علماء يكتشفون أقدم صخور على وجه الأرض
29 يونيو 2025
أعلن فريق من العلماء عن اكتشاف صخور قد تكون الأقدم على سطح الأرض، وذلك في تشكيل صخري يُعرف باسم "حزام نوفواجيتوك الأخضر" (Nuvvuagittuq Greenstone Belt) الواقع على الساحل الشرقي لخليج هدسون في مقاطعة كيبيك الكندية.
قدّر الباحثون عمر الصخور بنحو 4.16 مليار سنة، ما يجعلها من أقدم المواد الصلبة المعروفة على كوكب الأرض
ووفقًا لدراسة جديدة نقلتها "أسوشيتد برس" عن مجلة Science، قدّر الباحثون عمر الصخور بنحو 4.16 مليار سنة، ما يجعلها من أقدم المواد الصلبة المعروفة على كوكب الأرض. وتم التوصل إلى هذا التقدير باستخدام طريقتين إشعاعيتين لقياس تحلل العناصر المشعة، وقد أعطت الطريقتان نفس النتيجة، مما يعزز دقة النتائج.
وكانت تقديرات سابقة قد أشارت إلى أن عمر الصخور قد يصل إلى 4.3 مليار سنة، بينما شكك باحثون آخرون في هذه النتائج، معتبرين أن التلوث الجيولوجي ربما أثر على دقة القياسات، وقدّروا عمر الصخور بـ 3.8 مليار سنة فقط.

وقال الدكتور جوناثان أونيل من جامعة أوتاوا، وهو أحد المشاركين في الدراسة، إن "التطابق بين الطريقتين في تحديد العمر يعطي ثقة كبيرة في أن هذه الصخور تعود إلى بدايات تاريخ الأرض".
ويُعتقد أن الأرض تشكلت قبل نحو 4.5 مليار سنة، لكن معظم الصخور التي تعود إلى تلك الحقبة اختفت بسبب الانصهار وإعادة التدوير الناتج عن حركة الصفائح التكتونية. ويُعد هذا الاكتشاف فرصة نادرة لفهم طبيعة الأرض في مراحلها الأولى، بما في ذلك تشكل الصفائح التكتونية وربما بدايات الحياة.
من جهة أخرى، أثار الاكتشاف جدلًا محليًا، إذ تقع الصخور ضمن أراضي قبيلة الإنوكجواك (Inukjuak) في شمال كيبيك. وقد فرضت المجتمعات المحلية قيودًا مؤقتة على أخذ العينات من الموقع، بعد أن لاحظ السكان اختفاء كتل صخرية كبيرة وظهور أجزاء منها للبيع على الإنترنت.

وقال تومي باليسر، ممثل مؤسسة Pituvik Landholding التي تدير الأراضي، إن المجتمع المحلي يسعى إلى إنشاء حديقة إقليمية لحماية الموقع، مع السماح بإجراء أبحاث علمية منظمة. وأضاف: "ندرك أهمية هذه الصخور، لكننا لا نريد المزيد من الأضرار".
ويأمل العلماء أن يساهم هذا الاكتشاف في تسليط الضوء على المراحل الأولى من تاريخ الأرض، بينما تسعى المجتمعات المحلية إلى تحقيق توازن بين حماية تراثها الطبيعي والسماح بالتقدم العلمي.