21-أبريل-2017

جانب من حديقة البهائيين على سفح جبل الكرمل في حيفا (جاك غيوز/Getty)

للبهائيين تاريخ طويل في النضال من أجل انتزاع حقوقهم والاعتراف بدينهم كدين مستقل خاصة في مصر، إذ تعد البهائية من أقرب الديانات عهدًا ومن بين آخرها ظهورًا. وتعترف البهائية بأن كل الأديان سماوية في أصلها وأنها جاءت كسلسلة لهداية الإنسان، وأن البهائية تكملة لهذه السلسلة، مع تباينات وفقًا لمتطلبات العصر الذي أتت فيه. وتدعو البهائية إلى المحبة والسلام والقضاء على الحروب، والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات.

انطلقت دعوة بهاء الدين في 21  نيسان/أبريل في حديقة الرضوان أثناء تواجده ببغداد واعتبر هذا التاريخ أقدس أعيادهم

ولد "حضرة بهاء الله" نبي البهائية بإيران في 1817وسُجن في 1852 بعد محاولة فاشلة لاغتيال الشاه اتهم بالضلوع فيها، قبل أن يتم نفيه إلى بغداد ثم نفيه مجددًا إلى إسطنبول خوفًا من تأثير دعوته على الأمن الداخلي للبلاد. وانطلقت دعوة بهاء الدين في الحادي والعشرين من نيسان/أبريل في حديقة الرضوان أثناء تواجده ببغداد، وللبهائية أتباع يتراوح أعدادهم من خمسة إلى سبعة ملايين بهائي حول العالم. 

اقرأ/ي أيضًا: غدًا صيام.. ما لا تعرفه عن "رمضان البهائيين"

مصر أول دولة تعترف بالبهائية دينًا مستقلًا

حرّض مأذون قرية كوم الصعايدة بمحافظة بني سويف على ثلاثة أشخاص بهائيين في أوائل عشرينات القرن السابق، وفي العاشر من شهر أيار/مايو سنة 1925 صدر حكم قضائي من محكمة "ببا" ينص على "البهائية دين جديد قائم بذاته له عقائد وأصول وأحكام خاصة تغاير وتناقض عقائد وأصول وأحكام الدين الإسلامي تناقضًا تامًا، فلا يُقال للبهائي مسلم ولا العكس، كما لا يقال للمسيحي مسلم ولا العكس".

وبصدور هذا الحكم كانت مصر أول دولة في العالم تعترف بالديانة البهائية قانونيًا وباستقلاليتها عن الأديان الأخرى، حسب الموقع الإلكتروني للبهائيين في مصر، إلا أن الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد واستمر البهائيون في صراعات مستمرة من أجل نيل حقوقهم، فعقود طويلة لم يكن يُعترف بهم في الأوراق الرسمية حتى صدور الحكم القضائي عام 2009 بتأييد حق البهائيين في الحصول على بطاقات رقم قومي وشهادات ميلاد دون ذكر ديانتهم بها، وكأن الدولة لا تزال تماطل الاعتراف بالبهائية كدين مستقل.

عيد الرضوان

هناك طقوس خاصة لعيد الرضوان، ومنها تلاوة "لوح الرضوان" ثم الغناء، وإقامة الصلوات الجماعية والخروج إلى الحدائق

هناك تسعة أيام مقدسة في السنة البهائية، وهذه الأيام يُحرّم فيها العمل، ويأتي على رأس هذه الأعياد عيد الرضوان أحد أقدس الأعياد لدى البهائيين والذي يحتفل فيه البهائيون بتمجيد ذكرى إعلان حضرة بهاء الله دعوته في حديقة الرضوان ببغداد. ووصف حضرة بهاء الله هذا العيد بأنه "سلطان الأعياد"، ويستمر عيد الرضوان 12 يومًا بداية من 21 من نيسان/أبريل حتى الثاني من أيار/مايو ويُحرّم العمل في اليوم الأول والتاسع والأخير منه. 

وأشار حضرة بهاء الله إلى عيد الرضوان في كتابهم الأقدس، مرة قال "قد انتهت الأعياد إلى العيدين الأعظمين، أمّا الأوّل أيّام فيها تجلّى الرّحمن بأسمائه الحسنى وصفاته العليا والآخر يوم فيه بعثنا من بشّر النّاس بهذا الاسم الذي به قامت الأموات وحشر من في السّموات والأرضين والآخرين في يومين كذلك قضي الأمر من لدن أمر عليم" الكتاب الأقدس آية 110. وفي موضع آخر "قل إنّ العيد الأعظم لسلطان الأعياد، اذكروا يا قوم نعمة الله عليكم، إذ كنتم رقداء أيقظكم من نسمات الوحي وعرّفكم سبيله الواضح المستقيم" الكتاب الأقدس آية 112.

وهناك طقوس خاصة لعيد الرضوان، وتبدأ مراسم الاحتفال في اليوم السابق للعيد من بعد الغروب حيث يبدأ البهائيون بما يسمونه "المناجاة" ثم ينطلقون في تلاوة "لوح الرضوان" ثم الغناء، وفي اليوم التالي يقيمون الصلوات الجماعية والاحتفالات ويخرجون إلى الحدائق والمتنزهات العامة. ويتم التعامل مع البهائيين في مصر على أنهم غير موجودين أصلًا ولا يتم الاعتراف بهم، وحتى إن أعلنوا عن وجودهم فإنهم يُقابلون عادة بنبذ مجتمعي وخطاب تحريضي، بالإضافة لنظرة المجتمع إليهم كأتباع ديانة كافرة أو كـ"ملاحدة" يسعون إلى فساد المجتمع!

 

اقرأ/ي أيضًا:

"تحت الأرض".. عودة أسرار عبدة الشيطان في مصر

النقاش عن الطائفية: اتهام الدين لتبرئة السلطة