1
فقدتُ الكثير منك
من صفاتك
ومن كلامك الذي يربتُ فوق قلبٍ يحنّ،
قلب يئنْ، قلب ساهم
لا متسع لي لأخرج عن صمتي هذا
فأنا قطرة في شتاء واسع كهذا
تراقبك على مقربة فوق نافذة غرفتك
أقرب إليك من كل ما تودين قوله
من كل ما تحبين سماعه
أقرب من شعور لك غير واضح
من كل أشيائك التي أرقبها عن بعد
فقدت الكثير منك
من حاجات ضرورية
كصوت هادئ يطفئ قبح هذا العالم
ووقفتُ الآن
بعد شهور لم أكتب فيها حرفًا واحدًا
وقفتُ..
عندك هنا
لأتذكر كل ذلك
وأمسح فوق ضباب نافذتك
لأقول لكِ سلامًا.
2
خذني الآن
ومن معك
نتقاسمُ متعبنا ونُغني في مكانٍ آمنٍ للحُب
خذني ولا تقل لي من أنت
فقط خذني معك
نتبادلُ أحاديثنا ونحفظُ أسرارًا لم نجرؤ على قولها لأحد
خذني بصمتٍ دون أي شروط
واقبلني كما أنا
بعد ثلاثين عامًا
كنثرةٍ من تعب
مليئًا بالرتوق
محمّلًا بأسئلةٍ ثقيلة لم أعثر على أجوبة لها.
3
أدرك قسوة الأشياء
مرارة فقدها
هناك أيامٌ لا يمكن استعادتها
أيامٌ بروائح قديمة
وجوهٌ كثيرة غابت للأبد
أمكنةٌ رُدَت لأصحابها
وفي غفلة الشرود
تسقطُ دمعة لتسألك
كم فقدت من الحكمة
في ساعة متأخرة كهذه!
ثمة شعور بالندم
يبتلعُ القلب
وما عليك إلا أن تفكر
في الخروج سالمًا من هذا الليل!
4
أعرفُ أيضًا
أن الكلام المنمّق لن يقول شيئًا
وأن ليس ثمة مبررات في حوزتي لأشرح لكِ أسباب سخيفة تثير الكآبة
لكني تركتُ قلبي هناك
عند أواخر آذار
بينما أنا هنا الآن
أفكرُ في صوتكِ
والطريق إلى باب بيتكِ
ويدكِ الناعمة التي ظلّت ترعى تفاصيل كل ما يحدث.
5
إذًا
عليك أن تغادر الآن
كما لم تفعل من قبل
تترك كل محاولاتك
وتنكسر
أمام صلابتك
هنا..
عند هذه العتبة الداكنة
حيث لم تنس
لا أنتَ ولا قلبكَ
ذلك الألم
الذي يتدفق بداخلك
مثلَ ماءٍ ساخن
يوشكُ أن يغلي
كلما تذكرّت
بأن عليك أن تغادر.