26-أغسطس-2016

مقطع من غلاف الكتاب

"سأتذكر أنني كلب وأعضك أيها العالم" مجموعة للشاعر العراقي علي ذرب (1988)، صدرت حديثًا عن "دار مخطوطات للطباعة، هولندا 2016". المجموعة التي احتوت على "32" نصًا متباينة في الطول، تدور، في معظمها، في فلك الواقع الدموي الذي يعيشه العراق اليوم، وأثر تلك الانعكاسات العنفية على الإنسان العراقي، بالإضافة إلى تقديم تفاصيل يومية من الحياة المأزومة التي يتحرك داخلها العراقيون، بعدما بات العنف محورها الأساسي.

تنتمي نصوص هذه المجموعة إلى الفهم الجديد الذي بات يكرسه جيل ما بعد 2003 في الشعر العراقي، بقاموس لغوي يقوم على مفردات الجثث والمفخخات والأشلاء والتفجيرات... إلخ، ونبرة تراجيدية لا تخلو من السخرية، ورؤية سوداوية. 

يذكر أن "ذرب" سبق وأن أصدر مجموعةً أولى بعنوان "فراغ ناصع البياض"، بالإضافة إلى مشاركته في "أنطولوجيا ميليشيا الثقافة". هنا قصيدتان من المجموعة:


تصّفح

بالخوف وطول قامتي 
بمقبض الثلاجة والطفل الذي يفتت كفيه فوق رأس أمه 
بارتفاع الطائرات الحربية وقاع بطني 
بالورقة البيضاء المليئة بالصُدف
بثوب جارتنا والمروحة الكسولة
بجوارب أبي المشبعة بالثقوب وفشلي 
بإصبعين من يدي وإصبعين من قدم صديقي 
بنسائي الطائفيات 
بالسكاكين وغياب الأفواه تحت الشمس 
بندمي على الحيوان الذي أسحبه من داخلي 
وأرميه في حاوية النفايات قبل دخولي إلى المنزل 
بحذائي الجديد والمواعيد المؤجلة مع نساء مُتخيلة 
بكل هذا، أتصفح تصاوير من قمتُ بقتلهم 
بينما أسماؤهم تصفّف الثقوب على جسدي 
كما يفعل النمل مع الجثث الثقيلة.

حصيلة

نحتفظ بأصابعنا 
ليس من أجل الأشياء العادية 
بل لنعدّ عليها 
أصدقاءنا الذين يسقطون 
ساعات الانتظار 
الديون 
أحلامنا المتفسخة 
السنوات التي تسحبنا نحو النهاية 
وكذلك المرات التي نفشلُ فيها 
بان نكون قتلة. 

اقرأ/ أيضًا:

شعر العراق (1- 2).. القذيفة التي ترفض الهبوط

شعر العراق (2- 2).. يقين احتمالات النهوض