19-سبتمبر-2021

متحف الكهرمان في بطرسبرغ (Getty)

ألتراصوت- فريق الترجمة 

للكهرمان هيبته التي يستقيها من لمعانه الحادّ الذي يخفي وراءه رقّة وملاسة نادرتين، وهو ما دفع العائلة الملكية في روسيا إلى إصدار قوانين لحمايته والاستئثار به منذ قرون عديدة، وتخصيصه لصالح الملوك والكنائس في أوروبا الشرقية.

بلغ من بهاء هذه الغرفة أن عرفت باسم "أعجوبة العالم الثامنة" التي لم يعد لها أثر حتى الآن منذ الحرب العالمية الثانية

وبلغ مدى الاهتمام بالكهرمان أن قررت العائلة الملكية في بروسيا وروسيا في بداية القرن الثامن عشر إنشاء غرفة مزينة بألواح مصنوعة من ستة أطنان من الكهرمان، في قصر الملك فريدريك الأول، ملك بروسيا. تبلغ مساحة غرفة الكهرمان الأصلية 16 مترًا مربعًا، قبل نقلها في العام 1716 إلى قصر كاثرين في بطرسبرغ، حيث جرت توسعة مساحة الغرفة، ووزعت ألواح الكهرمان فيها على غرفة أوسع مساحتها 55 مترًا مربعًا، وأضيفت المزيد من الألواح الكهرمانية والمذهبة وألواح الفسيفساء والتماثيل المذهبة، وبلغ من بهاء هذه الغرفة أن عرفت باسم "أعجوبة العالم الثامنة".

إلا أن الحرب العالمية الثانية وغزو ألمانيا النازية لروسيا عام 1941 أدى إلى إلحاق ضرر متعمد كبير بهذه الغرفة التي حفظت حتى ذلك العام في قصر كاثرين في بطرسبرغ، وقام الجنود الألمان بتفكيك الغرفة ونقلها إلى بروسيا الألمانية ووضع ألواح الكهرمان والتحف الذهبة والمجسمات في قلعة كونيغسبيرغ، بغرض نقلها لاحقًا إلى ألمانيا.

لكن بهزيمة ألمانيا لاحقًا وسيطرة الجيش السوفيتي (الجيش الأحمر حينها) عام 1945 على المدينة، غاب أثر الغرفة وأطنان الكهرمان التي صنعت منها، واختفت أعجوبة من عجائب أوروبا النادرة حتى يومنا هذا دون أن يعرف بالتحديد المصير الذي لاقته تلك الألواح وكيف اختفت.

لم يتم العثور حتى اليوم لأثر لأجزاء تلك الغرفة التي ما تزال تشكّل لغزًا محيرًا للباحثين وحتى السياسيين، خاصة في روسيا، حيث تم مسح أجزاء واسعة من مدينة كونينغسبيرغ حيث تم نقل الغرفة (والتي تحول اسمها لاحقًا إلى كالينينغراد)، وأطلق الخبراء السوفييت عدة عمليات على مدى عقود للبحث عنها، وباستخدام أدوات ومعدات متطورة، وقد وجدوا العديد من الآثار من تلك الفترة، إلا غرفة الكهرمان العجيبة.

قصر كاثرين في بطرسبرغ (Getty)

وقد سادت تكهنات بأن حريقًا ربما يكون قد قضى عليها أثناء الحرب، إلا أن الباحثين لم يعثروا على أثر كهرمان محترق على نحو دال على حجم الألواح التي تم نقلها والتي تقدرها بأكثر من ستة أطنان.

في سبعينات القرن العشرين، فقد روسيا السوفيتية الأمل في العثور على غرفة الكهرمان الأصلية، وقررت إعادة بناء غرفة مشابهة لإحياء "غرفة الكهرمان"، وذلك بالاستعانة بالوثائق والصور التي تم جمعها عن الغرفة قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية. وقد شرع فريق من كبار المصممين ببناء الغرفة، في عملية استغرقت زهاء 23 عامًا، وهي معروضة حاليًا في قصر كاثرين في سانت بطرسبرغ.