10-نوفمبر-2017

أحمد ماطر/ السعودية

أبدأ صباحًا عاديًا

لا يختلفُ عن بقيّة الأصباح

سِوى رغبة في المشي بِحيّنا البعيد

وبرغبةِ التناسي

أنني أنا البعيدة

مثلَ القصائدِ التي هجرتني

كَطيرٍ يُغويه دِفء الجنوب..

*

 

بِخلاف البارحة

ألمسُ في العبارات معنى

فما زلتُ أقول ما يهمّ أن تكتب

في عالم أصمّ؟

لم يَسْكن إلى أن سرّب إليك العدوى

فغدوت أصمَّ

تتشكّكُ بموسيقى الكلمات

وتَعزو النبضَ بين جنبيك

إلى علّةٍ ما في الصمت..

*

 

أنا الصوتُ السّاكنُ لا رغمًا عني

وأنا الشّمال الجديد مُرغمًة

أشرّبُ مفاصل يدي المتخشّبةِ هذا الصباح

بزيتِ الشغف

وإن كان مغشوشًا

فالشّفاء على نيّة المُعتلّ..

*

 

بلا تشكيل

بلا علامات ترقيم

بلا كلماتٍ تنوءُ بِوزرِ التأويل

أو تزويق يخطفُ وهجها الأول

أمضي إلى الورق

وأفرشُ بضاعتي من ملحٍ وغرَق

قدّام البحر

وأصيحُ به بِنزق المعاتيه

أرِنا ما عندك يا ربّ الموج

يا ربّ الغرق المكرور

والنكات السّمجة

وكائنات الصدئ !

يا مُستعذب الغياب بلا رجوع

يا تاجر الإصغاء

وسَرّاق الأسرار المؤسية

تكنزها أبدًا وإن جُدت فتجشؤ !

*

 

أرِنا ما عندك !

تجود عليك الشمس والغيوم بالنذور والهبات

وبعرق المكدودين

وشساعة الخيبات

لاهيًا قانعًا بالصمت

 

أرِنا ما عندك !

 

يا بحر:

أعِرني سريركَ يومًا.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

أحاديث في الجمال وما ورائياته

مشنقة دائمة