08-ديسمبر-2017

تشير النتائج إلى أن ممارسة اليوغا على المدى الطويل، قد تغير بنية دماغك (Shutterstock)

تتمتع النساء اللاتي يمارسن اليوغا بقشرةٍ مخية أكثر سماكةً للفص الجبهي الأيسر من المخ، ما يشير إلى احتمال إسهام اليوغا في الحماية من التدهور الإدراكي.  كانت هذه خلاصة صور لأدمغة عددٍ من النساء كِبار السن الممارسات لليوغا، قام بها علماء برازيليون. في هذا التقرير، المترجم عن الرابط التالي، تفاصيل أكثر عن هذا الاكتشاف.


قام علماء في البرازيل بأخذ صورٍ لأدمغة عددٍ من النساء كِبار السن الممارسات لليوغا، فوجدوا أنهن يتمتعن بوجود قشرةٍ مخية أكثر سماكةً في الفص الجبهي الأيسر من المخ، وهي المنطقة المسؤولة عن الوظائف الإدراكية في المخ، مثل التركيز والذاكرة. وبالتالي تشير هذه النتائج إلى أن ممارسة اليوغا، ربما تكون وسيلةً جيدة للحماية من التدهور الإدراكي المصاحب لتقدم السن (الشيخوخة).

توصل علماء من البرازيل إلى أن ممارسة اليوغا ربما تكون وسيلة جيدة للحماية من التدهور الإدراكي المصاحب للشيخوخة

مع تقدمنا في العمر، تتغير بُنية ووظائف أدمغتنا، وهو ما يؤدي في أغلب الأحيان إلى انخفاض القدرة الإدراكية، بما في ذلك ضعف التركيز والذاكرة. أحد تلك التغيرات التي تحدث في المخ، انخفاض سماكة القشرة المخية، والتي أثبت العلماء ارتباطها بالتدهور الإدراكي. كيف يتسنى لنا إذًا أن نُبطِئ أو نعكس هذه التغيرات؟

اقرأ/ي أيضًا: كيف تقوي الذاكرة والتركيز عند الأطفال؟

ربما تظن أنه من الضروري أن يكون هناك دواء لمثل هذه التغيرات، لكنك سوف تُدهَش عندما تعلم أن الإجابة على هذا السؤال تكمُن في ممارسة التمرينات التأملية كاليوغا. فممارسو اليوغا يحافظون بشكلٍ واعٍ على هيئة أجسامهم، بالإضافة إلى أداء تمرينات التنفس والتأمل.

تقول إليسا كوزاسا، الباحثة من إحدى مستشفيات ساو باولو بالبرازيل، والمشاركة في الدراسة التي نُشرت مؤخرًا، على موقع Frontiers in Aging Neuroscience، "يقوى المخ من خلال التدريب بنفس الطريقة التي تنمو بها العضلات". وتضيف: "مثل أي ممارسة تأملية، تحتوي اليوغا على مكون إدراكي، حيث الانتباه والتركيز أمران غاية في الأهمية".

وقد أشارت الدراسات السابقة إلى أن اليوغا قد تتضمن فوائد صحية أكثر من شبيهاتها من التمارين الرياضية، إذ ظهر لدى ممارسي اليوغا تحسنٌ في الوعي والتركيز والذاكرة. كما قد أظهر كبار السن الذين يعانون من اعتلال إدراكي متوسط، تقدُمًا ملحوظ بعد الانخراط في برنامج تدريب قصير لليوغا.

أشارت دراسات سابقة إلى أن اليوغا قد تتضمن فوائد صحية أكثر من شبيهاتها من التمارين الرياضية، إذ ظهر لدى ممارسيها تحسن في الوعي والتركيز والذاكرة

ولكن، هل يمكن لممارسة اليوغا لسنواتٍ عديدة أن يكون له أثر كبير على شكل المخ؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل من الممكن إصلاح بعض التغيرات التي تحدث في المخ مع تقدم السن؟، لقد أراد فريق البحث أن يرى ما إذا كان لدى كبار السن الذين مارسوا اليوغا منذ فترةٍ طويلة اختلافات في بنية المخ مقارنةً بغيرهم من كبار السن الذين لم يمارسوا اليوغا على الإطلاق.

قام الباحثون بمتابعة 21 امرأة من ممارسي اليوغا، واللاتي يُعرفن أيضًا باسم يوجينيس، واللاتي مارسن اليوغا على الأقل مرتين أسبوعيًا، بحدٍ أدنى خلال السنوات الثمان الماضية، على الرغم من أن متوسط مدة ممارسة المشاركين في هذه الدراسة لليوغا تقترب من الخمسة عشر عامًا. ومن ثَمَّ، قارن الباحثون النساء الممارسات لليوغا، بمجموعةٍ أخرى، تتكون من 21 امرأة، تتمتعن جميعًا بصحةٍ جيدة، ولم تمارسن اليوغا أو التأمل من قبل، أو أي ممارسة تأملية على الإطلاق، إلا أنهن كن متشابهات مع مجموعة ممارسات اليوغا من حيث العمر، إذ كانت أعمار المشاركات جميعًا في الستين أو فوقها، وفي مستويات النشاط البدني.

ومن أجل التوصل لنتائج أكثر اتساقًا، أشرك الباحثون النساء فقط في هذه الدراسة، وتم إخضاع المشاركات للدراسة والاستقصاء لمعرفة ما إذا كان هناك أي عوامل أخرى في العمل قد تُؤثر على بنية أدمغتهم، مثل الاكتئاب، أو مستوى التعليم الرسمي.

اقرأ/ي أيضًا: تونسية شابة تقدم أملًا جديدًا لمرضى الزهايمر

قام الباحثون بتصوير أدمغة المشاركين باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، لمعرفة ما إذا كان هناك اختلاف في هيكل المخ. يقول روي أفونسو، باحث آخر مشارك في الدراسة: "لقد اكتشفنا أن القشرة المخية في الفص الجبهي الأيسر لدى الممارسات لليوغا أكثر سماكةً، وذلك في مناطق المخ المسؤولة عن الوظائف الإدراكية، مثل التركيز والذاكرة". وبما أن المجموعتين كانتا متطابقتين بالكامل من حيث العوامل الأخرى التي قد تغير بنية المخ، كالتعليم ومعدل الاكتئاب، فمن الواضح أن ممارسة اليوغا كانت السبب في الاختلافات الهيكلية لدى أدمغة الممارسات لليوغا.

تشير النتائج إلى أن ممارسة اليوغا على المدى الطويل، قد تغير بنية دماغك، كما قد تساهم في حمايتك من التدهور الإدراكي المصاحب للتقدم في السن. وعلى الرغم من هذه النتائج، يخطط فريق البحث لإجراء مزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كانت هذه التغيرات التي تحدث في المخ، لها أثر على تعزيز الأداء الإدراكي لدى الممارسات لليوغا من كبار السن.

هناك احتمالٌ آخر، وهو أن الأشخاص الذين تحتوي أدمغتهم على تلك الخاصية، أكثر ميلًا  للانجذاب إلى رياضة اليوغا. يوضح أفونسو ذلك قائلًا: "لقد قارنّا بين الممارسات لليوغا وغير الممارسات لها، لكننا لا نعلم ما إذا كانت الممارسات لليوغا لديهن هذه الاختلافات بالفعل من قبل أن يمارسن اليوغا أم لا". ويضيف: "يمكن التأكد من ذلك فقط من خلال دراسة الأشخاص بعد سنوات قليلة من بداية ممارستهم لليوغا".

 

اقرأ/ي أيضًا:

المسنون في المغرب.. فقر وتقاعد ضعيف وعقوق أبناء

الهدوء والفرح.. مطالب آخر العمر