يسعى العديد من الطلبة العرب إلى استكمال دراستهم بالخارج وتطوير قدراتهم. ولعل المنح الدراسية المدعومة من الجامعات ذاتها أو المؤسسات الدولية المانحة تيسر للطلاب تحقيق طموحاتهم بدل دفع تكاليف باهضة.
من يقدم المنح الطلابية؟
تقدم المنح الطلابية بشكل عام، على المستوى الدولي، عن طريق فتح الجامعات الأجنبية باب التقدم للدراسة بها من خلال تقديم المستندات التي تطلبها كل جامعة. وتقدم هذه الجامعات منحًا قد تكون كلية، لا يتحمل فيها الطالب أي تكلفة بل ويحصل علي مبلغ شهري كمصروف شخصي، أو جزئية يتحمل فيها الطالب قسطًا من تكاليف الدراسة والمعيشة اليومية.
وقد لا تقدم هذه الجامعات أي منح، ففي هذه الحالة يتجه الطلبة صوب المؤسسات الدولية المانحة التي توفر دعمًا ماديًا للطلاب المقبولين في جامعات أجنبية لكن إمكانياتهم المادية لا تسمح لهم بتغطية تكاليف ومصاريف الجامعة. وتلعب هذه المؤسسات دورًا هامًا في دعم الطلاب لوجيستيًا ومن بين هذه المؤسسات، مؤسسة Open society foundation الأمريكية.
التعاون المشترك بين الجامعات العربية والأوروبية
في إطار رسمي آخر، تقوم بعض الجامعات العربية بتوقيع مذكرات تعاون مع بعض الجامعات الأوروبية كمنح Erasmus Munds التي يتعاون فيها، في كل برنامج منفصل، ثماني دول منهم أربع دول عربية ومثلهم أوروبية، في إطار التبادل الثقافي المشترك بينهم.
ومن بين تلك الدول مصر، تونس، ليبيا، المغرب، الجزائر، بلجيكا، إسبانيا، البرتغال، فرنسا وإنجلترا وإيطاليا إضافة إلى دول الخليج وتحدد كل دولة جامعاتها المنخرطة في هذا البرنامج، في إطار التعاون المتفق عليه. وتكون منحة Erasmus Munds ممولة بشكل كامل دون حاجة الطلبة الالتجاء إلى مؤسسات المجتمع المدني.
بعض المنح التي تقدمها الدول العربية
المملكة العربية السعودية : تعتبر منحة "خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي" من أشهر المنح التي تقدمها المملكة للطلاب السعوديين لاستكمال الدراسة بالخارج، وهي موجهة خاصة للكفاءات السعودية، التي تحرص المملكة على تنميتها.
يشير خالد بن محمد العنقري، وزير التعليم العالي السعودي السابق، أن "عدد الطلاب السعوديين المرسلين إلى جامعات أجنبية تضاعف من 5 آلاف إلى 150 ألف خلال 9 أعوام. وهم يدرسون بجامعات ثلاثين دولة مختلفة، ويقدر عددهم في الولايات المتحدة بحوالي 70 ألف طالب، بينما بلغ عدد السعوديين الدارسين بالدول العربية حوالي 16 ألف وأكثر من 14 ألف طالب في بريطانيا". ويؤكد العنقري: أن"حوالي 55 ألف طالبًا وطالبة تخرجوا إلى حد الآن بالاعتماد على منحة خادم الحرمين الشريفيين للابتعاث الخارجي".
وخصصت السعودية ميزانية 210 مليار ريال سعودي لميزانية التعليم عام 2014/2015، أي حوالي 25 في المئة من ميزانية الدولة وقدرت النسبة المخصصة للتعليم العالي ب10 في المئة من مجمل الميزانية.
المملكة الهاشمية الأردنية: تعتبر الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية والجامعة الألمانية من أكثر الجامعات الأردنية تعاونًا مع الجامعات الأجنبية الأخرى، في إطار التبادل الثقافي والعلمي المشترك. ومن أهم المنح المقدمة: منحة DAAD وهي المنحة الألمانية، Erasmus Mundus EPIC Programme الأوروبية، هذا إضافة إلى جامعات أردنية أخرى مثل جامعة اليرموك، الهاشمية، وآل البيت. ويرتداد الطلاب الأردنيون بنسب كبيرة دول روسيا، الولايات المتحدة، ماليزيا، هنغاريا وألمانيا.
الإمارات: تحتضن الإمارات أكثر من 34 ألف طالبًا وافدًا ويدرس حوالي 8 آلاف طالب إماراتي في الخارج حسب إحصائيات السنة الدراسية الأخيرة. تقدم بعض المنح للطلبة من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة وتُعرف ب"المنح الداخلية" ويُشترط للحصول عليها أن لا يقل المعدل التراكمي عن جيد جدًا في المؤهل السابق وأن يدرس الطالب في عدد من جامعات الإمارات في الاختصاصات التالية: الطب والعلوم الصحية، العلوم الهندسية، علوم البيئة، مجالات الطاقة. ومن أهم الجامعات التي توفر المنح الداخلية للطلاب، كلية حمدان بن محمد لطب الاسنان، كلية الملكية الايرلندية للجراحين بدبي، جامعة الشارقة، الجامعة الأمريكية في الشارقة، جامعة حمدان بن محمد الذكية، وجامعة أبوظبي.
وتقدم منح خارجية للطلبة الراغبين في إكمال دراستهم خارج الإمارات، على أن يكونوا من مواطني الإمارات، وأن يكونوا حاصلين على الدرجة المطلوبة في إحدى امتحانات اللغة المطلوبة. وتقوم وزارة التعليم العالي في الإمارات بإرسال طلابها المتمتعين بمنح لكل من أمريكا، كندا، أستراليا، المملكة المتحدة، فنلندا، كوريا الجنوبية، أيرلندا، ألمانيا، فرنسا، السويد، سنغافوره، اليابان، نيوزيلندا. وتشمل مجالات الدراسة المجالات الهندسية، مجال العلوم والفضاء، التخصصات الخضراء والطاقة، والمجالات الطبية.