25-فبراير-2018

أسعد عرابي/ سوريا

الجميع يفكّر بالموت الآن

وأنا أجرّ فمي فوق هذا الخراب

لتسقط الكلمات منه ولا تعود

الجميع هنا يتمنون لو أنَّ لهم وجوهًا من صخر.

لا يترك هذا الجنون أصابعه عليها

ولا تذوب مهما كان الغرق عظيمًا

الأيادي في هذه البلاد لا تملك

حلولًا مجدية

وكلّ منّا يملك أكثر من وجه

هذا ما تمنحه الحرب عادةً.

*

 

على رصيف هذا العالم.. أقف

أفكر بالهروب إلى الضفة الأخرى

أرفع ثوبي، وأرجع خطوتين إلى الوراء

أقرأ على جباه العابرين أسماء من قَتَلوا

أصيح بوجه الدبابات،

بوجه كل الرصاص

أصيح إلى أن أعدم صوتي

أريد أن أعبر هذا الجنون.

 

الدماء تصل الرصيف،

وتعلوه

وأنا أجتر ثوبي

أحدهم تطوّع لأن ينقلني إلى ضفة أخرى،

بينما اسمي يتقاطر من وجهه.

*

 

أيادٍ دافئة ترعى في أجسادنا

تمسحُ عنها السّنوات البليدة

ومرايا تجنّبناها في السّابق

تُظهِرنا الآنَ بابتسامة

الأصابعُ الغارقةُ بالنّدم

ينتشلُها أحبّاءٌ قدامى بلا خوف

أكرهُ أنْ أتحدّث كالمتفائلين

أكرهُ الذين يدفعونَ الحياةَ باتّجاهِنا

الحياةُ الّتي تركتْنا لسنوات نصرخُ

من أجلِ شيءٍ بعيد

منذُ حربٍ والشّبابيكُ بلا وجوه

تُقابل بعضَها

ونحنُ بلا وِجهةٍ نسيرُ على قلوبِنا

 نحو عتمةٍ ما.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المعري ثلاثي الأبعاد.. وبورخيس وأبو نواس

مشاريع مؤجلة للموت