01-مارس-2017

جانب من حديقة البهائيين على سفح جبل الكرمل في حيفا (جاك غيوز/Getty)

اليوم هو المتمم لأيام الهاء، وغدًا يحلُّ شهر الصيام، وفقًا للتقويم البهائي، ويبدأ 2 آذار/مارس، ويستمرّ شهرًا كاملًا  (19 يومًا)، وينتهي في الحادي والعشرين من آذار/ مارس كل عام ميلادي بعيد الصيام، الذي يسمَّى بـ"عيد النيروز"، ويوافق رأس السنة البهائية.

البهائية هي الديانة الوحيدة، التي يؤمن أتباعها بكل الأديان السماوية والوضعية باعتبارها فصولًا متتابعة لدين واحد مصدره الخالق

وأعلنت الجامعة البهائية في اليمن عن حلول شهر الصيام في العالم غدًا عبر بيان هنَّأت فيه البهائيين، وعددهم سبعة ملايين في العالم، موزَّعين بين عدّة دول.. "متمنية من الله أن يوفق العبد إلى ما يحب ويرضى، ويحقق السلام والوئام بين البشر، والوحدة والاتحاد العالمي".

والصوم في البهائية له غاية روحانية، فتتجدَّد فيه القوى الروحية بالدعاء والتقرب إلى الله، وتطبيق أوامره وأحكامه، تنفيذًا لآية في الكتاب الأقدس، الذي يؤمن البهائيون أنه وحي من الله، تقول: "طوبى لمن عمل أوامري حبًا لجمالي وويل لمن غفل عن مشرق الأمر في أيام ربه العزيز الجبار".

اقرأ/ي أيضًا: الصيام الأول للطفل الجزائري.. كأنه ولادة!

ويقول حضرة بهاء الله، نبيّ البهائية، عن الصيام: "قد كتبنا الصوم تسعة عشر يومًا في أعدل الفصول وعفونا ما دونها في هذا الظهور المشرق المنير". وأحكام الصيام، الذي يحل في آخر شهور السنة، كما ذكر بالكتاب الأقدس عند البهائيين، هي:

ـ الإمساك عن الطعام والشراب وشرب الدخان من الشروق حتى الغروب.

ـ الصوم فرض على الجنسيْن من سن الـ15 عاما.

ـ الإعفاء من الصيام في حالات المرض، والسفر، وتجاوز سن السبعين، والحمل والإرضاع، والحيض، والعمل في مهن متعبة.

والبهائية هي الديانة الوحيدة، التي يؤمن أتباعها بالإسلام وكل الأديان السماوية والوضعية باعتبارها، حسبهم، فصول متتابعة لدين واحد مصدره الخالق العظيم، كما يؤمن المسلمون بالمسيحية واليهودية، وهذا سبب تشابه رمضان المسلمين بصوم البهائيين فيما عدا بعض التخفيف في دين بهاء الله.

اقرأ/ي أيضًا: التطرف في رمضان.. من ينهي التكفير؟

وتؤمن البهائية بأنّ الله بعث إلى البشرية سلسلة من المربين، هم الرسل، قدَّموا أديانهم ورحلوا، ومن بين هؤلاء الرسل، الذين يقدسهم البهائيون: إيراهيم، وكرشنا (إله الهندوس)، وزرداشت وموسى وبوذا وعيسى ومحمد (على الترتيب).. ثم جاء بهاء الله ليكون خاتم المرسلين.

لا تلزم البهائية أتباعها بالدعوة، مثل الإسلام والمسيحية، وطاعة الحكومة واجبة، لكن الجهاد في سبيل الوطن ضد المعتدي غير محرم

يحمل البهائيون عقيدة وإجابة سؤال. العقيدة أنّ بهاء الله هو عودة المسيح مرة أخرى مع اختلاف الشكل الخارجي، بينما السؤال "لماذا هبط الوحي مجددًا على الباب علي محمد، مؤسسها، في إيران؟"، والإجابة، حسبهم، أنّ البشرية في حاجة ماسَّة إلى رؤية موحدة لمستقبل البشر، وطبيعة الحياة، والهدف منها بعدما "تزايدت خطايا التابعين للأديان الأخرى"، والرؤية موجودة في الآيات والآثار الكتابية التي جاء بها حضرة بهاء الله تحت مبدأ "لتكن دعوتكم عالمية"، التي يعتبرها البهائيون خطًا عريضًا في التبشير بدينهم.

و"العالمية" التي يهدف إليها البهائيون تتحقق، وفق وجهة نظرهم، بالدعوة إلى السلام والمحبة وحقن الدماء، فهم يعتبرون الجهاد في سبيل نشر الدين البهائي محرمًا، ولا تلزم البهائية أتباعها بالدعوة، مثل الإسلام والمسيحية، وطاعة الحكومة واجبة، لكن الجهاد في سبيل الوطن ضد المعتدي غير محرم.

لا يريد البهائيون أن يسيطروا على العالم أو يحكموه، كما يقولون، فرسالتهم روحها المحبة وظاهرها السلام كما أن لا تاريخ دمويًا لهم، ولا عندهم داعش يهربون من ناره ومدافعه، إنما هروبهم الكبير من كل الأديان، التي تطاردهم منذ أن خرجوا إلى الحياة يبحثون عن الله.

خرجت البهائية من إيران، متأثِّرة بالشيعية، ومعبدها الرئيسي في نيودلهي بالهند، ويسمّى "اللوتس"، وقبلة المصلين فيه حيفا الفلسطينية، مكان ضريح بهاء الله، ومعبدًا للبهائيين، له قبة ذهبية وحدائق معلّقة في جبل الكرمل بحيفا، وتم اعتباره من روائع التراث بشهادة اليونسكو. وتنتظر طوائف مسيحية عودة المسيح وظهوره من جديد ليصعدَ جبل الكرمل، ويجمع العالم برحمته ونوره مرة أخرى.

اقرأ/ي أيضًا:

الإسلام في الصين

تاريخ الصراع السني الشيعي قبل الإسلام