03-يوليو-2021

فيمكي هاليسما في فعالية كيتي كوتي (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

تحدث تقرير نشرته وكالة الأسوشيتد برس عن اعتذار عمدة أمستردام، فيمكي هالسيما، عن المشاركة المكثفة للحكام السابقين للعاصمة الهولندية في تجارة الرقيق العالمية. وكان قد استمر الجدل منذ سنوات حول دور الآباء المؤسسين لمدينة أمستردام في تجارة الرقيق، لكنه اكتسب مزيدًا من الاهتمام عقب حادثة مقتل جورج فلويد في مينيابوليس في الولايات المتحدة الأمريكية والتي حفزت النقاش العالمي حول التمييز العنصري.

تورطت مدينة أمستردام من نهاية القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر، بشكل مباشر وعالمي وواسع النطاق ومتعدد الأوجه وطويل الأمد في العبودية

وفي معرض اعتذارها قالت هالسيما بأن "اللحظة قد حانت لكي تواجه المدينة تاريخها القاتم"، وأضافت "بقلب كبير، ومع اعتراف غير مشروط، لقد حان الوقت لنقاش الظلم الكبير للعبودية الاستعمارية في هوية مدينتنا"، وتابعت بالقول "لأننا نريد أن نكون حكومة لأولئك الذين يؤلمهم الماضي وإرثه يمثل عبئًا عليهم"، وشددت على أنه "لا يتحمل أي شخص من أمستردام على قيد الحياة اليوم مسؤولية الماضي"، وأشارت بالقول "إن التاريخ يلقي بظلاله على يومنا هذا" وتابعت "مسؤولي المدينة والنخبة الحاكمة الذين شاركوا في التجويع بهدف الربح والسلطة عبر تجارة العبيد، رسخوا نظام القهر على أساس لون البشرة والعرق"، وأكملت "إن الماضي الذي لا تزال مدينتنا تستمد منه روحها التجارية المميزة لا ينفصل بالتالي عن العنصرية المستمرة التي لا تزال تتفاقم"  بحسب ما نقلت الأسوشيتد برس.

اقرأ/ي أيضًا: حملة واسعة لمطالبة وزير التربية بإلغاء الامتحانات الرسمية بسبب ظروف لبنان

في حين انطلقت الهتافات والتصفيق من مجموعة صغيرة من الضيوف المدعوين خلال احتفال سنوي بمناسبة إلغاء العبودية في المستعمرات الهولندية في سورينام وجزر الأنتيل الهولندية في الأول من تموز/يوليو عام 1863. وتعرف الذكرى الآن باسم "كيتي كوتي"، والتي تعني سلاسل مكسورة في إشارة إلى السلاسل التي كانت توضع في أيدي العبيد ورقابهم. ويذكر أنه في السابق، أعربت الحكومة الهولندية عن أسفها العميق للدور التاريخي للأمة الهولندية في العبودية، لكنها لم تصل إلى حد تقديم اعتذار رسمي. وعلق رئيس الوزراء، مارك روته، العام الماضي، بأن مثل هذا الاعتذار يمكن أن يؤدي إلى انقسام المجتمع في عموم هولندا حول القضية، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.

بينما كانت لجنة مستقلة قد ناقشت القضية في الأشهر الأخيرة وأصدرت تقريرًا يوم الخميس بتاريخ الأول من تموز/يوليو نصحت فيه الحكومة المركزية بالاعتذار، وأشار التقرير إلى أن ذلك "سيساعد في شفاء المعاناة التاريخية". الناشط والممثل الأسود، باتريك ماثورين، قال بأن "البعض في هولندا يحاولون تجاهل الماضي الاستعماري للبلاد، ولكن من خلال نشاطنا، أجبرناهم على إعادة النظر في الأمر"، وأضاف "وأيضًا ما حدث، بالطبع، مع جورج فلويد جعل كل شيء يتطور بشكل أسرع" بحسب ما نقل موقع شبكة abcNEWS.

فيما تقول بلدية أمستردام، عبر موقعها على الإنترنت، إن آباء المدن السابقين في الوقت الذي كانت فيه العبودية منتشرة في المستعمرات الهولندية كانوا منخرطين بعمق في هذه التجارة. وكان رؤساء البلديات أيضًا من أصحاب المزارع أو حيث كانوا يتاجرون في بيع وشراء الناس. لقد ساعدوا، من خلال مناصبهم العامة، في الحفاظ على العبودية لأنهم استفادوا منها.

وأظهرت الأبحاث أنه من نهاية القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر، كان تورط أمستردام مباشرًا وعالميًا وواسع النطاق ومتعدد الأوجه وطويل الأمد في العبودية. غير أن بلدية أمستردام ليست وحدها التي قدمت اعتذارها عن دورها التاريخي في العبودية. ففي عام 2007، ألقى عمدة لندن، كين ليفينجستون، خطابًا وصف بالوجداني، اعتذر بموجبه عن تورط المدينة في الاستعباد. وخلال مؤتمر صحفي في عام 2007، أعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن أسفه لدور بريطانيا في العبودية، والذي وصفه بأنه "غير مقبول تمامًا". وبعد ثماني سنوات خلال رحلة إلى جامايكا، تجنب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الدعوات لتقديم اعتذار واستبعد دفع تعويضات. 

وفي عام 2008، قدم بنك إنجلترا اعتذارًا رسميًا حيال تورط مسؤوليه السابقين في أدوار مرتبط بالعبودية. أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فلم تعتذر حكومتها عن دورها في العبودية، بالرغم من إصدار كل من مجلسي النواب والشيوخ قرارات تعتذر بموجبها عن قوانين العبودية والفصل العنصري. وحاليًا، ينظم المتحف الوطني الهولندي، متحف ريجكس في أمستردام، معرضًا بعنوان "العبودية"، لفحص دور البلاد في تجارة الرقيق والاستعباد، بحسب تقارير نشرتها الغارديان والأسوشيتيد برس.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تعهد شركة "سيميكس" البيئي يسلط الضوء على انبعاثات الكربون من صناعة الإسمنت

تقرير أممي: مليارات الأشخاص في خطر بخصوص خدمات المياه والصرف الصحي بحلول 2030