لا تزال آلة الحرب الإسرائيلية تواصل قصفها المكثف لقطاع غزة، وسط تصاعد ميداني وسقوط المزيد من الشهداء والجرحى في مناطق متفرقة من القطاع المحاصر. أما في الضفة الغربية، فواصل الاحتلال ممارساته القمعية من خلال التوسّع في عمليات الهدم وتكثيف حملات الاعتقال التي طالت مدنيين وأسرى محرّرين، وحتى قاصرين.
قصف متواصل وسقوط شهداء
استهدفت القوات الإسرائيلية، فجر اليوم الإثنين، مناطق واسعة في قطاع غزة، شملت أحياء في مدينة غزة وخانيونس وجباليا. وأسفرت غارة جوية على منطقة الزنة شرقي خانيونس عن استشهاد خمسة فلسطينيين، نُقلوا إلى مستشفى ناصر، في حين ارتفع عدد الشهداء جراء قصف منزل في بلدة بني سهيلا إلى أربعة. كما أسفر قصف بطائرة مسيّرة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين غربي خانيونس عن استشهاد امرأة وإصابة خمسة آخرين.
استهدفت القوات الإسرائيلية، فجر اليوم الإثنين، مناطق واسعة في قطاع غزة، شملت أحياء في مدينة غزة وخانيونس وجباليا.
كما تعرضت منطقة دوّار حمودة شمال شرق جباليا لقصف مدفعي عنيف، في وقت نفذت فيه طائرات الاحتلال غارات جوية جديدة على مدينة غزة، دون ورود تقارير فورية عن إصابات.
وفي تطور آخر، قصفت مدفعية الاحتلال حيي الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة، في حين استشهد مواطن فلسطيني جراء قصف استهدف خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس.
◀️ وداع حزين لعائلة الطفل الوحيد كنان عدوان، الذي استشهد بقصف إسرائيلي على منزل في #خانيونس. pic.twitter.com/p9dCSjYz1S
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) April 19, 2025
وكان جيش الاحتلال قد واصل، مساء الأحد، نسف عدد من المباني السكنية في مدينة رفح جنوبي القطاع، في سياق حملة تدميرية ممنهجة طالت الأحياء المدنية.
اعتقالات في الضفة والاحتلال يواصل سياسة الهدم
شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الاثنين، حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، أسفرت عن اعتقال 17 فلسطينيًا على الأقل، بينهم فتية، وأسرى محررون.
وتركزت حملة الاعتقالات، بحسب مصادر محلية، في مخيّمي العروب والفوّار جنوب الضفة الغربية، حيث طالت غالبية المعتقلين. كما اعتُقل شابان من محافظة طولكرم، لم تُعرف هويتهما بعد.
وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال مناطق متفرقة، واعتقلت رامي البدوي، من الجبل الشمالي، وهو أسير محرر، إضافة إلى أحمد أبو ذراع من مخيم بلاطة شرق المدينة.
أما في محافظة سلفيت، فقد اعتُقل الشاب أنس حسام حرب (20 عامًا) من بلدة اسكاكا شرق المدينة، بينما في محافظة رام الله، اعتقل جنود الاحتلال الشيخ إبراهيم السبع، ونجله أحمد، خلال مداهمة منزلهما في بلدة بيتونيا غرب المدينة.
بالتزامن مع حملة الاعتقالات، أقدمت قوات الاحتلال على هدم مبنى في بلدة نعلين غرب رام الله، في سياق سياسة العقاب الجماعي التي تطال بلدات عدة في الضفة الغربية.
جيش الاحتلال يبدأ هدم منزلين لأربعة أشقاء في بلدة نعلين غرب رام الله. pic.twitter.com/dXA1lt2b5F
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) April 21, 2025
وفي الخليل، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي مبنى سكنيًا مكوّنًا من 6 طبقات في منطقة وادي الوهادين، القريبة من مستوطنة "كرمي تسور"، جنوب بلدة بيت أمر شمال المحافظة، وسط تواجد أمني مكثف ومنع الأهالي من الاقتراب.
غضب إسرائيلي داخلي واعترافات بالفشل
وفي الداخل الإسرائيلي، تظاهر العشرات أمام المحكمة بالتزامن مع وصول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رافعين شعارات تصفه بأنه "رئيس حكومة القتل والمجازر"، في مؤشر جديد على اتساع رقعة الغضب الشعبي من سياسات الحكومة الإسرائيلية.
هذا، وأظهر أحدث استطلاع رأي أجرته هيئة "البث الرسمية" الإسرائيلية أن 56% من الإسرائيليين يؤيدون إبرام صفقة تُنهي الحرب مقابل استعادة المحتجزين في غزة.
انقسام داخل الحكومة ورفض أمني لتصعيد إضافي
وفي سياق متصل، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش قوله: "يجب قول الحقيقة، إعادة المخطوفين من غزة ليست الهدف الأكثر أهمية".
وزير الماليّة الإسرائيليّ بتسلئيل سموتريتش: علينا أن نقول الحقيقة.. pic.twitter.com/a8p8GGClMo
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) April 21, 2025
تصريحات سموتريتش أثارت موجة استياء واسعة، خاصة من عائلات المحتجزين الإسرائيليين، الذين اعتبروا أن الوزير "كشف الحقيقة الصعبة بأن الحكومة قررت التنازل عن المخطوفين عمدًا".
وفي تطور آخر، نقلت القناة 12 أن الحكومة تدرس إعادة اعتقال أسرى فلسطينيين أُفرج عنهم سابقًا ضمن صفقات تبادل مع حماس، إلا أن هذا الاقتراح قوبل برفض من المؤسسة الأمنية.
كما نقلت هيئة "البث الرسمية" الإسرائيلية عن سموتريتش دعوته إلى احتلال قطاع غزة بالكامل وفرض حكم عسكري إسرائيلي تنفيذًا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، غير أن مصادر أمنية أكدت لرئيس الوزراء نتنياهو أن "هذا السيناريو غير ممكن ما لم يتم القضاء على حماس كليًا، وهو ما لم يتحقق حتى الآن".