عودة أليغري إلى تورينو.. حكاية مدرب صار جزءًا من وجدان اليوفي
5 أكتوبر 2025
في مساء يحمل نكهة الذكريات والانفعالات المتضاربة، يعود ماسيميليانو أليغري إلى ملعب أليانز ستاديوم، ولكن هذه المرة كخصم، على رأس الجهاز الفني لميلان، في قمّة الجولة السادسة من الدوري الإيطالي.
إنها لحظة رمزية تختصر أحد أكثر العلاقات تعقيدًا في تاريخ يوفنتوس الحديث: علاقة المدرب التوسكاني بجماهير البيانكونيري، التي بدأت بالرفض، ثم تحولت إلى دعم مطلق، قبل أن تنتهي بمزيج من الحنين والاحترام.
يعود ماسيميليانو أليغري إلى ملعب أليانز ستاديوم، ولكن هذه المرة كخصم، على رأس الجهاز الفني لميلان، في قمّة الجولة السادسة من الدوري الإيطالي
حين وصل أليغري إلى تورينو في صيف 2014، خلفًا لأنطونيو كونتي، لم يكن الاستقبال ودودًا. الجماهير الغاضبة من رحيل كونتي استقبلت المدرب الجديد بالاحتجاجات، بل وبالبيض الملقى في مركز تدريب فينوفو. بدا وكأن العلاقة محكوم عليها بالفشل منذ اللحظة الأولى. لكن أليغري، القادم من تجربة متقلبة مع ميلان، أدرك أن كسب ثقة جمهور يوفنتوس يتطلب وقتًا وصبرًا، وربما شيئًا من العناد.
ما لبث أن قلب أليغري المعادلة، فقاد الفريق إلى خمسة ألقاب دوري متتالية، وأحرز خمس كؤوس إيطالية، وبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين في 2015 و2017، قبل أن يخسر أمام برشلونة وريال مدريد. وبين تلك المحطات، كانت ليلة مدريد 2018، حين كادت يوفنتوس أن تقلب الطاولة على ريال مدريد في البيرنابيو، واحدة من أكثر اللحظات إثارة في مسيرته الأوروبية.
لكن رغم الإنجازات، لم تكن العلاقة خالية من التوتر. ففي ربيع 2024، وبعد الفوز بكأس إيطاليا في ولايته الثانية، خطف أليغري الأضواء بتصريح غاضب ضد المدير الرياضي كريستيانو جينتولي، ما ألقى بظلال على إنجازه كأكثر مدرب فاز بالكأس الوطنية.
في 2019، غادر أليغري يوفنتوس وسط حالة من الحزن بين الجماهير، ليعود في 2021 في محاولة لإعادة الفريق إلى القمة. لكن الظروف تغيرت: الفريق لم يعد يضم النجوم الكبار، بل مجموعة من الشباب الواعدين. ورغم عدم تحقيق لقب الدوري، ظل جمهور يوفنتوس وفيًا له، خاصة في المدرج الجنوبي الذي خصص له الهتافات مرارًا.
في مرحلته الأولى، استفاد أليغري من أسماء مثل تيفيز، بيرلو، بوفون، كيليني، وحتى كريستيانو رونالدو. أما في مرحلته الثانية، فقد اعتمد على مواهب صاعدة مثل كينان يلدز وزينو دي وينتر، محاولًا الحفاظ على توازن فريق يمر بمرحلة انتقالية.
الليلة، في مواجهة يوفنتوس وميلان، سيجلس أليغري على نفس المقعد الذي اعتاد عليه، بعد أن تم تغيير ترتيب المقاعد هذا الموسم. بالنسبة له، ستكون العودة إلى الملعب بمثابة عودة إلى البيت، وإن كان بزي مختلف. الجماهير، التي أحبته وكرهته ثم أحبته من جديد، ستستقبله بمزيج من الحنين والاحترام، في مشهد يلخص قصة مدرب أصبح جزءًا من هوية النادي.
ويشارك أربعة فرق كرسي الصدارة بالدوري الإيطالي، وهي أندية الميلان ونابولي وروما وإنتر ميلان، لكن الميلان يتفوق على الجميع بفارق الأهداف، فيما يحتل يوفنتوس المركز الخامس بفارق نقطة واحدة فقط عن المتصدرين الأربعة.