18-مارس-2025
مئات الشهداء والجرحى في الغارات الإسرائيلية (وكالة الأناضول)

مئات الشهداء والجرحى في الغارات الإسرائيلية (وكالة الأناضول)

شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية مكثفة ومباغتة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

وأكد الدفاع المدني الفلسطيني أن القصف الجوي العنيف، الذي بدأ فجر الثلاثاء، أسفر عن استشهاد أكثر من 300 فلسطيني، في واحدة من أعنف الهجمات التي شهدها القطاع خلال الشهرين الماضيين.

علن المكتب الإعلامي في بيان أن حصيلة العدوان الإسرائيلي خلال الساعات الخمس الماضية بلغت أكثر من 322 شهيدًا ومفقودًا، إلى جانب عشرات المصابين

نداءات لوقف المجازر
وجّه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة نداءً إلى المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لوقف ما وصفه بـ"المجازر البشعة" التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين.

وأعلن المكتب الإعلامي في بيان أن حصيلة العدوان الإسرائيلي خلال الساعات الخمس الماضية بلغت أكثر من 322 شهيدًا ومفقودًا، إلى جانب عشرات المصابين.

وأدان المكتب استمرار جيش الاحتلال في ارتكاب ما وصفه بـ"الجرائم الوحشية المروعة"، محملًا إياه المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة لهذه المجازر.

ودعا المكتب المجتمع الدولي إلى كسر حاجز الصمت والتحرك العاجل لوقف هذه "المجازر الدموية"، محذرًا من خطورة استمرار العدوان على المدنيين العزل.

ردود فعل إسرائيلية

مع إعلان الحكومة الإسرائيلية عن استئناف القتال في غزة، صرّح وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قائلًا: "إسرائيل عادت للحرب، وسنفتح أبواب جهنم"، في إشارة إلى نية الاحتلال تصعيد عملياته العسكرية.

وفي سياق متصل، نقلت الإذاعة الإسرائيلية أن استئناف العمليات العسكرية قد يؤدي إلى تأجيل إقالة رئيس جهاز "الشاباك"، رونين بار، الذي يقود العمليات الحالية إلى جانب رئيس هيئة الأركان.

ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعًا أمنيًا مع قادة الأجهزة الأمنية عند الساعة 11 صباحًا، لتقييم الموقف في ظل التطورات المتسارعة.

في الوقت ذاته، أبدى بعض المسؤولين الإسرائيليين دعمهم للعملية العسكرية، حيث قال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن "العملية في غزة تسير بشكل تدريجي وتختلف عن أي جولة عسكرية سابقة".

أما وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، فقد اعتبر استئناف العمليات العسكرية في غزة خطوة ضرورية، واصفًا إياها بأنها "قرار صائب وأخلاقي".

موقف المعارضة الإسرائيلية

على الجانب الآخر، انتقدت المعارضة الإسرائيلية عودة حكومة نتنياهو للقتال، حيث وصف رئيس أحد الأحزاب المعارضة التصعيد بأنه "لعبة سياسية" تهدف إلى إبقاء نتنياهو في السلطة.

وقال رئيس تحالف الديمقراطيين يائير غولان: إن "الجنود على الخطوط الأمامية والمختطفين مجرد أوراق في لعبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للبقاء"، وأضاف: أن "نتنياهو يستخدم حياة الإسرائيليين والجنود لأنه يرتجف خوفا منا ومن الاحتجاجات على إقالة رئيس الشاباك".

وأشار غولان إلى أنه "ينبغي ألا نسمح للجنون بالانتصار، وأن تندلع الاحتجاجات بغضب لإنقاذ الأسرى والجنود وإسرائيل من أيدي نتنياهو الفاسد والخطير"، كما وصفه.

إجراءات استثنائية في الجبهة الداخلية الإسرائيلية
مع تصاعد الهجمات، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية توجيهات طارئة لمستوطنات غلاف غزة، شملت تعليق الدراسة في جميع المستوطنات، بما في ذلك سديروت، وفرض قيود على التجمعات، بحيث لا يتجاوز عدد الأشخاص في الأماكن المفتوحة عشرة أشخاص، بينما يسمح بمئة شخص كحد أقصى في الأماكن المغلقة.

كما تقرر استمرار عمل المنشآت التي تتيح للعاملين الوصول إلى ملاجئ محمية عند إطلاق الإنذارات الجوية، إلى جانب تعليق حركة القطارات بين أشكلون وسديروت، فيما تستمر الحافلات في العمل بشكل طبيعي.

إضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن وقف الأنشطة الزراعية في المناطق القريبة من السياج الفاصل مع قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى تقليل المخاطر الأمنية.

في سياق متصل، أفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن الوفد الإسرائيلي المشارك في مفاوضات تبادل الأسرى في الدوحة قرر مغادرة العاصمة القطرية عقب استئناف العمليات العسكرية.

دور أمريكي في التصعيد
وفي سياق متصل، أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل نسّقت مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل تنفيذ الغارات الجوية، في إشارة إلى استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل رغم التحفظات الدولية المتزايدة بشأن التصعيد العسكري.

وصرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، لشبكة "فوكس نيوز" بأن إسرائيل أجرت مشاورات مع إدارة ترامب قبل شن هجماتها على غزة الليلة الماضية.

وأكدت ليفيت أن الموقف الأميركي واضح، حيث شدد ترامب على أن "حماس، والحوثيين، وإيران، وكل من يحاول نشر الرعب، ليس فقط ضد إسرائيل، بل أيضًا ضد الولايات المتحدة، سيدفع ثمنًا باهظًا"، مشيرةً إلى أن "أبواب الجحيم ستُفتح على مصراعيها" في مواجهة هذه التهديدات.

حماس: نتنياهو يستخدم الحرب للبقاء في السلطة
من جهتها، اتهمت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه يسعى إلى استغلال التصعيد العسكري في غزة للهروب من أزماته السياسية الداخلية، حتى لو كان ذلك على حساب الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.

وقال عزّت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس، في بيان صحفي، إن "قرار نتنياهو بعودة الحرب يعني التضحية بأسرى الاحتلال وإصدار حكم بالإعدام بحقهم"، مضيفًا أن "استئناف الحرب هو بمثابة قارب نجاة سياسي لنتنياهو من الضغوط الداخلية".

الجهاد الإسلامي: التصعيد الجديد لن يمنح تفوقًا لنتنياهو
بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استئناف العدوان على قطاع غزة يمثل إصرارًا على ارتكاب مزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني، وذلك بعد تعمده إفشال كل الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار.

وأوضحت الحركة أن التصعيد الجديد لن يمنح الاحتلال تفوقًا على المقاومة، سواء في الميدان أو في المفاوضات، مشددة على أن نتنياهو وحكومته لن يتمكنا من الخروج من أزماتهما الداخلية عبر الحرب، بل ستزداد تعقيدًا وفشلًا.

وأضافت أن ما فشل الاحتلال في تحقيقه على مدار خمسة عشر شهرًا من القتل والدمار، لن ينجح في تحقيقه الآن، بفضل صمود الشعب الفلسطيني وبسالة المقاتلين في ساحات المواجهة.