05-نوفمبر-2021

عقيل علي ومجموعته "طائر آخر يتوارى"

ألترا صوت – فريق التحرير

نُشرت هذه القصيدة في مجموعة "طائر آخر يتوارى" للشاعر العراقي الراحل عقيل علي (1949 – 2005)، التي صدرت عن "منشورات الشتات" في العاصمة الفرنسية باريس عام 1992، وهي مجموعته الشعرية الثانية والأخيرة بعد "جنائن آدم"، التي صدرت طبعتها الأولى عن "دار توبقال" في المغرب عام 1990.

يعود تاريخ كتابة قصائد هذه المجموعة إلى الفترة ما بين 1974 و1976، وهي في الأصل جزء من دفتر ضخم أرسله عقيل علي أوائل ثمانينيات القرن الفائت، إلى صديقه ومواطنه الشاعر والأكاديمي كاظم جهاد الذي قام بنشر بعض محتوياته في مجلاتٍ أدبية عربية مختلفة، وذلك قبل أن يقوم بنشر نصف القصائد التي ضمّها في "جنائن آدم"، والنصف المتبقي في هذه المجموعة.

وعن شعره، يقول كاظم جهاد: "لا نعتقد أن أحدًا يتردد اليوم عن إدراجه بين أصفى نماذج قصيدة النثر في العربية، شعر نثرٍ مسكون، كما لا تجد إلا لدى القلائل، بهاجس الإيقاع المحكم والمتنوع، وبتضافر أواليات لغوية و"ذهنية" تجمع عملًا في الصورة والوصف والاستبطان والهذيان "العارف" واستخدام الحلم والسخرية والدعابة والحنان الفريد، محكومة، جميعًا، بهيمنة عالية يمنعها التجذر النهائي في التجربة الفقيرة من أن تنقلب في التغطرس".

ويقول الشاعر اللبناني عباس بيضون: "نحن أمام إيقاع لا ينحو إلى البساطة، بل إلى تركيب وتعدّد مقاماتٍ ووتائر". بينما يصف مواطنه الراحل بسام حجار تجربة عقيل علي بأنها: "تجربة في الشعر مضاءةٌ ومضيئة".


مؤكّدًا.. مؤكّدًا أنني مسحوقٌ بفراغ الطموح، لأنني لم أنتهِ بعدْ

أهرعُ إلى أعدائي الأكيدين.. ألوذُ بهم.. أستنجدهم، ومع ذلك

فإنني أحلمُ وأحلمُ، لذا أتعذب، هكذا

هذه لعبةٌ لن يفهمها الأولاد، لأن هنالك موتى يتكلمون بضمير الحاضر

لأن هناك أفراحًا زائفة، وكلماتٍ باطلة يجب أن تقال

ومع ذلك، فإنني مطمئن بكثير من الحذر إلى حريتي

أودّعُ يومًا، وأستقبل آخر، وأبدأ الثأر

أضرطُ على حياتي.. أضرطُ.. أضرطُ بكلِّ قواي الإنسانية

أدغدغُها بضرباتٍ جدّ مؤلمة، بنفاذ صبرٍ لا خوف منه

ثم أتأمّل أشلاءها بهدوءٍ ورجاحة – كنتُ فيما مضى لا أتوقُ لشيء،

مُضحكًا حدّ البكاء، ومتسائلًا بلا هوادة: ما العمل؟

وبعد أن يتلاشى أحدُنا بالآخر، أنُدِّدُ بها، أُلوِّح بها، تاركًا ذخيرتي

من البديهيات تنفذ إلى آخر قطرةٍ، ساخرًا حدّ الشماتة

مؤكّدًا.. مؤكّدًا أن صوتي غير مميزٍ وسط هذه الضوضاء

وأني مصابٌ بسيلانِ الألمِ المُزمن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بشير البكر: بكاء على السين

كاظم جهاد: عراقيون