20-مارس-2025
كريستيانو رونالدو

استغل جواسيس اسم كريستيانو رونالدو لإرسال رسائل مشفرة إلى موسكو (إكس)

كشفت تقارير إعلامية حديثة عن أن جواسيس يتبعون لروسيا، استخدموا مقاطع فيديو لنجم كرة القدم كريستيانو رونالدو على منصة "يوتيوب" لإرسال رسائل مشفرة إلى موسكو.

وحسب صحيفة "صن" البريطانية، فقد ظهرت هذه التفاصيل المذهلة إلى العلن بعد إدانة زوجين في ألمانيا بالتجسس لصالح روسيا، حيث صدر حكم بسجنهما بعد اكتشاف نشاطاتهما الاستخباراتية السرية.

استخدم جواسيس يتبعون لروسيا مقاطع فيديو لنجم كرة القدم كريستيانو رونالدو على منصة "يوتيوب" لإرسال رسائل مشفرة إلى موسكو

وتبعًا للصحيفة، فقد عاش الزوجان، اللذان عرفا بهويات مزيفة تحت اسمي "أندرياس" و"هايدرون أنشلاغ"، حياة عادية في بلدة ماربورغ شمال فرانكفورت، حيث عمل أندرياس كمهندس سيارات، بينما تولت هايدرون رعاية المنزل وابنتهما، التي لم تكن على علم بحقيقة والديها.

لكن خلف هذا المظهر العادي، كان الزوجان يعملان لصالح الاستخبارات الروسية لمدة 23 عامًا، حيث بدأ نشاطهما منذ ما قبل سقوط جدار برلين في عام 1989. ووفقًا للتحقيقات، كان الزوجان يتلقيان مبلغ 80,000 جنيه إسترليني سنويًا مقابل تسريب معلومات سرية من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والأمم المتحدة.

طرق الاتصال السرية

وحسب ما تقول "صن"، ففي البداية، استخدم الجاسوسان أساليب تقليدية مثل صناديق الرسائل السرية وأجهزة الراديو والأقمار الصناعية للتواصل مع جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، لكن مع تطور الإنترنت، لجأ الزوجان إلى وسائل أكثر تطورًا.

الجواسيس

فأنشأ الزوجان حسابًا على "يوتيوب" باسم مستخدم غريب (@Aplenkuh1) في أوائل عام 2011، بينما فتح الكرملين حسابًا آخر تحت اسم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو (@crsitanofootballer)، والذي كان وقتها أفضل نجوم فريق ريال مدريد، وتم استخدام قسم التعليقات على مقاطع فيديو رونالدو كوسيلة لنقل الرسائل المشفرة.

وفقًا لما كشفه الصحفي الأمني السابق في "بي بي سي" غوردون كوريرا في كتابه "الروس بيننا"، كانت التعليقات تحمل شفرات خفية. على سبيل المثال، كتب الزوجان تعليقًا: "إنه فيديو رائع والأغنية جميلة أيضًا"، ليرد عليهم حساب الاستخبارات الروسية: "إنه يجري ويلعب كأنه الشيطان".

كانت هذه التعليقات تتضمن تسلسلات من علامات الترقيم التي يمكن تحويلها إلى أرقام تشير إلى رسائل متفق عليها مسبقًا، ويعتقد المحققون الألمان أن هذه الطريقة كانت امتدادًا لأسلوب محطات الأرقام السرية، والتي استخدمتها روسيا ودول أخرى لعقود من الزمن.

نهاية العملية واعتقال الجواسيس

وحسب ما نقلت صحيفة "صن"، فبعد مراقبة مكثفة، داهمت القوات الخاصة الألمانية منزل الزوجين في تشرين الأول/أكتوبر 2011. وتشير التقارير إلى أن هايدرون كانت تتلقى رسالة مشفرة عبر جهاز إرسال عند اقتحام السلطات، مما جعلها تسقط من كرسيها وتسحب كابل الاتصال في حالة من الذهول.

وفي تموز/يوليو 2013، حُكم على أندرياس بالسجن لمدة ست سنوات ونصف، بينما نالت هايدرون عقوبة بالسجن خمس سنوات ونصف، كما حُكم على المسؤول الهولندي الذي تعاون معهما بالسجن لمدة 12 عامًا. ومع ذلك، تم إطلاق سراح الزوجين بحلول نهاية عام 2015 وتم ترحيلهما إلى روسيا، مما يسلط الضوء على تعقيدات الحرب الاستخباراتية الحديثة بين القوى العالمية.