24-فبراير-2019

ادعى شامخاني تحقيق إيران غالبية أهدافها من التدخل في سوريا (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

أكّد علي شامخاني أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، في مقابلة نشرت وكالة تسنيم الإخباريّة نصّها الكامل يوم السبت، أنّ إيران قد حقّقت 90% من الأهداف التي كانت قد وضعتها في سوريا، مقللًا من أهميّة الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا ومدعيًا انّ هذه الغارات ليس لها أي وزن استراتيجي مهمّ، فيما أشار إلى أنّ بلاده لا تفكّر بالانسحاب من سوريا وأنّ تغيرات حقيقيّة ستشهدها البلاد التي تحتضن "المقاومة" وفق تعبيره، ستغير من موازين القوى ومعادلة الرّدع ضد إسرائيل.

استبعد علي شامخاني إمكانيّة التفاوض مع الولايات المتّحدة، معتبرًا أنّ إيران قامت بالتفاوض معها مسبقًا في سبيل الوصول إلى الاتّفاق النووي الذي لم تحترمه واشنطن 

وأعاد شامخاني تكرار الرواية الإيرانيّة التي تقول إنّ طهران تحتل موقعًا رياديًا في محاربة الإرهاب والتطرّف بطلب من الحكومات الشرعيّة، ويأتي ذلك على خلفيّة زيارة أمين مجلس الأمن القومي إلى كابول مع وفدٍ أمنيٍّ وعسكريّ، في سياق محادثات إيرانيّة مع جماعة طالبان للوصول إلى اتّفاق سلام في أفغانستان.

اقرأ/ي أيضًا: العملية كاسندرا.. كيف قايضت واشنطن مخدرات حزب الله بالاتفاق النووي الإيراني؟

ويأتي هذا بالتزامن مع اليوم الثاني من المناورات التي أعلن عن إجرائها الجيش الإيراني، وهي المناورات العسكرية الشاملة الأكبر في تاريخه بعد تلك التي قام بها عام 2015. وتحمل هذه المناورات التي تبلغ رقعتها نحو مليوني كيلومترٍ مربّع اسم "الولاية 97" من بحر عمّان ومضيق هرمز إلى المحيط الهندي، وتمتد ثلاثة أيّام حيث تشارك فيها وحدات البحريّة الإيرانيّة من غوّاصات وسفن وطوربيدات، وتتخلّل المناورات خطط هجوميّة ودفاعيّة لحماية طرق الملاحة البحريّة، كما يتخلّلها أيضًا خطط للدفاع البرّي وإنزال مظلّي ومناورات مروحيّة وتدريب على صدّ هجمات الاعتداء الإلكتروني بالإضافة إلى تجريب صواريخ مختلفة.

وأشار شامخاني في سياق متّصل أن لدى إيران خيارات كثيرة للتصدّي للعقوبات التي فرضتها عليها الولايات المتّحدة، إحدى هذه الخيارات هي إغلاق مضيق هرمز، لكنّه قال إنّ وقف صادرات النفط لا يساوي بالضرورة هذا الإغلاق الذي يتم الحديث عنه لأنّ لإيران قوّة عسكرية باتت "واضحة للمراقبين".

وفي ملفٍّ آخر، قال المسؤول الإيراني إنّ الولايات المتّحدة الأمريكية ستكون مجبرة مع نهاية العام على الانسحاب ليس فقط من سوريا وإنّما من دول أخرى، وذلك بعد أن قرر ترامب سحب القوّات الأمريكيّة من سوريا وإبقاء قوة رمزية قوامها 200 جندي، حيث أكّد أنّ هذا هو ما تفرضه "الحقائق الميدانيّة" مقلّلًا من شأن ما وصفه بالمحاولات الأمريكيّة لإقامة تحالفات خارج مجلس الأمن لمواجهة إيران، وأضاف أنّ هذه التحالفات التي تنسج إقليميًّا ضد إيران مثل مؤتمر وارسو لا تعدو كونها أصوات من واشنطن وتل أبيب لدفع إيران للتنازل، واصفًا ترامب بأنّه "تاجر" غير قادر على تحمّل أعباء الحرب مع إيران.

ومن جهةٍ أخرى، أشار شامخاني في اللقاء الصحفي إلى أنّ الدّول في المنطقة العربيّة ليست على موقفٍ واحدٍ من إيران، حيث إن دولة الإمارات ترسل على لسان مسؤوليها رسائل لإيران بأنّها لا تتّفق مع السعوديّة بشكل مطلق حيال ملف إيران، وهي تفضّل حلّ الخلافات عن طريق الحوار، ونوّه إلى أنّ دول أخرى خليجيّة وعربيّة حريصة على عدم الانجرار إلى مواجهة مع بلاده، موضّحًا أنّ السعودية بمحاولاتها التطبيع مع الكيان الإسرائيلي تتخطّى القضية الإسلاميّة الأولى في فلسطين للتّوجه نحو "هزيمة المملكة" وفق وصفه.

اقرأ/ي أيضًا: انسحاب ترامب الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني.. نتنياهو مصفقًا لنفسه

 واستبعد علي شامخاني إمكانيّة التفاوض مع الولايات المتّحدة، معتبرًا أنّ إيران قامت بالتفاوض معها مسبقًا في سبيل الوصول إلى الاتّفاق النووي الذي لم تحترمه الولايات المتّحدة، في حين أنّ بلاده التزمت به لإنجاحه أمام المنظّمة الدّولية للطاقة الذريّة والدّول الأخرى الأعضاء في الاتّفاق، منوّهًا إلى أنّ إيران لا تريد الحرب بل تسعى إلى إقامة علاقات إقليميّة سلمية مع تدعيم جبهاتها ضد أي اعتداءات أجنبيّة.

شامخاني:  الإمارات ترسل على لسان مسؤوليها رسائل لإيران بأنّها لا تتّفق مع السعوديّة بشكل مطلق حيال ملف إيران، وهي تفضّل حلّ الخلافات عن طريق الحوار

وجدّد أمين المجلس القومي الإيراني في نهاية الحوار رفض بلاده للتدخّلات الأمريكيّة لإحداث الانقلابات الداخليّة في الدول وتهديد استقرارها، مستخدمًا ما يحدث في فنزويلا كمثال على ذلك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ما هي فرص استمرار التحالف الروسي الإيراني بعد انتهاء الحرب السورية؟

كيف ساعدت واشنطن النظام الإيراني على التحكم بالإنترنت؟