انطلقت في الـ14 من حزيران/يونيو الجاري، بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا، بمشاركة أربعة منتخبات عربية، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المسابقة، هي مصر والسعودية ووقعتا في المجموعة نفسها إلى جانب روسيا والأورغواي. والمغرب وتونس اللذين لم تكن القرعة رحيمة معهما، فوقع المغرب في المجموعة الثانية مع إسبانيا بطلة مونديال 2010، والبرتغال بطلة اليورو الأخير، وإيران. فيما اصطدمت تونس بالعملاقين البلجيكي والإنجليزي، إضافة إلى بنما.
لأول مرة، تجتمع أربع منتخبات عربية في بطولة كأس العالم لكرة القدم، في مونديال روسيا 2018
الصحافة الغربية أولت اهتمامًا خاصًا بالمشاركة العربية. وتركز الحديث خاصة حول النجوم العرب في الدوريات الأوروبية وعلى رأسهم محمد صلاح، هدّاف وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، كذلك نجوم المغرب: المهدي بن عطية وحكيم وزياش والنجم التونسي وهبي الخزري، وغيرهم.
اقرأ/ي أيضًا: العرب وكأس العالم.. تاريخ متواضع وطموحات كبيرة في المونديال المقبل
وأعدت صحيفة دايلي نيوز تقريرًا خاصًا تحت عنوان: "أربعة فرق عربية في المونديال للمرة الأولى"، ألقت الضوء فيه على أبرز محطات المشاركات العربية خلال النسخات السابقة من بطولات كأس العالم.
وفي المباراة الافتتاحية لمونديال روسيا، اجتمع المنتخب الروسي مع نظيره السعودي. لكن الأخير لم ينجح في الصمود أمام سيل الهجمات الروسية التي أفضت إلى خمسة أهداف مقابل لا شيء.
وفي حين أشادت الصحف الغربية بأداء المنتخب الروسي، رسمت علامات تعجب حول الأداء الضعيف والانهزامي للمنتخب السعودي الذي لم يكن على قدر الحدث، رغم كل ما قيل عن التحضيرات والاستعدادات التي بدأت قبل أكثر من ثماني سنوات.
"بي بي سي" الإنجليزية، نشرت تقريرًا عن المباراة، أشارت فيه إلى عيوب وثغرات المنتخب السعودي، معددة بعض أبرز الأرقام القياسية السلبية التي التي كسرها المنتخب السعودي بخسارته، على سبيل المثال: فشل المنتخب السعودي للمرة الخامسة في مشاركاته الخمس بالفوز في مباراته الافتتاحية، كذلك فشل المنتخب السعودي في الفوز في آخر 11 مباراة متتالية له في كأس العالم، وتحديدًا منذ الفوز على بلجيكا قبل 24 سنة.
في المقابل ترقبت الصحف العالمية مباراة مصر ضد الأوروغواي، وتوجهت الأنظار نحو محمد صلاح الذي كانت الشكوك تحوم حول مشاركته. وبالفعل لم يخاطر الأرجنتيني هكتور كوبر بنجمه الأول، وأبقاه على مقاعد البدلاء. فيما نجحت الأوروغواي في اختطاف فوز ثمين وقاتل في الدقائق الأخيرة.
فشل المنتخب السعودي للمرة الخامسة في كأس العالم بالفوز في المباراة الافتتاحية، كما خسر آخر 11 مباراة متتالية له في كأس العالم
صحيفة التليغراف البريطانية، عنونت تحليلها للمباراة، بـ"هدف خيمينيز القاتل يكسر قلوب المصريين". وأشاد المقال بالمستوى الكبير الذي قدمه الحارس المصري محمد الشناوي، كذلك بأداء المدافعين المصريين، فيما عاب عليهم عدم مخاطرتهم الهجومية.
اقرأ/ي أيضًا: كأس العالم 2018.. لعنة الثواني الأخيرة تعصف بالمغرب ومصر
وذكر المقال بعض الإحصائيات في نهايته، مثل عدم تمكن المنتخب المصري من تحقيق أي فوز في مبارياته الخمس في نهائيات كأس العالم، أصبحت ستة بعد الخسارة اللاحقة من روسيا، حيث تعادل مرتين وخسر ثلاث مرات.
من جهته، قدم المنتخب المغربي مستوى جيدًا ضد نظيره الإيراني، وكان الطرف الأفضل في المباراة، لولا أنه تلقى هو الآخر هدفًا قاتلًا في الدقيقة 94.
صحيفة ليكيب الفرنسية، أعدت تقريرًا بعنوان: إيران تنصب فخًا للمغرب في الدقيقة الأخيرة". واعتبرت الصحيفة أن المغاربة قدموا مباراة كبيرة، ولم يستحقوا الخسارة التي أتت بنيران صديقة. فيما رأت صحيفة أونز مونديال، أن فوز إيران كان مفاجئاً بحكم تفوق أسود الأطلس خلال المباراة، وبسبب التطور الكبير للمنتخب المغربي في السنوات الأخيرة وجودة أداء لاعبيه.
المنتخب التونسي كان آخر الفرق التي لعبت في الجولة الأولى، حيث واجه المنتخب الإنجليزي المرشح للظفر بالبطولة. لكن مأساة الدقائق الأخيرة تتكرر معه أيضًا، ليسجل هاري كاين هدفًا في اللحظات الأخيرة مانحًا الإنجليز فوزًا غاليًا.
تعاطفت صحف مواقع رياضية فرنسية مع المنتخب التونسي الذي استطاع الصمود في مباراة صعبة حتى الثواني الأخيرة، فقالت صحيفة ليكيب الفرنسية، إن هاري كاين "قتل الحلم التونسي"، فيما اعتبرت صحيفة ليفيغارو أن الخسارة كانت "قاسية جدًا" للتونسيين، الذين أصيبوا في مقتل في اللحظات الحرجة.
وبعد انتهاء اليوم الثاني من الجولة الثانية، ودّعت كل من مصر والسعودية والمغرب البطولة بشكل رسمي، بعد الخسارة أمام روسيا والأورغواي والبرتغال على التوالي، بينما تحتاج تونس إلى شبه معجزة لتجنّب السيناريو نفسه.
صحيفة الميرور كتبت: "محمد صلاح يفشل في منع المضيف من تحقيق فوزه الثاني"، وانتقدت الانهيار المصري خلال الدقائق الأولى من الشوط الثاني، والذي تسبب في ثلاثة أهداف خلال 15 دقيقة.
فيما رأت فرانس فوتبول، الأفضلية كانت للمغرب في مباراتها مع البرتغال، لولا الهدف الذي أحرزه رونالدو في الدقائق الأولى. وحملت مسؤولية الخسارة لـ"رعونة" اللاعبين المغاربة في الثلاثين متر الأخيرة، حيث "نقصتهم اللمسة الأخيرة والحاسمة".
لم تكن المشاركة العربية في مونديال روسيا 2018، على قدر ما توقعته الصحف الغربية من أداءٍ ونتائج أفضل
على كل، لم تكن المشاركة العربية في مونديال روسيا الجاري، على قدر التوقعات، لا عربيًا ولا حتى غربيًا، فقد توقعت الصحافة الغربية أداءً ونتائج أفضل، خاصة وأن تجربة الجزائر البطولية في مونديال 2014، لا تزال راسخة في الأذهان.
اقرأ/ي أيضًا: