31-يناير-2025
مصافي النفط الأمريكية

(Getty) تعتمد الولايات المتحدة على النفط الكندي بشكل كبير

 

تتصاعد التوترات يومًا بعد يوم بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفاء واشنطن بشأن قضايا مختلفة، أهمها تهديداته برفع التعريفات الجمركية التي تحولت إلى أبرز عناوين سياسته الخارجية منذ تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة في 20 كانون الثاني/يناير الجاري.

وأكد ترامب يوم الخميس، مرة أخرى، أنه يعتزم فرض تعريفات جمركية على كل من كندا والمكسيك ابتداءً من يوم السبت، الأول من شباط/فبراير المقبل.

وفي هذا الإطار، حذرت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، من أن الولايات المتحدة ستضطر إلى شراء النفط من خصومها الجيوسياسيين، مثل فنزويلا، في حال تعطل تجارتها مع كندا، وذلك في إشارة إلى أن الأخيرة ستتوقف عن تصدير النفط إلى واشنطن في حال أقدم ترامب على تنفيذ تهديداته.

حذرت وزيرة الخارجية الكندية من أن الولايات المتحدة ستضطر إلى شراء النفط من خصومها الجيوسياسيين، مثل فنزويلا، في حال تعطل تجارتها مع كندا

وقالت ميلاني، في تصريح لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على الواردات الكندية، من شأنها أن تضر بالعلاقات بين البلدين، وتؤدي إلى اندلاع حرب تجارية.

وتعتمد الولايات المتحدة على النفط الكندي بشكل كبير، إذ إن كندا تعد مصدرًا لبرميل واحد من كل خمسة براميل تستهلك في الولايات المتحدة يوميًا، وما يقرب من 60 بالمئة من الخام المستورد، إذ تفضل مصافي التكرير الأميركية النفط الكندي والفنزويلي على النفط الصخري الأميركي، الأمر الذي قد تترتب عليه تداعيات اقتصادية لن تكون عابرة على قطاع الطاقة الأميركي في حال توقفت كندا عن تصدير النفط إلى واشنطن.

وقد يكون اعتماد واشنطن الكبير على جارتها في إمدادات الطاقة هو ما دفع ترامب إلى التصريح بأنه يفكر باستثناء واردات النفط من التعريفات الجمركية. وكانت جولي قد عقدت مباحثات مع مسؤولي إدارة ترامب، في واشنطن، بهدف تجنب حرب تجارية واسعة النطاق بين البلدين.

وزيرة الخارجية الكندية:  تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على الواردات الكندية، من شأنها أن تضر بالعلاقات بين البلدين، وتؤدي إلى اندلاع حرب تجارية

واستعدادًا للرد على أي تعريفات جمركية قد تفرضها إدارة ترامب، أعدت كندا والمكسيك قوائم بالرسوم الجمركية الانتقامية التي سيفرضها البلدان على واشنطن في حال تنفيذ ترامب لتهديداته، وفق ما ذكرته "فايننشال تايمز" نقلًا عن مصادر مطلعة.

وكان وزير الطاقة الكندي، جوناثان ويلكينسون، قد تعهد بالرد بالمثل على الخطوات الأميركية المرتقبة، ورفع الرسوم على السلع الأميركية مثل الصلب وعصير البرتقال وغيرها، مما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر بين البلدين.

وشهدت العلاقة بين كندا والولايات المتحدة توترات متزايدة خلال الفترة الأخيرة، عقب تصريحات ترامب بأن كندا يجب أن تصبح ولاية أميركية. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قال ترامب إن ضم الولايات المتحدة لكندا "سيكون شيئًا حقيقيًا"، مشيرًا إلى أنه سيستخدم "القوة الاقتصادية" لتحقيق ذلك.

وفي المقابل، أكدت ميلاني جولي أن هذه الفكرة لم تُطرح خلال اجتماعاتها مع المسؤولين الأميركيين، مضيفةً في تصريحات صحفية: "يمكننا أن نكون أصدقاء جيدين حقًا، وأفضل الأصدقاء، لكننا لن نكون ولاية أو مستعمرة أبدًا"، وفق "فايننشال تايمز".