تعرّض مدافع فريق نابولي الإيطالي، السنغالي الدولي خاليدو كولوبالي، لهتافات عنصرية من جمهور إنتر ميلانو، في المباراة التي جمعت الفريقين في ملعب السان سيرو يوم الأربعاء الماضي. وقد قام اللاعب بالتصفيق بيديه بطريقة ساخرة في وجه حكم المباراة، للتعبير عن سخطه من الهتافات، فأشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجهه. لاقت الحادثة تفاعلًا كبيرًا في الأوساط الرياضية الإيطالية، وأعلن عديد النجوم تعاطفهم وتضامنهم مع اللاعب في وجه هذه الحملات البغيضة، فيما ارتفعت الأصوات المطالبة بالقيام بالجهود اللازمة من الاتحادات الكروية للحد من هذه الظاهرة.
كان أبرز المتضامنين مع كولوبالي النجمان، المصري محمد صلاح، الذي أعلن عن وقوفه التام مع كولوبالي في هذه القضية، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي نشر صورة تجمعه بكوليبالي
كان أبرز المتضامنين مع كولوبالي النجمان، المصري محمد صلاح، الذي أعلن عن وقوفه التام مع كولوبالي في هذه القضية، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي نشر صورة تجمعه بكوليبالي للتعبير عن رفضه التام لما تعرض له اللاعب.
كذلك عبرت جماهير نابولي عن وقوفها إلى جانب لاعبهم المحبوب، وحملوا صور اللاعب في مباراة الفريق الأخيرة، فيما ارتدى لاعب الفريق الجزائري فوزي غلام قميص زميله خلال التدريبات، للتعبير عن تضامنه معه.
اقرأ/ي أيضًا: 5 طرق لمواجهة العنصرية في عالم كرة القدم
وقد ذكر كارلو أنشيلوتي مدرب فريق نابولي، أنه طلب من حكم المباراة ثلاث مرات إيقاف مباراة فريقه ضد إنتر، بسبب الهتافات التي لم تتوقف، لكن الحكم لم يستجب لطلبه. كما أشار إلى أن فريقه قد يتوقف عن إكمال المباراة في المستقبل في حال تكررت أمور مشابهة مع لاعبيه.
رحيم سترلنغ ينتقد دور الإعلام الرياضي
ليس ما تعرض له كوليبالي الأول من نوعه في الملاعب الأوروبية، ولن يكون الأخير بطبيعة الحال. ففي مباراة فريقه مانشستر سيتي ضد تشيلسي في المرحلة الـ16 من الدوري الإنكليزي، تعرض رحيم سترلنغ لهتافات عنصرية من جماهير البلوز. وقد أعلنت إدارة تشيلسي لاحقًا أنها حددت هوية مطلقي الهتافات، وتمت معاقبتهم من خلال منعهم دخول ملعب الفريق مدى الحياة.
وقد حمّل سترلنغ قسمًا من الإعلام الإنجليزي جزءًا من مسؤولية العنصرية التي يتعرض لها اللاعبون، من خلال الطريقة التي يتم فيها تصوير اللاعبين ذوي البشرة السمراء، وكيفية التعاطي معهم. فيما أوضح باتريس إيفرا لاعب مانشستر يوناتيد السابق دهشته الكبيرة من ظهور مثل هذه الهتافات في العام 2018.
دانيال ألفيس يربح المعركة ضد العنصريين
خلال مباراة فياريال وبرشلونة على أرض الأول، رمت جماهير الفريق الأصفر حبات الموز باتجاه دانيال ألفيس، في إشارة عنصرية فاضحة ومقيتة، فما كان من النجم البرازيلي إلا أن التقط الموزة عن الأرض، وقام بتقشيرها وأكلها. بعد الحادثة تضامن الكثير من المشاهير مع اللاعب البرازيلي، من داخل عالم كرة القدم وخارجه، ونشروا فيديوهات لهم على مواقع التواصل وهم يأكلون الموز. وقد قامت إدارة فياريال بدورها بملاحقة المسؤولين عن الحادثة، ومنعوهم من مشاهدة المباريات من الملعب إلى الأبد.
حمّل سترلنغ الإعلام الإنجليزي جزءًا من مسؤولية العنصرية التي يتعرض لها اللاعبون، من خلال الطريقة التي يتم فيها تصوير اللاعبين ذوي البشرة السمراء
اختار إذًا داني ألفيس المواجهة مع العنصريين، وواجه عنصريتهم بالسخرية منهم، من خلال أكله للموزة، والقول لهم بالتالي إنه لا يأبه لما يفعلونه. لاعبون آخرون سبق لهم مواجهة العنصرية بالتجاهل وبالسخرية، كصامويل إيتو ويايا توريه وكيفين برينس بواتنغ.
اقرأ/ي أيضًا: دكتاتور كوريا الشمالية.. في كرة القدم أيضًا
خطوات وإجراءات للحد من العنصرية
في تصريح قديم له، قال النجم الإيطالي ماريو بالوتيلي، الغاني الأصل، إنه لا يمكن فعل أي شيء للحد من العنصرية في الملاعب، فالأشخاص العنصريون سيبقون كذلك، وهم يحملون الكراهية في داخلهم.
اليوم، وبعد ظهور حالات عديدة في الأسابيع الماضية، أبرزها كانت حالتي ستيرلنغ وبالوتيلي، استنفرت الصحافة الأوروبية، وخاصة الإنجليزية، والتي اتهمها سترلنغ بلعب دور سلبي، للمساعدة في وجه العنصرية. وقد نُشرت موضوعات وتحقيقات طويلة في جل الصحف الرياضية، رفضت جميعها المس بأي لاعب بسبب لونه أو دينه أو عرقه. وذهبت صحيفة الغارديان البريطانية أبعد من ذلك، حيث طلبت من متابعيها أن يرسلوا لها أي مقطع فيديو لأي هتاف عنصري في مباريات كرة القدم في الدرجات والفئات العمرية كافة، لتقوم بدورها بنشرها على صفحاتها، والتشهير بالعنصريين وإخطار الجهات المعنية لمحاسبتهم.