15-أبريل-2022
ايران

"Getty" من مظاهرة في لندن نظمها معارضون إيرانيون عام 2021

أشارت منظمة العفو الدولية إلى أن مسؤولي السجون في إيران يرتكبون انتهاكات مروعة للحق في الحياة، من خلال حرمان السجناء المرضى من الرعاية الصحية، ورفض التحقيق وضمان المساءلة حول حالات وفاة المساجين خلال فترة الاحتجاز، فيما اعتبرت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ديانا طحاوي، أن تجاهل السلطات الإيرانية المروّع للحياة البشرية، قد حوّل سجون إيران إلى غرف انتظار للموت بالنسبة للسجناء، حيث تصبح الحالات القابلة للعلاج قاتلة بشكل مأساوي، مؤكّدة أن حالات الوفاة خلال الاحتجاز ترقى إلى درجة الحرمان التعسفي من الحياة، وهو انتهاك خطير لحقوق الإنسان بموجب القانون الدولي، كما أن وفاة السجين في الحجز هو إعدام خارج القضاء، ويعدّ جريمة بموجب القانون الدولي.

تقرير منظمة العفو أعاد تسليط الضوء مرة أخرى على قضية السجون الإيرانية، وانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة التي تشهدها، من تعذيب نفسي وجسدي للمساجين، وحرمانهم من حقوقهم

منظمة العفو وثّقت ملابسات وفاة 92 رجلًا وأربع سيدات خلال الاحتجاز في 30 سجنًا ضمن 18 محافظة على امتداد إيران، وترجّح المنظّمة أن العدد الحقيقي يفوق هذا العدد بكثير، لأن الإبلاغ عن حالات الاحتجاز في إيران لا يتمّ في حالات كثيرة، بسبب مخاوف مبررة من الانتقام، مع الإشارة إلى أن هذا الإحصاء يشمل فقط السجناء الذي ماتوا بسبب عدم تلقيهم العلاج، أي أنه يستثني ضحايا التعذيب الجسدي أو الأسلحة النارية.

تقرير منظمة العفو أعاد تسليط الضوء مرة أخرى على قضية السجون الإيرانية، وانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة التي تشهدها، من تعذيب نفسي وجسدي للمساجين، وحرمانهم من حقوقهم، وعدم تقديم الرعاية الطبية لهم، وافتقار الزنازين لمعايير الصحة والسلامة، خاصة بعد ظهور جائحة كورونا، وفشل السلطات الإيرانية في التعامل معها، تأخر البدء بتوزيع اللقاحات لينتشر الفيروس بشكل كبير داخل السجون.

موقع " راديو فري يوروب " المتخصّص نشر الشهر الماضي، مقطع فيديو لمجموعة ناشطة في مجال القرصنة الإلكترونية، تقول إنها تعمل لكشف النظام الحقيقي للسلطة في إيران، يتضمن لقطات جديدة تسلط الضوء على الظروف غير الإنسانية من داخل سجن إيفين، أكثر السجون شهرة في إيران، وقد أظهرت اللقطات سجناء ممددين على الأرضيات، ومكدّسين في مساحات ضيقة، وضمن ثلاث طبقات من الأسرّة الضيقة المتراصفة عموديًا، ما يؤكّد المزاعم حول الازدحام الخانق الذي تشهده سجون إيران، وفي مقدمتها سجن إيفين.

 فيما يخص جائحة كورونا، فإن التقارير الصحفية تشير إلى أن السلطات الإيرانية تجاهلت على الدوام مطالبات إدارات السجون بتأمين الدعم الطبي واللوجستي للسجون منعًا من انتشار الفيروس الذي فتّك بالبلاد، وفتك أيضًا بالسجون الإيرانية بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

أبرز هذه النداءات كانت ما نشرته منظمة العفو الدولية صيف العام 2020، من وثائق سرية حصلت عليها لمسؤولين داخل السجون، تبيّن أن الحكومة الإيرانية تجاهلت النداءات المتكررة من كبار مسؤولي السجون، للحصول على موارد إضافية، تساعد في الحد من انتشار الفيروس في السجون التي تكتظ بالمسجونين.

ايران

واعتبرت منظمة العفو يومها، أن الرسائل المسرّبة تتناقض بشكل واضح مع التصريحات الرسمية الإيرانية، على لسان مستشار السلطة القضائية في إيران أصغر جهانجير، الذي أشاد بجهود بلاده النموذجية في حماية السجناء من الفيروس التاجي.

مع الإشارة إلى أن منظمة العفو كانت قد حذرت أكثر من مرة، من أن الظروف الصحية السيئة داخل السجون الإيراينة، من اكتظاظ، سوء تهوئة، الإهمال الطبي، ونقص المعدات والمرافق، تجعل من هذه السجون أرضًا خصبة لانتشار فيروس كورونا. علمًا أن عشرة سجناء في ثلاثة سجون مختلفة أضربوا عن الطعام مطلع العام الحالي، احتجاجًا على وفاة الناشط في مجال حرية التعبير بكتاش أبتين بمضاعفات فيروس كورونا، بعدما التقط العدوى داخل سجن إيفين، مطالبين بتحسين المعاملة ورفع معايير السلامة الصحية داخل السجون الإيرانية.