صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من دائرة عدوانه الذي يستهدف مختلف الأراضي اللبنانية منذ الـ23 من أيلول/سبتمبر الماضي، بعدما كان محصورًا في قرى جنوب لبنان المحاذية لـ"الخط الأزرق"، والذي يربط الجانب اللبناني مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجدد استهدافه لمدينة صور الساحلية بست غارات جوية، عقب إصدار جيش الاحتلال، اليوم الإثنين، إنذارات تطالب بإخلاء أربع أحياء في المدينة التاريخية.
وجاءت هذه الغارات بالتزامن مع المساعي الدبلوماسية والدولية لوقف العدوان الإسرائيلي المتصاعد على لبنان، منذ سبتمبر/أيلول الماضي، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، وسط أحاديث عن احتمال زيارة الموفد الرئاسي الأميركي، عاموس هوكشتاين، إلى بيروت، وذلك في حال حصل تقدم في الملف على الجانب الإسرائيلي.
ونقل موقع "العربي الجديد" عن أوساط سياسية لبنانية أن "رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، لم يتبلغ حتى الساعة بأي زيارة لهوكشتاين إلى بيروت"، لافتة إلى أن "الضغط الأميركي يجب أن يكون على الإسرائيليين لدفعهم إلى وقف العدوان على لبنان".
اعتبرت أوساط لبنانية أن عودة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط إلى بيروت "لا فائدة منها إذا لم يأتِ بأي جديد أو تقدم ملموس" في مفاوضات وقف إطلاق النار
وأشارت الأوساط إلى أن "عودة هوكشتاين إلى بيروت لا فائدة منها إذا لم يأتِ بأي جديد أو تقدم ملموس، خصوصًا أن موقف لبنان لا تراجع عنه، لناحية أولوية وقف إطلاق النار، والالتزام بتطبيق القرار 1701 من دون إدخال أي تعديل عليه، كما والالتزام بالمبادرة الأميركية الفرنسية لناحية هدنة 21 يومًا، وهذا ما على هوكشتاين إقناع الإسرائيليين به".
وفي السياق، يواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، اتصالاته الدبلوماسية واجتماعاته في بريطانيا، والتي ترتكز على طلب الضغط تجاه إسرائيل لوقف إطلاق النار في لبنان، وتطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته.
وقال مصدر مقرّب من ميقاتي لـ"العربي الجديد" إن: "الأخير يكثف جهوده ولقاءاته واتصالاته، وقام بأكثر من جولة في الأيام الماضية، وكلها تصب في إطار دعوة العالم إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، ويأمل في أن يثمر ذلك في أسرع وقتٍ ممكنٍ"، مضيفًا أن "كل الدول تؤكد للبنان إنها ترفض الحرب وتتمسك بالحل السياسي الدبلوماسي، وتحذر من كل تأخير، لكن لا ضمانات بعد بوقف إطلاق النار".
🚨 الدفاع المدني اللبناني يدعو سكّان 4 أحياء في مدينة صور للإخلاء الفوري بعد تهديد الاحتلال الإسرائيلي. pic.twitter.com/GDG8bhdATT
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 28, 2024
وبحسب المصدر، فإن "ميقاتي دائمًا ما يكرر المواقف نفسها بأن لبنان لا يريد الحرب وهو يسير بالحل السياسي الذي في النهاية سيكون الخيار الوحيد للجميع، من هنا تأتي أهمية التوصل إليه اليوم ووقف المجازر التي ترتكب يوميًا على الأراضي اللبنانية"، مشيرًا إلى أن "ميقاتي يعمل على حشد الدعم للبنان وينتظر أن يتحرك المجتمع الدولي جديًا للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها".
وكانت عديد التقارير التي صدرت مؤخرًا قد فسّرت توسيع جيش الاحتلال رقعة عدوانه إلى مدينة الصور الساحلية في جنوبي لبنان، التي تُعد حاضنة لـ"حركة أمل" التي يرأسها بري، بأنها محاولة للضغط على رئيس مجلس النواب للقبول بالتعديلات التي تريد حكومة الاحتلال إدخالها على القرار الأممي 1701، أو ما صار يُعرف بـ"1701 بلاس"، وهو الأمر الذي يرفضه لبنان، مؤكدًا التزامه بتطبيق القرار 1701، دون أي إضافات أو تعديلات أخرى.