26-فبراير-2017

محمد عفيفي مطر (وكالات)

مع حلول سبع سنوات على وفاة محمد عفيفي مطر (1935-2010)، بدا أن اسمه، الذي كان ثقيلًا ومؤثرًا في أوساط الأدباء بالقاهرة، على وشك الخفوت، فأعلن "أتيليه العرب للفنون والثقافة" عن إطلاق "جائزة محمد عفيفي مطر للشعراء العرب من الشباب" (تحت الأربعين عامًا)، التي تبلغ قيمتها 50 ألف جنيه للفائز الأول، و30 ألف جنيه للثاني، و20 ألفًا للثالث، ويتمّ نشر الأعمال الفائزة في طباعة لائقة بهم وباسم صاحب الجائزة، حتى ولو كان الديوان الفائز مطبوعًا.

تمنح "جائزة محمد عفيفي مطر: للشعراء العرب من الشباب تحت الأربعين عامًا

وكطبيعة شخصية عفيفي مطر، التي كانت منفتحة على جميع التيارات الأدبية والسياسية والفنية، أكَّد هشام قنديل، مدير الأتيلية وصاحب الجائزة، في تصريحات صحفية، أنه لا إقصاء لأحد عن المشاركة، ولا إقصاء لأي نوع من الكتابة الشعرية، إلَّا أنه وضع عدّة ضوابط، أبرزها أن يكون العمل مكتمل العناصر الفنية، وفقًا لرؤية اللجنة المختصة باختيار الأعمال.

اقرأ/ ي أيضًا: حديث الشيخوخة.. الجاحظ في لبنان

وأضاف قنديل: "الفيصل الوحيد في الجوائز الثلاث هو قرار لجنة التحكيم، التي ستشكَّل من كبار النقاد والمبدعين العرب والمصريين". يشرف على جائزة عفيفي مطر الناقد المصري شاكر عبد الحميد، الذي شغل منصب وزير الثقافة في وقت سابق، ولم يحدد أسماء أعضاء لجنة تحكيم الجائزة، التي بدأت استقبال الأعمال في الأول من شباط/فبراير الماضي ويستمر فتح باب التقديم حتى آخر مارس المقبل. وتكتفي الجائزة مؤقتًا، في دورتها الأولى تحديدًا، على الشعر والشعراء، بينما تتسع في الدورات المقبلة لتشمل جائزة جديدة للدراسات النقدية والترجمة، وجائزة خاصة أخرى لشاعر كبير من مصر أو العالم العربي عن مجمل أعماله.

وسيتم إعلان نتائج الجائزة في 31 أيار/مايو من كل عام، وتسليمها في ذكرى رحيل مطر، العاشر من حزيران/يونيو في مؤتمر كبير عن الشعر مع أمسية شعرية تصاحبها مقطوعات موسيقية.

وبسبب سوء الدعاية للجائزة، لم تعلن أسماء شبابية ثقيلة في الوسط الأدبي التقدم لها حتى اللحظة، وهو ما يثير جدلًا واسعًا في مصر، إلَّا أنّ الأمر لن يمر إلى آخره دون أن يلفت الأنظار بالطبع، فسمة الجوائز الأدبية في مصر أن تبدأ خافتة، ثم تتحوَّل بأثر الدعاية إلى حدث ذي قاعدة جماهيرية واسعة. وكان الإطلاق الأول للجائزة خلال "منتدى عفيفي مطر للثقافة"، الذي نظم مؤتمرًا أداره محمد حربي لإعلان تفاصيلها.

وفي محاولة للتعريف بقيمة الشاعر الكبير، والتأكيد على أحقيته بإطلاق جائزة تحمل اسمه، ألقى شاكر عبد الحميد كلمة خلال المؤتمر الخاص، قال فيها: "إن محمد عفيفي مطر الذي رحل عن عالمنا في العام 2010 كان يمثل مرحلة مفصلية بين الحداثة وما بعد الحداثة". بهذه الكلمات استهل عبد الحميد حديثه، وأضاف إليها سبب إطلاق الجائزة في ذلك التوقيت تحديدًا: "رغم إنجاز مطر الشعري الكبير لم يلق ما يستحق من الدراسة والنقد، وربما يكون إطلاق الجائزة التي تحمل اسمه فرصة لإعادة النظر في هذا المشروع الذي استمر لأكثر من خمسين عامًا، منذ 1958".

انتقل عفيفي مطر من البساطة إلى التركيب ومن الخرافات الشعبية إلى عالم أكثر تعقيدًا

اقرأ/ ي أيضًا: أزمّور المغربية تمنح أجنحتها للزّجالين

تنحاز إدارة الجائزة في تقييمها للشعراء، الذين سوف يتقدمون لها، إلى عدة سمات في شعر مطر، وهي "التجريب المستمر وتطوير القصيدة". وأوضح عبد الحميد ذلك لدى تأصيله لقواعد التقييم بأنّ "أي دارس لشعر مطر يستطيع أن يلمس الفارق الكبير بين قصائده الأولى وقصائد المرحلة الأخيرة لديه، فقد انتقل من البساطة إلى التركيب ومن قصائد الخرافات الشعبية في عالم القرية إلى عالم أكثر رحابة وتعقيدًا، ومن الصورة الحادة إلى الصورة المكثفة العميقة متعددة الأبعاد".

ومن بين القواعد، التي تميل لها لجنة التحكيم، والمستوحاة من شعر مطر أيضًا، أن تتسع القصائد لإنسانية الشعر، وروح الإبداع، والفلسفة، والتصوف، فقد كان مطر متأثرًا في شعره بأفلاطون، والأنبا ذوقليسي، ومتصوّفة كبار من أمثال التوحيدي وابن عربي. 

 

اقرأ/ ي أيضًا:

كتب تنتظرها مجلة "تايم" هذه السنة

كاثي أونيل: الرياضيات ستربتيز مجاني