24-أبريل-2017

من مباراة الكلاسيكو الأخيرة (بوراك أكبلوت/الأناضول)

فعلها الملك ميسي رغم كل الانتقادات والغيابات والظروف الصعبة التي يمر بها برشلونة وهزم "ملوك" الريال على أرضهم بثلاثية كان له النصيب الأكبر فيها، بثنائية ستظل خالدة في كرة القدم  كحال صاحبها وحال واحدة من أجمل مباريات الموسم، إن لم تكن تاريخية بكل ما حملته من مفاجآت سارة لكل من يحب كرة القدم دون تعصب. الفريقان كانا حاضرين وأبدعا وأقنعا وإن كان ميسي وبرشلونة قد خرجا منتصرين فالريال هُزم بشرف وذلك جمال كرة القدم وليس أجمل من الكلاسيكو لتستمتع به الجماهير ويمتعنا فيه الفريقان.

برشلونة يعود من الباب الكبير وينتزع ثلاث نقاط ثمينة من فم الأسد المدريدي ويجبر زيدان على تذوق مرارة الكأس الكاتلوني

برشلونة يعود من الباب الكبير وينتزع ثلاث نقاط ثمينة من فم الأسد المدريدي ويجبر زيدان على تذوق مرارة الكأس الكاتلوني الممزوج بالإبداع الأرجنتيني ويجبر جماهير الملكي على التصفيق لميسي ويجبر كل عاشق لكرة القدم على أن يرفع القبعة احتراماً لبرشلونة المناسبات الكبيرة وتقديرًا للاعب من الصعب أن يتكرر اسمه، ألا وهو ميسي، ولقبه قاهر كل الحراس ومتعب كل  الخصوم وصاحب الـ 23 هدفًا في مرمى الكبير مدريد، و"السنتياغو" خير الشاهدين.

اقرأ/ي أيضًا: كلاسيكو الأرض.. ميسي يحتلّ البرنابيو وحده

نعم فعلها "برشلونة ميسي" وخالف كل التوقعات التي كانت ترى برشلونة مهزومًا بثلاثية السيدة العجوز ويغيب عنه نجم كبير بقيمة نيمار ولاعب بقيمة ماسكيرانو وترى في الجانب الثاني فريقًا قهر كل الخصوم ويمتلك داهية اسمه زيدان وعاشقًا للشباك اسمه كريستيانو وترى فريقًا فائزًا برباعية في مرمى الكبير الألماني بايرن ميونيخ ومتصدرًا للدوري بفارق ثلاث نقاط ومباراة مؤجلة.

والمنطق الكروي كان يقول إن برشلونة جاء ليخسر في مدريد ولكن من تابع المباراة سيكتشف أن برشلونة لم يتأثر بكل تلك الصعوبات ففريق برشلونة، الذي ظهر الليلة هو نفسه "برشلونة ريمونتادا التاريخية" و"برشلونة السداسية" و"برشلونة التيكي تاكا" و"برشلونة ميسي" وما أدراك ما ميسي.

برشلونة كان حاضرًا رغم الغيابات وريال لم يكن غائبًا هو الآخر فقد أبدع وأمتع  ولكن الكلمة الأخيرة كانت متعة وسحرًا لشخص اسمه ميسي، فرغم البداية القوية للملكي وافتتاح التسجيل عن طريق كازيميرو من تمريرة راموس إلا أن ميسي استطاع أن يعود  بالبارشا، وعلى طريقته الجميلة، في شوط كان أبطاله الحراس إلى جانب البطل ميسي، الذي لم يحالفه الحظ حين ضاعت الكرة الثانية من بين قدميه، وقل أن تضيع كرات هكذا.

في الشوط الثاني، بدا فريق زيدان مصرًا ورونالدو يضيع وتيرتشيغن يتألق وكذلك فعل نافاس بعد تمريرة إنيستا الساحرة وتسديدة سواريز بعدها، كان لراكيتش كلمة وأي كلمة هدف على طريقة الكبار وبرشلونة يقترب من الفوز ورجل المباراة الأول ميسي يتسبب في طرد راموس المستحق.

اقرأ/ي أيضًا:  4 أندية في نصف نهائي الأبطال: نقاط القوة والضعف

مع مباراة الكلاسيكو الأخيرة، يعود الدوري الأفضل في العالم ليشتعل مجددًا

ظن الجميع لحظتها أن الكلاسيكو قد حسم ولكن زيدان وروديغز عادا بالريال فتحسر ميسي ورفاقه على المباراة وتمنى زيدان لو أنهى الحكم المباراة، فالتعادل سيكون بمثابة الفوز للريال، ولكن الكرة اختارت ميسي فقبل لحظات من إطلاق الحكم صافرة التعادل، أبى ميسي إلا أن يطلق "رصاصة الرحمة" على جماهير الملكي، لعلها تعود بفريقه إلى سباق الدوري، الذي أشعلته قدماه الليلة وبهدفين أقل ما يقال عنهما إنها ساحران كحال صاحبهما الذي حطم العديد من الأرقام في مباراة واحدة فـ"ليو" وصل لرقم 500 وبرشلونة أصبح الأكثر فوزًا بالكلاسيكو بـ27 فوزًا مقابل 26 للملكي والأهم من ذلك كله تساوي الفريقان في الصدارة بـ75  نقطة مع مباراة مؤجلة لأبناء زيدان.

إنها مباراة مجنونة تليق بكلاسيكو الأرض وبأفضل مباراة في كرة القدم التي ينتظرها الجميع، أبت إلا أن تختتم بهذه النهاية المشوقة التي لا يتقنها إلا ميسي وبرشلونة. وفي الأخير لا يمكن إلا أن تقول شكرًا ريال وشكرًا برشلونة. والأهم من ذلك كله أن الدوري الأفضل في العالم عاد ليشتعل، وميسي الأفضل في العالم عاد ليمتعنا جميعًا ومن الباب الكبير.

 

اقرأ/ي أيضًا:

طرد أرتورو فيدال مهّد طريق ريال مدريد إلى نصف نهائي الأبطال

كيف تفوّق مورينيو على (3-4-3) كونتي؟