03-أغسطس-2018

خافيير أغييري مدرّب الفراعنة الجديد (Getty)

وقّع الاتحاد المصري لكرة القدم مع المدرّب المكسيكي خافيير أغيري عقداً يمتدّ لأربع سنوات لتدريب المنتخب المصري، خلفاً للمدرّب الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي قاد الفراعنة إلى نهائيّات كأس العالم 2018، حيث لم يحصد الفريق المصري أيّة نقطة وتعرّض للخسارة في مبارياته الثلاث أمام الأوروغواي وروسيا والسعوديّة.

وفي ليلة توقيع عقد الفراعنة مع المدرّب الجديد، وقّع المدرّب السابق كوبر عقداً جديداً مع الاتحاد الأوزبكي لكرة القدم، تولّى من خلاله قيادة المنتخب الأوزبكي الأوّل لمدّة 4 سنوات، وهو الذي ترك الفريق المصري بعد نهاية عقده، وسط ردود أفعال متباينة حيال أدائه مع الفراعنة، فالكثير اتّهمه باللجوء كثيراً للأسلوب الدفاعي المقيت، وهو ما برّره المدرّب كثيراً بكلمات تذوب في بوتقة مصطلح "الغاية تبرّر الوسيلة". وهنا كان تباين الآراء محوره اختلاف الغاية، فالبعض يرى أن وصول مصر لكأس العالم هو الغاية بحدّ ذاتها، وأنّ كوبر فعل ما عليه وأعاد مصر للمونديال بعد فراق دام 28 عاماً، بينما يرى الآخرون أنّ فريقاً يملك لاعباً بحجم محمّد صلاح، وهو أفضل لاعب في أقوى بطولة دوري بالعالم، سيكون من المعيب عليه أن يلعب بأسلوب كهذا، إضافة لامتلاك العديد من الأسماء الكبيرة مثل أحمد حجازي ومحمّد النني وتريزيغيه، ومع ذلك لم تحقّق الوسيلة الدفاعيّة هذه الغاية المرجوّة، فحازت مصر على المشاركة الأسوأ بتاريخها في المونديال بعد 3 خسارات، وكانت أسوأ فريق عربي بالمونديال الأخير وفقاً للنتائج هذه. هي أمور كثيرة جعلت الاتحاد المصري يرفض ضمنيّاً تجديد عقد كوبر، وكان الفراق بين الطرفين على خير، فرحل المدرّب الأرجنتيني لفريق يشابه وضعه الفراعنة من ناحية التأهل لكأس العالم، فهو وصل للأدوار النهائيّة من التصفيات في آخر 20 عاماً دون أن يصل إلى النهائيات.

اقرأ/ي أيضًا: متفوقاً على رونالدو.. صلاح ثالثاً في قائمة اللاعبين الأغلى عالميًا

مع نهاية عقد كوبر حاول الاتحاد المصري لكرة القدم التعاقد مع البوسني وحيد خليلوزيتش، وهو الذي قاد الجزائر في مونديال 2014، عندما قدّم الفريق العربي عروضاً مذهلة أوصلته لدور الستة عشر في كأس العالم، ولكن حسب رواية المصريين حالت مطالب المدرّب البوسني الماليّة دون إتمام العقد، قبل أن يتم التعاقد مع المكسيكي أغيري لمدّة 4 سنوات مقابل 140 ألف دولار شهريّاً، وحوى العقد المُبرم بندين أساسيين، أوّلهما فسخ العقد تلقائيّاً إن فشلت مصر بالتأهّل لنهائيّات أمم أفريقيا التي ستقام في الكاميرون العام المقبل، وثانيهما فسخ العقد تلقائيّاً إن فشل الفراعنة في بلوغ كأس العالم 2022، والتي ستستضيفها قطر.

قاد أغيري المكسيك مرّتين في نهائيّات كأس العالم ووصل خلالهما إلى دور الـ16

شكّل خافيير أغيري المولود عام 1958 عماد خطّ الوسط في المنتخب المكسيكي طيلة 9 سنوات من 1983 إلى 1992، وخلالها خاض 59 مباراة دوليّة سجّل بها 14 هدفاً، كذلك كان أحد العناصر البارزة في المكسيك خلال مونديال 1986 الذي استضافته البلاد، ووصل الفريق حينها إلى دور الثمانية قبل أن يخرج أمام ألمانيا الغربيّة وصيفة تلك النسخة، كذلك خاض أغيري 392 مباراة مع الأنديّة، فبدأ مسيرته الاحترافية بنادي أمريكا المكسيكي والتحق بعد ذلك ضمن صفوف لوس أنجلوس آزتيكس في الدوري الأمريكي، قبل أن يعود إلى الدوري المكسيكي من بوّابة ناديه الأم، وتنقّل بين أتلانتي وغوادالاخارا المكسيكيّين وأوساسونا الإسباني.

اقرأ/ي أيضًا: كأس العالم 2018.. لعنة الثواني الأخيرة تعصف بالمغرب ومصر

بدأت مسيرة أغيري التدريبيّة في المكسيك مع نادي أتلانتي عام 1995، ودرّب بعد ذلك باتشوكا منذ 1998 حتّى 2001، وحينها كلّفه الاتّحاد المكسيكي لكرّة القدم بمهمّة إنقاذ البلاد من الخروج القريب من تصفيات كأس العالم، ولم يخيّب أغيري ظنّ المكسيكيين عندما أهل الفريق للنهائيّات، لكنّ خروج المنتخب من دور الـ16 أمام أمريكا في كأس العالم 2002 تسبّب بإقالته من تدريب المنتخب.

بعد المونديال توجّهت أنظار إدارة نادي أوساسونا الإسباني إلى هذا المدرّب الذي كان يلعب في صفوفه، فتعاقدت معه كمدرّب للفريق الأوّل، وقاد الفريق لأربع سنوات كان آخرها عام 2006، عندما أحرز الفريق إنجازاً تاريخيّاً بتحقيق المركز الرابع وحجز مقعد في دوري أبطال أوروبّا، تسبّب هذا الإنجاز باستقطاب نادي أتلتيكو مدريد لأغيري، فدرّب فريق العاصمة الإسبانيّة 3 مرّات نجح خلالها بالوصول إلى دوري أبطال أوروبا مرّتين.

سيُفسخ عقد أغيري تلقائيّاً إن فشل في التأهّل لنهائيّات أمم أفريقيا2019 أو مونديال قطر 2022

استنجدت المكسيك من جديد بخافيير أغيري بعد سوء النتائج التي حقّقها السويدي زفن غوران إيريكسون خلال تصفيات كأس العالم 2010، فتصدّى أغيري للمهمّة بنجاح وقاد أحفاد الآزتيكا إلى نهائيّات مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، لكنّ لعنة الخروج من دور الستة عشر وهذه المرّة أمام الأرجنتين تسبّبت برحيل أغيري عن المنتخب، فدرّب ريال سرقسطة وإسبانيول في الدوري الإسباني، كذلك كان له تجربتان آسيويّتان مع المنتخب الياباني ونادي الوحدة الإماراتي، قبل أن تحطّ به الرحال في مصر ليدرّب الفراعنة، فهل سينجح أغيري بإعادة مصر إلى الألقاب الأفريقية بعد أن اقتربت كثيراً من لقب النسخة الماضية في بطولة أمم أفريقيا، وهل سيكرّر إنجاز كوبر بالوصول لنهائيّات كأس العالم؟، هي آمال وأمنيات يرى الشارع المصري أنّها ليست بالمستحيلة، فهو يمتلك فريقاً يستطيع أن يرفق النتائج الجيّدة بالأداء الممتع.

اقرأ/ي أيضًا:

منتخب لازمه الشقاء.. خسارة صادمة لمصر في كأس العالم

كأس العالم 1934.. حضور مصري مشرّف وإيطاليا الفاشية تنتصر