30-ديسمبر-2016

مقطع من لوحة لـ إبراهيم جوابرة/ فلسطين

من بين محاولات عديدة لإزاحة ملامح الرجل الوحيد، كنت مستسلمًا لفكرة استضافة القطط، محفزات ضخمة وقفت وراء هذه الفكرة، فالوالدة كانت تعتني بالقطط كما لو كانوا أطفالها، إلى هنا كانت الفكرة مخططًا ناجحًا يرتبط بذاكرة الطفل، وفي حالة الكبير بدت محاكاة أكثر طبيعية من التلفاز والبرامج المنوعة، نفَس آخر/ روح أخرى، بالإضافة إلى أنها محاولة للانتصار على صوت المكيّف اللعين.

لا توجد خطة بلا معيقات، لم أجرؤ على اقتناء قط من الشارع لا أعرف كمّ الأمراض المنقولة فيه، إنني في هواء جديد، البشر أنفسهم لا أعرف شيئًا عن طقوسهم، وفقا لهذه المستجدات لن أجازف باستضافة قط من الشارع العام، بينما كنت أفعل هذا سابقًا دون أن أتساءل مرتين عن الأمراض، حتى القطط يصبح مشكوكًا في أمرها داخل المدن الجديدة.

الخبر الجيد يأتي لاحقًا، عثرت أخيرًا على يدٍ تقول خذ ما تريد، إعلان لسيدة ترغب في منح قطها ذي الأربعة شهور هكذا دون أن تعرضه للبيع، بالطبع لم أتردد في مراسلة السيدة، متحليًا بالشهامة فلا يذهب القط المسكين لمن لا يرحم، ثم أن يكون العرض مجانيًا لا يعني سوى أمر واحد، أن تكون السيدة استفاقت على هاتف يتحدث بأمري. التواصل تم وانتهى في الوقت نفسه، حين تبين أن اقتناء قط واحد يكلف ما رضيت لأجله عدم الاستيقاظ في صباح يعرفني وأعرفه، بين عائلة تحبني وأحبها، أن تقتني قطًا يعني أن تنفق عليه بمقدار ما يضمن حياة كريمة لطفل يتيم، إذ لن يقتصر الأمر على المطاعيم، فالسيد القط لا يأكل ما نأكل، كما أخشى أنه يحب أن يسهر في نواد محددة، ليكون قادرًا على التواصل بمزاج عالٍ.

كتبتُ للسيدة رسالة نصية ثم محوتها، عن رغبتي بمعاتبة أمي لتفريطها بجميع أبناء القطط لأكثر من ثلاثين عامًا، كان بإمكانها أن تتعاقد ومراكز مطاعيم القطط، بمجرد أن تشترط التبني والمطاعيم معًا، لكل من تمنحه قطًا حديث الولادة، بهذا لم أكن سأضطر للسفر والعمل خارجًا، كنت سأقبل بوظيفة السهر على راحة القطط، خاصة في مواسم التزاوج، عداك عن توفير الأماكن المريحة لولادة قطع الذهب الصغيرة، أقصد القطط الأليفة بالطبع. سأخبر أمي بأنها فوّتت علينا فرصة للعمل في مناجم الذهب. 

اقرأ/ي أيضًا:

أحمر شفاه كآخر انتماء

شاميةٌ هذي العيون