28-أغسطس-2019

من عروض المهرجان (فيسبوك)

يعد مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي أقدم مهرجان سينمائي في العالم، كما يعتبر مع مهرجان كان السينمائي أعرق وأشهر التظاهرات السينمائية الدولية التي ينتظرها محبو الأفلام في كل أنحاء العالم. تم تنظيم المهرجان لأول مرة في عام 1932، تحت رعاية رئيس البينالي وقتها الكونت جوزيبي فولبي دي ميسوراتا.

مهرجان فينيسيا السينمائي من أعرق وأشهر التظاهرات السينمائية الدولية التي ينتظرها محبو الأفلام في كل أنحاء العالم

يعد مهرجان فينيسيا السينمائي اليوم حدثًا مرموقًا يقدّم كل عام مجموعة مختارة من الأفلام ذات المستوى العالمي، التي تستقطب بعضًا من أنجح المخرجين والممثلين المعاصرين إلى السجادة الحمراء في ليدو دي فينيسيا. لهذا المهرجان أهمية كبرى في التخمين لترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، كما حدث في سنوات سابقة مع أفلام حصدت جوائز في البينالي وكان لها نصيب في الأوسكار.

اقرأ/ي أيضًا:النسخة الـ 76 من "مهرجان البندقية السينمائي"

تضم المسابقة الرسمية Venezia عشرين فيلمًا روائيًا يتم عرضها في المهرجان كأول عرض عالمي، بالإضافة لعرض مجموعة أفلام خارج المسابقة، تشمل أعمال لمخرجين سبق لهم أن شاركوا في المسابقة.

بالإضافة لتظاهرات أخرى مثل Orizzonti وهي مسابقة دولية مخصصة للأفلام التي تمثل أحدث الاتجاهات الجمالية والتعبيرية في السينما الدولية، مع توجيه الاهتمام نحو الأفلام الأولى للمخرجين، والمواهب الشابة والسينما المستقلة. كما يضم القسم مجموعة من الأفلام القصيرة المتنافسة، والأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، ويتم تقديمها لأول مرة في المهرجان. من التظاهرات ذات الشأن والشهرة أيضًا تظاهرة كلاسيكيات فينيسيا ويعرض هذا القسم عروضًا عالمية أولى لمجموعة مختارة من الأفلام الكلاسيكية المرممة، التي نفذت على مدار العام الماضي من قبل مكتبات الأفلام والمؤسسات الثقافية ومؤسسات الإنتاج في جميع أنحاء العالم، حفاظًا على التراث السينمائي ومحاولة استعادته واستكشافه من الأعمال القديمة.

تُعرض العديد من الأفلام ضمن تظاهرات أخرى غير تنافسية، تهدف للتعريف بالأعمال الأولى للمخرجين والاطلاع على أعمال سابقة لمعهد السينما التابع للبينالي.

من الفيلم الإيطالي "The Burnt Orange Heresy"

افتتاح الدورة الـ76 من المهرجان ستكون لفيلم المخرج الياباني الشهير هيروكازو كوريدا، فبعد فيلمه "السارقون" الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي في العام الماضي، يبقى المخرج في فرنسا ليصور فيلمه الجديد "الحقيقة" la vérité، من بطولة الممثلين الفرنسيتين الشهيرتين كاترين دونوف وجولييت بينوش، والممثل الأمريكي إيتان هوك. يتناول الفيلم لقاء غير عادي بين ابنة وأمها الممثلة الشهيرة، لمّ شمل يتحول إلى مواجهة تتم فيها تصفية الحسابات وكشف المسكوت عنه. من الجدير بالذكر أن هذا الفيلم الأول للمخرج كوريدا خارج اليابان، وقد عبر بخصوص ذلك الأمر رئيس المهرجان البرتو باربيرا بأن كوريدا استطاع من خلال عمله مع ممثلتين محبوبتين في فرنسا والعالم أن يخلق انعكاسًا شعريًّا لعلاقة غير عادية بين الأم والابنة. وسيختم فعاليات المهرجان الفيلم الإيطاليthe burnt orange heresy للمخرج جوسيبي كابوتوندي.

أبرز الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية

يضم المهرجان هذا العام عددًا كبيرًا من نجوم ومشاهير هوليوود، الذين حضروا مع أفلامهم التي ستعرض في المسابقة الرسمية، من أهمها عرض الفيلم الدرامي الكوميدي قصة زواج للمخرج الأمريكي نواه بومباك، بطولة النجمين آدم درايفر وسكارليت جوهانسون، كما سيعرض فيلم المغامرة الأمريكي آدا استرا من بطولة براد بيت، تومي لي جونز، روث نيغا وإخراج جيمس جراي. سيحضر البلد المضيف في المسابقة بالفيلم الإيطالي عمدة ريون سانيتا للمخرج ماريو مارتوني، وفيلم المخرج بيترو مارسيلو مارتن عدن، إلى جانب الفيلم الوثائقي المافيا لم تعد كما كانت للمخرج فرانكو مارسكو.

 بالإضافة للفيلم المنتظر للمخرج الممنوع من الحضور رومان بولانسكي، فيلم ضابط ومتهم والذي تعود أحداثه إلى العام 1894، حين أدين الكابتن الفرنسي ألفريد دريفوس بتهمة الخيانة العظمى وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في جزيرة ديفيل. كما سيعرض الفيلم التشيلي ايما للمخرج بابلو لارين، وفيلم المخرج الفرنسي أوليفيه أسايس الذي يتعامل لأول مرة مع الممثلة الإسبانية بينيلوبي كروز في فيلم Wasp Network الذي يحكي قصة خمسة سجناء سياسيين كوبيين سجنتهم الولايات المتحدة منذ أواخر التسعينيات بتهمة التجسس والقتل. دون نسيان فيلم المخرج السويدي روي أندرسون المعنون بـ حول اللانهاية.

كثيرة هي الأفلام الأمريكية المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا، والتي تحمل مشاركات لممثلين ونجوم مكرسين ومعروفين من هوليوود

كثيرة هي الأفلام الأمريكية المشاركة في المسابقة الرسمية هذا العام، والتي تحمل مشاركات لممثلين ونجوم مكرسين ومعروفين من هوليوود، من الأفلام المنتظرة أيضًا فيلم جوكر للمخرج تود فيليبس، بطولة روبيرتو دي نييرو، خواكين فونيكس، الذي من المتوقع حصوله على جائزة أفضل ممثل عن أداءه لدور الجوكر، كما يتوقع حصول الفيلم على جائزة المهرجان. فيلم آخر منتظر من بطولة الممثلة ميريل ستريب يحمل عنوان The Laundromat من إخراج ستيفن سودربرغ، والذي يتطرق لتحقيقات أوراق بنما.

اقرأ/ي أيضًا: "قمر في سكايب" وسينما الوطن

حضرت هونغ كونغ ولم تحضر الصين في أفلام المسابقة في فيلم الأنيميشين الوحيد في المسابقة No.7 Cherry Lane للمخرج يوفان، والذي يعرض الحياة في المقاطعة في الستينيات من القرن الماضي، بالإضافة لمشاركة الفيلم البرتغالي غلوريا موندي.

الحضور العربي في المهرجان

اختارت إدارة المهرجان الممثلة التونسية هند صبري للمشاركة في لجنة تحكيم جائزة العمل الأول، كما سيشارك عدد من الأفلام العربية في تظاهرات المهرجان على اختلافها، من أبرزها فيلم المخرجة السعودية هيفاء المنصور المرشحة المثالية، الذي يشارك في المسابقة الرسمية، وستفتح به عروض أفلام المسابقة. وسيعرض في المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد على هامش المهرجان الفيلم الروائي "سيدة البحر" من إخراج السعوديّة شهد أمين، ومن إنتاج مشترك بين الإمارات والسعوديّة والعراق، إضافة إلى الفيلم اللبناني "جدار الصوت" للمخرج ​أحمد غصين.

في مسابقة آفاق، سيشارك الفيلم التونسي بيك نعيش، للمخرج مهدي البرصاوي، وسيعرض الفيلم القصير سلام للأردنية زين دريعي. وفي قسم أيام فينيسيا، سيشارك فيلمان عربيان، التونسي "أحزان عربية" للمخرجة منال لعبيدي، وفيلم "ستموت في العشرين" للمخرج السوداني أمجد أبو العلاء.

توزيع الجوائز

في الليلة الأخيرة من ليالي المهرجان سيتم توزيع الجوائز من قبل اللجنة التي تترأسها لهذا العام المخرجة الأرجنتينية لوكريشيا مارتيل، التي سبق وأن عرض المهرجان فيلمها الرابع ضمن المسابقة الرسمية في عام 2017.

 المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار

تتألف اللجنة من تسع شخصيات من المشاهير العالميين في مجالات السينما والثقافة من مختلف البلدان، ويتم تخصيص الجوائز للأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان فقط، وهي جائزة الأسد الذهبي لأفضل الفيلم وهي أرفع جوائز المهرجان، وجائزة الأسد الفضي- جائزة لجنة التحكيم، الأسد الفضي- جائزة أفضل إخراج، Coppa Volpi لأفضل ممثل، Coppa Volpi لأفضل ممثلة، جائزة لأفضل سيناريو، جائزة لجنة التحكيم الخاصة، جائزة Marcello Mastroianni لأفضل شاب جديد ممثل أو ممثلة.

التكريمات الخاصة بهذه الدورة

الحدث الأهم في هذه الدورة هو تكريم المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار بمنحه جائزة الأسد الذهبي الشرفية عن مجمل أعماله، وسيتم عرض فيلم وثائقي عن سيرة ألمودوفار الذاتية والمهنية على هامش المهرجان. فيما يتعلق بهذه الجائزة أعلن ألبرتو باربيرا، مدير المهرجان، أن ألمودوفار هو المخرج الإسباني الأكبر والأكثر تأثيرًا منذ لوي بونويل، فهو مخرج أفلام استثنائي، قدّم لنا الكثير من الصور والموضوعات المثيرة للجدل في إسبانيا ما بعد فرانكو. مواضيع مثل الرغبات وأسئلة الهوية ملامح أساسية في أفلامه، كما جمعت أفلامه بين الميلودراما والسخرية، واستطاعت تحقيق شيء من الأصالة، كما وأن ألمودوفار وقبل كل شيء هو رائد في رسم صور أصيلة للأنثى.

الحدث الأهم في هذه الدورة من مهرجان فينيسيا السينمائي هو تكريم المخرج بيدرو ألمودوفار بمنحه جائزة الأسد الذهبي الشرفية عن مجمل أعماله

من ضمن الشخصيات المكرمة أيضًا الممثلة البريطانية جولي أندروز، حيث ستمنح جائزة الأسد الذهبي الشرفية عن مجمل أعمالها، وسيتم عرض فيلمها الغنائي فيكتور وفيكتوريا.صرح مدير المهرجان حول هذا التكريم أن السيدة أندروز استطاعت في سن مبكرة أن تحفر اسمًا لها في قاعات الموسيقى في لندن، وفي برودواي لاحقًا، وبفضل مواهبها الغنائية والتمثيلية تمكنت من صناعة مكانتها المميزة بين النجوم، ويمثل هذا التكريم اعترافًا مستحقًا بمسيرتها المهنية غير العادية، فقد نجحت في أن تعجب الجميع.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "The Great Hack".. هكذا يتم التلاعب بك

في كل دورة من دورات مهرجان فينيسيا تكرم العلامة التجارية الراقية جايجر لوكولتر، مخرجًا من الذين قدموا أعمالًا مميزة وأثروا في تاريخ السينما، وتعتبر هذه العلامة هي الراعي الرسمي للمهرجان منذ 15 عامًا، وقع الاختيار هذا العام على المخرج اليوناني الفرنسي كوستا جافراس، ليتم تكريمه عن مجمل أعماله بمنحه جائزة المجد، وسيعرض فيلم الدراما والسيرة الذاتية كبار في الغرفة، أحدث أفلام المخرج، والذي يكشف من خلاله عن الشروط القاسية لخطة الإنقاذ المالي لليونان، معتمدًا على ما ورد في مذكرات وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس. من المخرجين الذين سبق وحصلوا على هذه الجائزة المخرج الإيراني عباس كياروستامي، والمخرجة البلجيكية آنييس فاردا، والإيطالي إيتوري سكولا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "ألم ومجد" لألمودوفار.. سيرة ذاتية تمجّد عتبة الألم

فيلم "صمت الآخرين".. صرخة في وجه الحرب والاستبداد