20-يناير-2017

مرشد الإخوان السابق مهدي عاكف خلال أحد جلسات محاكمته (محمد الشاهد-أ ف ب-Getty)

وفاة مهدي عاكف، مرشد الإخوان الأسبق، شائعة مزمنة تطارده منذ أولى لحظات إيداعه سجن طرة قبل ثلاث سنوات، وحتى الآن، لكن الحقيقة تقف على بُعْد خطوات منها. فقد قالت مصادر لصحف القاهرة، قبل أيام، أنه تمّ نقل عاكف وسط حراسة أمنية مشدَّدة إلى مستشفى قصر العيني، الشهير بوسط القاهرة، بعد تعرضه لوعكة صحية، دون أن تحدِّد تفاصيلها.

مهدي عاكف، 89 عامًا، مرشد الإخوان السابق، مهدد بالتعرض في أي لحظة لـ"غيبوبة سكر"  داخل السجن ربما تودي بحياته

اقرأ/ي أيضًا: هل يعود أبوتريكة إلى القاهرة؟

وحصل الترا صوت على معلومات خاصة تفيد بأنّ النظام المصري يفكر جديًا في الإفراج صحيًا - قريبًا – عن مهدي عاكف مع إلزامه بإقامة جبرية، خاصة بعد توصية الأطباء بمتابعته بصفة مستمرة خارج مستشفى السجن.  

وقالت مصادر مقرَّبة منه أنّ عاكف، الذي يبلغ من العمر 89 عامًا، يعاني متاعب متكررة ومزمنة في أسنانه شخَّصها الأطباء بآثار جانبية لمرض السكري إلى جانب أمراض متعدَّدة بأثر تقدمه في السجن. ورجَّحت أنه مهدد بالتعرض في أي لحظة لـ"غيبوبة سكر" ربما تودي بحياته.

ويخضع عاكف بشكل شبه يومي لفحوصات طبية تستغرق نتائجها بعض الوقت، وربما يستمر تواجده بالمستشفى لفترات طويلة تحت حراسة أمنية مشدّدة إذا استدعت الحالة المرضية ذلك.

ولذلك، تساهلت مصلحة السجون المصرية مع أسرة عاكف في زيارته، الاثنين الماضي، داخل العناية المركَّزة بالمستشفى بعد ساعات من نقله. وكانت أسرة عاكف ضغطت عبر عدّة وسائل على شرايين النظام المصري لاستيعاب الحالة الصحية لمرشد الإخوان السابق، والإفراج عنه، بدأت بحملة تدوين للمطالبة بعفو رئاسي مراعاة لتدهور صحته.

وأطلقت الأسرة، بيانًا يكشف تفاصيل حالته الحرجة باللغتين العربية والإنجليزية، نشرته نجلته، علياء، على صفحته على موقع فيسبوك بعد يوم من أنباء نفتها الأسرة عن وفاته بمستشفى حكومي بالقاهرة، في محاولة لصنع رأي عام دولي متعاطف مع المرشد السابق، الذي تم ضبطه على خلفية فضّ اعتصامي رابعة والنهضة، في عدة قضايا ملفَّقة.

اقرأ/ي أيضًا: المعارضون المصريون بالخارج..رعب غامض من العودة

وقال البيان إن عاكف، الذي يبلغ من العمر 89 عاما، تدهورت صحته وهو معتقل دون أن يكون متورِّطًا في أي جريمة، ولكن اعتقاله نوع من التنكيل والانتقام من قيادات الإخوان. وأكَّد البيان أن تهدوّر صحته أصبح "يهدد حياته". وانطلق مع البيان وَسْم "#أفرجوا_عن_مهدي_عاكف"، الذي دعا عبره عدد كبير من النشطاء في عديد من دول العالم وبأكثر من لغة، إلى الإفراج عن مرشد الإخوان السابق، إلّا أنّ ذلك لم يترجم إلى قرارات رسمية.

وانتهت الحملة إلى لقاء بين ناشطات حقوقيات (أبرزهنّ رباب المهدي، وليلى سويف، وماجدة عادلي، وسوزان فياض، وهدة الصدة)، والدكتور محمد فايق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، حول الوضع اللا إنساني، الذي يعيش فيه عاكف، حضرته ابنته علياء، وقدَّمت ثلاثة طلبات: "السماح لمجموعة أطباء بمباشرة الحالة الصحية لمهدي عاكف باستمرار، وتواجد مرافق من الأسرة بصحبته، ونقله في أسرع وقت إلى مستشفى خاص".

وفي تحرّك متأخر، وعد محمد فايق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، بمتابعة الحالة الصحية لمهدي عاكف، ومحاولة الضغط للتعجيل بقرار الإفراج عنه.

واقترحت مجموعة من السياسيين الإفراج الصحي عن عاكف، مراعاة لعمره وحالته الصحية، حتى لو كان ذلك مشروطًا بالإقامة الجبرية في منزله، أو في أي مكان آخر، وهو ما بدا النظام المصري، وفق معلومات تتردّد داخله، متجاوبًا معه أسوةً ببعض المعتقلين، الذين تعدّ قوائم للعفو عنهم لتخفيف الاحتقان في المجتمع، وبالنسبة إلى النظام المصري، حالة عاكف هي الأكثر جدوى في الدعاية السياسية لتجميل صورته الخارجية.

اقرأ/ي أيضًا:

مصر..دفعة جديدة من معتقلي تيران وصنافير

مستشار الرشوة في مصر..انتحر أم نحروه؟