14-نوفمبر-2015

تُعتبر هجمات باريس ليلة أمس من أكثر الأحداث دموية في فرنسا(مارك بياسكي/Getty)

تُعتبر هجمات باريس ليلة أمس، والتي خلّفت حتى الآن مائة وثمانية وعشرين قتيلًا وفق الأرقام الرسمية، الأكثر دموية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، وفي أوروبا منذ هجمات مدريد 2004. بدأت بتفجيرات في محيط ملعب فرنسا الدولي حيث كانت تُقام مباراة كرة قدم بين فرنسا وألمانيا. ثم تعاقبت الهجمات في أوقات متقاربة من ليلة أمس في ضواحي باريس في الدائرتين العاشرة والحادية عشر، وصولًا إلى حجز رهائن بقاعة للعروض خلّفت إثر اقتحام الشرطة عددًا كبيرًا من القتلى. وحسب الأرقام الرسمية، بلغت الحصيلة الأولية لعدد القتلى مائة وثمانية وعشرين شخصًا ومئات الجرحى. في المقابل، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية تبنّيه للعملية في تسجيل صوتي، وذكر أن ثمانية انتحاريين مسلحين بأحزمة ناسفة نفذوا الهجمات انتقامًا من المشاركة الفرنسية في الحملة العسكرية ضد التنظيم في سوريا والعراق. 

​وهذا عرض موجز للهجمات الإرهابية السابقة الأكثر دموية في تاريخ فرنسا:

هجمات الأخوين كواشي- كوليبالي كانون الثاني/يناير 2015

هي سلسلة من العمليات الإرهابية تمّت بين السابع والتاسع من كانون الثاني/يناير 2015، أهمها استهداف مقرّ الصحيفة الساخرة "شارلي إيبدو" صبيحة يوم السابع من يناير/كانون الثاني من قبل الأخوين كواشي، والتي أدّت لمقتل اثني عشر شخصًا أغلبهم من الصحفيين. بعد يوم واحد، قام شريكهما وهو "أميدي كوليبالي" بقتل شرطي. وفي اليوم التالي، قام بحجز رهائن في متجر شرق باريس وقتل أربعة مواطنين من الديانة اليهودية قبيل مقتله من قبل الشرطة الفرنسية. كما تم قتل الأخوين كواشي في نفس اليوم بعد مداهمة مطبعة وتحرير رهينة كانا يحتجزانها.

نظمت فرنسا مسيرة رسمية ضد الإرهاب يوم الحادي عشر من كانون الثاني/يناير شارك فيها عشرات من قادة العالم

ولقد تبنّى تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية العمليات في تسجيل مصوّر لاحق. كما أعلن كوليبالي قبل مقتله انتماءه لتنظيم الدولة الإسلامية. وتعدّ هذه العمليات هي من أعنف الأحداث الإرهابية في تاريخ فرنسا. وقد نظمت فرنسا مسيرة رسمية ضد الإرهاب يوم الحادي عشر من كانون الثاني/يناير تحت عنوان مسيرة الجمهورية، شارك فيها عشرات من قادة العالم.

سلسلة عمليات آذار/مارس 2012

هي سلسلة من العمليات الإرهابية تمّت في شهر آذار/مارس 2012، خلّفت في محصلتها مقتل سبعة أشخاص منهم ثلاثة جنود وأربعة مدنيين منهم ثلاثة أطفال، قام بها الشاب الفرنسي من أصول جزائرية "محمد مراح". بدأت سلسلة العمليات في الثاني عشر من آذار/مارس باغتيال مراح لجندي فرنسي من أصول مغربية بجهة تولوز جنوب غرب فرنسا.

وبعد أربعة أيام، اغتال جنديين بجهة "موتوبان" قبل فراره عبر دراجته النارية على غرار عملية الاغتيال الأولى. وإثر هذه العملية بأربعة أيام كذلك وفي صبيحة يوم التاسع عشر من آذار/مارس، قدم مرّاح على درّاجته ليتوجّه لساحة مدرسة يهودية بشمال تولوز ويقتل حاخام يهودي وثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين أربع وثمان سنوات قبل فراره من جديد.

تعرّفت الأجهزة الأمنية على هوية منفّذ العمليات الإرهابية لتداهم مقرّ سكن مراح بعد يومين وتحاصره لزهاء ثلاثين ساعة قبل قتله برصاصة في الرأس. أثناء محاصرته، قال مراح للشرطة إنه "كان يتمنى قتل المزيد من الأطفال اليهود، وبأن موته سيذهب به إلى الجنة".

تفجيرات مترو باريس 1995

هي عملية تفجير لمحطة مترو بقلب باريس في الخامس والعشرين من تموز/يوليو 1995 خلّفت ثمانية قتلى وأكثر من مائتي جريح، وتبنّتها الجماعة الإسلامية المسلّحة في الجزائر. هذه العملية هي ضمن سلسلة هجمات إرهابية تمّت بين تموز/يوليو وتشرين الأوّل/أكتوبر 1995 في باريس بلغ عددها إجمالًا ثماني هجمات خلّفت جميعها جرحى عدا عملية تفجير مترو باريس. وتمّ توجيه الاتهام لاسماعيل آيت علي قاسم وبوعلام بن سعيد وآخرين وقد تمّ الحكم عليهم بالسّجن المؤبد.

هجوم شارع الرين 1986

هو تفجير قنبلة في شارع الرين بباريس يوم السابع عشر من أيلول/سبتمبر 1986 خلّف سبعة قتلى وأكثر من خمسين جريحًا، نفذتها شبكة "فؤاد علي صالح" وهي شبكة مقربة لحزب الله وإيران. ويرجّح أن الهجوم ضمن سلسلة عمليات قامت بها الشبكة انتقامًا من دعم فرنسا للعراق أثناء حربها ضد إيران، ولاعتقالها ناشطين من الشبكة. وقد عُرف أيلول/سبتمبر 1986 بـ"سبتمبر الأسود" في فرنسا. وتم اعتقال فؤاد علي صالح في مارس 1987 وتم تفكيك شبكته.

خلّف هجوم شارع الرين سبعة قتلى وأكثر من خمسين جريحًا ونفذته شبكة "فؤاد علي صالح" انتقامًا من دعم فرنسا للعراق أثناء حربها ضد إيران

هجوم مطار أورلي 1983

هو تفجير قنبلة في مطار أورلي بالقرب من مكتب التسجيل للخطوط التركية في الخامس عشر من تموز/يوليو 1983، وقد خلف ثمانية قتلى وأكثر من خمسين جريحًا. انفجرت القنبلة الموضوعة في حقيبة في المكان الأرضي المخصص للبضائع في المطار حينما كان المنفذ فاروجان غاربيدجان قد خطط لتفجيرها في الطائرة. وينتمي المنفذ للـ"منظمة السريّة الأرمينية لتحرير أرمينيا"، وقد تم اعتقاله بعد يومين رفقة نشطاء آخرين من المنظمة السريّة.

هجوم الكابيتول 1982

هجوم عبر تفجير قنبلة في قطار الكابيتول الذي يربط باريس بتولوز يوم التاسع والعشرين من آذار/مارس وقد خلف خمسة قتلى وسبعة وسبعين جريحًا. ويقف وراء التفجير "إليش راميريز سانشيز" الملقب بكارلوس انتقامًا من اعتقال السلطات الفرنسية لرفاقه. وقد تمّ لاحقًا اعتقال كارلوس ومحاكمته في باريس. وكارلوس أحد الأسماء الأكثر جدلًا في التاريخ المعاصر، حيث عُرف بتأييده لعدد من قضايا العالم الثالث وشارك في القيام بالعديد من العمليات ضد أهداف غربية، ويوصف اليوم بأنه من أخطر السجناء في العالم.

هجوم كنيس شارع كوبرنيك 1980

هو تفجير قنبلة استهدف كنيس يهودي في شارع كوبرنيك في باريس يوم الثالث من تشرين الأوّل/أكتوبر 1980. وخلّف التفجير أربعة قتلى وعشرين جريحًا.

اقرأ/ي أيضًا:

فالس مع الإرهاب

غزوة مانهاتن.. الجهاد في زمن العولمة

الجزائريون يتحدون الإرهاب في تونس