفاتيح جديدة لتبادل الأسرى، بما يراعي التوازن في حجم وتوقيت الإفراجات المتبادلة.
وفي السياق ذاته، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقييمًا مع فريق التفاوض الموجود في الدوحة.