24-مارس-2017

علي آل تاجر/ العراق

عيناكِ نافذتانِ مِن قمرٍ
وروحي مِنْ دخانْ
عيناكِ ينبوعانِ من وحْيٍ
وقلبي سورةُ الرحمنْ
عيناكِ أجملُ ما تبقّى من وطنْ
عيناكِ أثمنُ ما يخبئهُ الزمنْ
عيناكِ معجزةٌ وأنتِ نبيّها
وأنا رسائلُ كلِّ مشتاقٍ
وعيناكِ البريدْ
قلبي مشاعرُ كلِّ مأسورٍ
وعيناكِ القيودْ
عطشٌ موسيقيٌّ يجدّدُ لهفتي
ويداكِ أوتارِ الكمانْ
كمْ مرّةً سأحبُّ يا مايا
لتـُـنبـِتَ هذهِ الصحراءُ زهرةَ أقحوانْ
كم مرّةً سأموتُ يا مايا
لترميني عيونكِ في شواطئها شهيدْ
كم مرّةً سأطيرُ يا مايا
بلا أفقٍ جديدْ/
أنا الآنَ من كلّ ظـِـلٍّ سأهربْ
وأصنعُ من شهقةِ المغرقينَ الأخيرةِ مَركـَـبْ
وأنزفُ حتى انقطاعِ الكمانِ 
وحتى احتراقِ الكلامِ
وأسكبُ فيكِ الشعاعَ الأخيرَ
لأنكِ في الكونِ آخرُ كوكبْ
أنا الآنَ من كلّ حبٍّ سأشربْ
وأمشي إليكِ على جمرِ قلبي
لأسندَ حلمي عليكِ وأصلـَـبْ
أنا الآنَ من كلّ لحنٍ سأطربْ
وأنثرُ كلَّ القوافي عليكِ
لأنّكِ آخرُ شعرٍ سأكتبْ
"سبيلُ الموتِ غايةٌ كلِّ صَبٍّ"
وحبّكِ في الحياةِ أجلُّ غايةْ
مساءُ الخير يا مايا 
نجومُ القلبِ ساهرةٌ فعـُـدّيها
ونامي حينَ تكتملُ الروايةْ
مساءُ الخيرِ يا مايا:
"تمرُّ بكِ الأشعارُ كَلْمى خجولةً"
وحبّكِ فضّاحٌ وحبّي كاتمُ
"على قدرِ أهلِ الشوقِ تبكي الحمائمُ"
كذلكَ تبكي للفراقِ التوائمُ
لما تغرّبَ عن عينيكِ أرْجعَهُ
شوقٌ يهيّئُ في الأحداقِ مصرَعَهُ
قد كنتِ آخرَ تذكارٍ فضيّعَهُ
وكنتِ آخرَ شريانٍ فقطّعهُ
"لا تعذليهِ فإنَّ العذلَ أوجعَهُ".

يا برعمًا في كلِّ غصنٍ مورقِ
"قلْ للــــمليحةِ بالحجابِ الأزرقِ"
ماذا فـــعلتِ بــــشاعرٍ متــمزّقِ
قدْ كانَ أقـفلَ قـــلبـَهُ فـــإذا بـــهِ
أعطاكِ مفتاحَ الهوى فـترفــّـقي
مِنْ أيّ وحيٍ قدْ دخلتِ صلاتَهُ
وجعلْتهِ معراجَ حبّكِ يـَــرْتقي
حتى تدلّى قابَ رمشٍ فاستقى
من سدرةِ العينينِ دمعة زنبقِ
لا تعشقــــــيهِ الآنَ إنّ غـــرامَهُ
يزدادُ إنْ لم تعشقيهِ وتشفــــقي
خلّـيهِ نارًا كي يُحمَّـــصَ بُـنّـُـــهُ
طعمُ الغرامِ بأنْ يموتَ فـتعشقي
حُلْمٌ على جنحِ الحمامِ معلّقٌ
ماذا جنيتُ لمَنْ أحبُّ ليسقطَهْ؟
قد كنتُ أرسمُهُ نجومًا في غدي
لكنْ على رأسي رماهُ وحنَّطــَـهْ
لو أنني خبّأتهُ عن يوسفٍ
ما كانَ بالتأويلِ قالَ فورّطَـهْ
مساءُ الخيرِ يا مايا
مساءُ الفلِّ والريحانْ
لنا في سطركِ الباقي وصايا
لكلٍّ براعمِ الأغصانْ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رسالتي إلى الله

حدث في المنفى