30-أبريل-2025
الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ 18 شهرًا (Getty)

الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ 18 شهرًا (Getty)

يواصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عدوانه على قطاع غزة بلا هوادة، في ظل تهديدات متكررة يطلقها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب حتى "تحقيق النصر"، في وقتٍ ترتفع فيه حصيلة الشهداء وتتفاقم المأساة الإنسانية بفعل الحصار ومنع دخول المساعدات.

ومنذ ساعات الفجر الأولى، شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، كان أعنفها في وسط القطاع حيث ارتقى 12 شهيدًا من أصل 16 فلسطينيًا استشهدوا خلال الساعات الماضية. وقد طالت الغارات منازل المدنيين وخيام النازحين في جباليا وخانيونس والنصيرات، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، بينهم أطفال ونساء.

ومنذ ساعات الفجر الأولى، شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، كان أعنفها في وسط القطاع حيث ارتقى 12 شهيدًا من أصل 16 فلسطينيًا استشهدوا خلال الساعات الماضية

وفي منطقة المواصي غربي خانيونس، استهدفت الطائرات الحربية خيام نازحين في شارع الإسطبل، ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين، بينهم طفلان. وفي قصف آخر على منزل جنوبي النصيرات، استشهدت طفلة إلى جانب اثنين من أقاربها. كما أُصيب عدد من المواطنين في غارة لمروحيات إسرائيلية استهدفت منزلًا في بلدة بني سهيلا شرق خانيونس.

وعلى الأرض، واصلت قوات الاحتلال عمليات التوغل والنسف، إذ سجلت مصادر محلية توغلًا للآليات العسكرية في منطقة السيفا شمال العطاطرة غرب بيت لاهيا، كما جرى نسف منازل في حييْ حمدوش والتفاح شمالي القطاع وجنوبه، فيما وثقت تقارير إطلاق نار كثيف في بيت لاهيا باتجاه منازل المدنيين.

فيروس شلل الأطفال

على المستوى الصحي، كشف مدير مستشفى التحرير في مجمع ناصر الطبي الدكتور أحمد الفرا، أن مياه الصرف الصحي لا تزال تحتوي على جزئيات من فيروس شلل الأطفال، ما يشير إلى خطورة الوضع البيئي والصحي المتفاقم. وطالب الفرا بتوفير الجرعة الرابعة من تطعيمات شلل الأطفال بناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية واليونيسف، مؤكدًا أن الحصار المفروض على القطاع أدى إلى انهيار حملة التطعيم بشكل كامل.

وأوضح الفرا أن نحو 80% من الأدوية الأساسية مفقودة، وأن المستشفيات تلجأ إلى استخدام أدوية أقل كفاءة بسبب النقص الحاد في العلاجات الفعالة والمستلزمات الطبية.

حصار خانق وتجويع جماعي

منذ بداية آذار/مارس الماضي، تمنع إسرائيل بشكل تام دخول المواد الغذائية والوقود والأدوية إلى القطاع، ما أدى إلى تدهور كارثي في الأوضاع المعيشية لمليوني فلسطيني يعيشون تحت الحصار. وقد حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، من بلوغ "الكارثة الإنسانية في غزة مستوى غير مسبوق"، مؤكدًا أن "استخدام التجويع كسلاح حرب يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي".

وأكد تورك أن "أي شكل من أشكال العقاب الجماعي ضد السكان المدنيين يشكّل انتهاكًا جسيمًا لاتفاقيات جنيف"، داعيًا إلى تحرك دولي فوري لكسر الحصار وفتح الممرات الإنسانية.

الأمم المتحدة: خطر المجاعة يهدد القطاع

المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قال إن السلطات الإسرائيلية رفضت اليوم دخول شحنة وقود كانت مخصصة لوكالات الإغاثة عبر معبر رفح. وأكد أن احتياطات الوقود في غزة "وصلت إلى مستويات حرجة"، ما يهدد بتوقف العمل في المستشفيات ومراكز التوزيع الغذائي.

ومع استمرار هذا الوضع الكارثي، أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، استنادًا إلى تقارير ميدانية، أن عائلات في قطاع غزة باتت تقتات على ما تجده، وسط تناقص حاد في الإمدادات الغذائية، في وقت لم تعد فيه الملاجئ آمنة، ولا المطابخ المجتمعية قادرة على توفير الوجبات.

في السياق ذاته، قال مدير مكتب المفوضية الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين إن الوضع الإنساني في غزة هو "الأسوأ منذ 18 شهرًا"، مشيرًا إلى أن توزيع الأغذية قد توقف بالكامل، في ظل استمرار الحظر الإسرائيلي.

هآرتس: تقديرات أمنية إسرائيلية قلقة من توسيع العملية

في الداخل الإسرائيلي، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر أمنية قولها إن توسيع العمليات العسكرية في غزة قد يعرض حياة المحتجزين الإسرائيليين للخطر، فضلًا عن ارتفاع محتمل في خسائر الجيش. وذكرت الصحيفة أن عددًا من الجنود والضباط رفضوا الانضمام إلى "المرحلة القادمة من العمليات"، في مؤشر على تزايد التململ داخل المؤسسة العسكرية.

الأمم المتحدة تدعو لحل سياسي شامل

هذا، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قادة العالم إلى إظهار "شجاعة سياسية" واتخاذ "إجراءات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين"، مشددًا على ضرورة إطلاق عملية سياسية جادة قبل انعقاد المؤتمر الدولي المزمع في حزيران/يونيو المقبل.

ورغم المطالبات الأممية، تصر الحكومة الإسرائيلية على مواصلة عملياتها العسكرية ومنع إدخال المساعدات، في وقت تتصاعد فيه الأصوات الدولية التي تحذر من أن غزة على وشك الانفجار الكامل، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان ورفع الحصار.