07-أكتوبر-2016

من العرض

بدأ عدد من الفنانين السوريين والعراقين والألمان جولة في عدد من المدن الألمانية لتقديم عمل مسرحي مشترك بعنوان "عندما تبكي فرح". العرض من تأليف مضر الحجي، والمعالجة الدرامية والاخراج للألمانيين ستيلا كريستو فيليني، وشتيفان شروخر، ولعب الأدوار على خشبة المسرح من سوريا كل من الفنانين: بسام داود وإينانا الأعسر ومحمد نور، ومن العراق الفنانة ياسمين غراوي، ومن ألمانيا الممثل آندريه ليفيسكي.

"عندما تبكي فرح" مسرحية تحكي عن شابة سورية أعلنت ثورتها الذاتية، خلال الثورة السورية

"عندما تبكي فرح" مسرحية تحكي عن الشابة السورية فرح التي أعلنت ثورتها الذاتية، خلال الثورة السورية، وبدأت بالمشاركة بالمظاهرات السلمية، وتعرفت على صبية أخرى أكبر منها سنًا شجعتها على المشاركة في الحراك. شعرت فرح خلال ذلك أنها بحاجة للتمرد على ذاتها ومحيطها وأسرتها، فقررت الهرب إلى الأردن وهناك انتقلت إلى الثورة على حبيبها الذي حاول أن يمارس عليها سلطة أبوية، وفي كل مرة كان تحاول أن تبكي للتعبير عن قهرها الذاتي، لكن الجميع كان يمنعها ويطلب منها أن تظل قوية ولا تستسلم للبكاء، إلا أنها في النهاية ستنفجر بكاءً وتُخرج كل ذلك القهر المتراكم في داخلها، لتشعر بالراحة النهائية، ويتحول البكاء من دلالة على القمع إلى دلالة على التحرر، ومن دلالة على الكبت والقهر الذي يتعرض له الإنسان، إلى إعلان امتلاك زمام الذات، هكذا ستصبح فرح سيدة نفسها ومصيرها.

اقرأ/ي أيضًا: حمزة جاب الله.. حين تنقذ السينوغرافيا المسرح

عن دوره في المسرحية يقول الفنان السوري بسام داوود لـ"ألترا صوت": "ألعب في المسرحية شخصية والد فرح، الذي يعاني هو الآخر من التغيرات التي حدثت في حياته نتيجة الثورة بعد تغير ابنته"، ويضيف: "إن شئت التقريب أكثر فأنا في المسرحية ألعب دور ما يسمى "جماعة كنا عايشيين ما أحلانا"، وهؤلاء هم بالنهاية جماعة يعرفون أخطاء النظام ويعرفون الفساد والدكتاتورية، لكن في النهاية يرفضون أي تعديل على حياتهم. هؤلاء يعرفون أنهم لم يكونوا يعيشون حياة مستقرة، لكنهم يرفضون أن يُفرض التغير فرضًا. فرح بالنسبة لي كوالد لها كانت تمنحني التوازن في حياتي بعد وفاة والدتها، لكن في النهاية أرضح للمتغيرات وأساعد فرح على الهروب للأردن وأسلمها لحبيبها، وأنا أنسحب إلى ضعيتي وأترك الشام".

أحيانًا ينتقل البكاء من الدلالة على القمع إلى الدلالة البليغى على بلوغ التحرر الروحي

اقرأ/ي أيضًا: الدورة الأولى من "المهرجان السينمائي الاسكندنافي"

اللافت في العرض الذي قدم حفل افتتاح على مسرح الشاوبودي، في العاصمة الألمانية برلين، قبل الانتقال لجولته في مدن ولاية شمال الراين "فستفاليا"، غرب ألمانيا، أنه قدم حوارات المسرحية بثلاث لغات هي الإنجليزية والألمانية والعربية، ويمكن لمن يتقن إحدى تلك اللغات أن يفهم العمل المسرحي، سيما أن المشكلة التي واجهت هذا العمل في نصه العربي كما يقول داوود أن الترجمة الفورية غير مطروقة في ألمانيا، ولا يحبها الجمهور الألماني، لذلك قدمت المخرجة هذا الحل، وهذا ما ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد فهو من ناحية كان تجربة لجمع الثقافات بأن تلتقي ثلاث لغات مع ممثلين من بيئات مختلفة، على خشبة المسرح، ومن جهة أخرى ساهم هذا العمل المشتركة بالدفع بالفنان السوري، الذي لم يمض على وجوده فترة طويلة في ألمانية، إلى الاحتكاك مع الممثلين والجمهور الألمانيين للانخراط في الجو الفني وتبادل الخبرات".

بعد افتتاح العروض في برلين تم الانتقال إلى مسارح ولاية شمال الراين، وقدم العرض في مدينة مولهايم وأبرهاوزن، على أن يتواصل تقديم العروض يوم غد الجمعة في مدينة ايسن، ويوم السبت في مدينة بوخوم، وتختتم العروض يوم الأحد في مدينة دويسبورغ.

اقرأ/ي أيضًا: 

"مسرح القوس" في الجزائر.. الأسرة البديلة

"قلنديا الدولي" فنانون يثيرون سؤال العودة