10-نوفمبر-2016

مقداد خليل/ سوريا

كانَ علينا إسكات الطفل:
"اخرس أيُّها اللعين" لقد فَرَّت الجدران!!
الموسيقى لا تفيدُ هنا ولا الرضَّاعةُ القذرة،
يجبُ إسكاتُ الصوت الذي ينخُرُ الدِّماغَ، بحركةٍ مباغتة نستطيعُ إيقافَ الوردة عن النمو، والمغنّي نلكمهُ ثمَّ نهرب من "وجه العدالة"، أجَلْ، وجه العدالة يا للعبارة "المُفْطِسَة"
علينا إنقاذ الجار العجوز من مشنقته، نركلُ باب الغرفة بعنفٍ ثمَّ نُنزِلُهُ لنعاقبه: 
"هَييي.. أيها العجوز بإمكانِكَ قتل الآخرين هو ذا الحلُّ الأمثل" سنقولُ له.
*

لساعاتٍ متواصِلَة نقتَعِدُ الكرسيّ دونما مبررٍ، نتأمَّل؟! شيءٌ سخيفٌ للغاية 
نتحوَّل أنانيين إذ نتأمَّل، علينا طعن دجاجات الوالدة الرؤوم، 
لن ننتظرَ أحدًا، نُحَرِّرُ الصرخةَ من أعماقنا.
الجميعُ يرفعونَ القبَّعاتَ للدناءة.
نركُضُ خلفَ الجنازة ونهتف: أمرُكَ انتهى أيَّها الحيُّ في الماضي، الميُّت في الحاضر والمستقبَلِ معًا، ستكونُ مُحَاصَرًا بالكوابيس، إنَّا نفْرَحُ للأمرِ.
عيبٌ يا أولاد، ستنهرُنا الجدَّةُ القميئةُ بحنانٍ مُمَثَّلٍ ببراعَةٍ.
لن نتأسَّفَ على عمر الميِّت، ماتَ ليُنْقِصَ العدد والضجيج، أمرٌ واجبٌ أن ننهيَ الحياةَ إجلالًا للأرض، تشفيًّا:
"ابق هكذا وحيدةً أيتها الأرض"
نحتاجُ الفشلَ لنواريَ قذاراتنا.
*

سنقولُ:
إنَّ مرضى النفس رائعون، يَدَعونَ صنابيرَ المياهِ مفتوحةً على الدَّوام 
"المياه تُطَهِّرُ الجوفَ" صَرَخَ أحدُ المجانين منتَحِلًا ملامحَ الفيلسوف.
بعدَ قليلٍ سنُفْرِغُ الطَّلْقَاتِ في جمجمة الأخت الوحيدة، نغرسُ أظافرنا في أحلامنا النائمة بأمانٍ، لن نَدَعَ أحدًا بمفردهِ، نَحشرُ الغُرَفَ بالنَّاس، نقذفُهُم بالحزنِ شخصًا شخصًا. 
نقفُ أمامَ المرايا، نسفحُ دمَ الفضوليين، ببرودةٍ نُبْصِرُ الدمَ النَّافرَ من الأوردة، 
"حيواناتٌ"... يهتفُ أحدهم
سنفرقعُ أصابعنا باسترخاءٍ وسيم، 
النقودُ ... النقودْ أووووووووووووه نمزِّقُها على مرأى الأغنياء،
نضحكُ طويلًا لمنظَرِ الفصامي متقيئًا الضَّجَر، لَن نوقفَهُ بل نشَجّعهُ على متابَعَةِ الإفراغ. 
سنخنِقُ الأطفال، على الأقلّ تحقيقًا لرغبةِ "شرشبيل" في القضاءِ على "السنافر"
الأطفالُ -بصراحةٍ- لا تَنقُصُهُم الحماقة.
علينا -أخيرًا- إقنَاعَ الأمَّهَات بلا جدوى الصِّدقْ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

يجدرُ بكَ أن تتبخر!

صحراء غرفة النوم