25-يونيو-2022

انتقادات حقوقية للسياحة الغربية لسوريا (رويترز)

رصدت مصادر عدة تزايد وصول السياح من جنسيات غربية إلى سوريا في الآونة الأخيرة، وكانت هذه الخطوة مثار استهجان وانتقاد من طرف نشطاء ومتابعيين طالبوا الزائرين لسوريا بغرض السياحة إلى التفكير في أن رحلاتهم تدعم "حكومة معروفة بقمعها ووحشيتها".

رصدت مصادر عدة تزايد وصول السياح من جنسيات غربية إلى سوريا في الآونة الأخيرة، وكانت هذه الخطوة مثار استهجان وانتقاد

وقد نشرت صحيفة واشنطن بوست الجمعة تقريرا أعدته مراسلتها في الشرق الأوسط سارة دعدوش تناول موضوع عودة السياح الغربيين إلى سوريا، وبالتحديد مناطق سيطرة النظام، ورصد التقرير الانتقادات التي رافقت هذه العودة بعد سنوات من الصراع تغيّرت فيها سوريا كثيرا. وقد نقل تقرير واشنطن بوست عن السكان المحليين ومنظمي الرحلات هذا الصيف قولهم "إن عدد الزوار من الدول الغربية قد سجّل زيادة معتبرة". يشار في هذا الصدد إلى أن سلطات النظام في دمشق قد استأنفت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي إصدار التأشيرات للسماح للأجانب "الفضوليين" برؤية البلد الذي هيمن صراعه على شاشات التلفاز وغمر أوروبا باللاجئين، حسب تعبير الصحيفة.

وحول الانتقادات الموجهة لعودة السياح الغربيين إلى سوريا، أشار تقرير واشنطن بوست أنها تصاعدت منذ سنوات، لا سيما في عام 2019 بعد انتعاش قصير للسياحة الغربية وما تلاه من تدفق لمقاطع الفيديو والمدونات من قبل المؤثرين في مجال السياحة.  المركز السوري للعدالة والمساءلة، كان قد نشر في الصيف الماضي بيانا قال فيه "إنه في وقت يمكن فيه للسياحة أن تساعد السكان المحليين في سوريا، فإن الترويج الجماعي دون تمحيص أو فهم هو سلوكٌ غير مسؤول في أحسن الأحوال، وربما يكون قاتلا" لأولئك الذين ما زالوا يعيشون في ظل "حكومة تشارك في انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان".

مراسلة صحيفة واشنطن بوست سارة دعدوش، أشارت في معرض تقريرها، إلى أن حاملي جوازات السفر الأمريكية غالبا ما يتم رفض منحهم التأشيرة لدخول سوريا، في مقابل السماح بشكل متزايد بدخول أصحاب جوازات السفر الأوروبية.  وفي هذا الصدد نقلت مراسلة واشنطن بوست عن مقيمين في دمشق ومدن أخرى بأنهم رأوا أعدادا أكبر بكثير من السياح تختلف عن الحجاج الإيرانيين والمرتزقة الروس والزوار الصينيين المعتادين.

حاملو جوازات السفر الأمريكية غالبا ما يتم رفض منحهم التأشيرة، في مقابل السماح بشكل متزايد بدخول أصحاب جوازات السفر الأوروبية

وختمت مراسلة واشنطن بوست تقريرها بالقول إن "استئناف السياحة الغربية في سوريا يمثل شريان حياة للفنادق والمطاعم والأعمال الصغيرة، لا سيما تلك الموجودة في المدن القديمة وما حولها في دمشق وحلب، والتي كانت على مدى أجيال تقدم الطعام للأجانب المغامرين. ولكنهم ليسوا المستفيدين الوحيدين، إذ من الطبيعي أن تستفيد الجماعات والأفراد المقربون من النظام أيضا.