دقّت 116 منظمة، بعضها تابع للأمم المتحدة وبعضها الآخر غير حكومي، ناقوس الخطر بشأن الوضع الإنساني المتردي في اليمن، بسبب التزايد الكبير في الاحتياجات الإنسانية مقابل التراجع الحاد في تمويل العمل الإغاثي، وذلك منذ تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي كانت توفر الدعم لفعاليات إغاثية عديدة.
ودعت المنظمات، التي وقّعت نداءً إنسانيا مشتركا، إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ اليمن من "كارثة" وشيكة.
وتأتي هذه الدعوة بالتزامن مع اجتماع يعقده الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء في العاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة عدد من المانحين الدوليين، وذلك بهدف مناقشة "الوضع الإنساني المتدهور في اليمن"، بحسب ما أفادت به روزاريا برونو، مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في اليمن بالإنابة.
تقوّضت الجهود الإغاثية في اليمن بسبب تعليق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لأنشطتها
وتولى مكتب الأمم المتحدة في اليمن نشر البيان الذي وقعت عليه 116 منظمة إغاثية وإنسانية، بينها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة "فاو"، وجمعية الهلال الأحمر القطري، ومنظمة أوكسفام.
ومما ورد في البيان المشترك أنه: "بعد أكثر من عقد من الأزمة الحادة والصراع، يواجه الناس في اليمن ما قد يكون أصعب عام بالنسبة لهم حتى الآن، حيث يؤدي استمرار الصراع والانهيار الاقتصادي والصدمات المناخية إلى زيادة غير مسبوقة في الاحتياجات الإنسانية".
وأضاف البيان المشترك أن "المساعدات بدأت تتراجع بفعل تقليصات كبيرة في التمويل، كما أسفرت الغارات الجوية الأخيرة (الأميركية والإسرائيلية) عن سقوط مئات الضحايا المدنيين، وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية الحيوية".
ولفت النداء الإنساني إلى أنه "لم يتم تمويل خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية في اليمن لهذا العام إلا بأقل من 10% من المبلغ المطلوب، مما يمنع تقديم المساعدات الضرورية إلى ملايين الأشخاص في جميع أنحاء اليمن، من بينهم نساء وفتيات ومجتمعات نازحة وأطفال ولاجئون ومهاجرون وغيرهم من الفئات الضعيفة والمهمشة التي تتحمل العبء الأكبر من الأزمة".
ومع ذلك أكد البيان أن "وكالات الإغاثة في الميدان تواصل تقديم المساعدات رغم نقص التمويل والتحديات الأخرى مثل انعدام الأمن، والقيود المفروضة على الوصول، واستمرار احتجاز سلطات الأمر الواقع للعاملين في المجال الإنسانيّ".
وناشدت المنظمات الموقعة على البيان، "المانحين بشكل عاجل زيادة التمويل المرن وفي الوقت المناسب والمنتظم لخطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية. وحثت المجتمع الدولي على اغتنام الفرصة التي يتيحها اجتماع كبار المسؤولين لمساعدة اليمنيين على إعادة بناء حياتهم بكرامة".
يشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في السادس من أيار/مايو الجاري عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين، وذلك بوساطة عمانية. وبموجب ذلك الاتفاق أنهت القوات الأميركية قصفها لمناطق سيطرة الحوثيين، مقابل تعهد الجماعة بعدم استهداف سفن الشحن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وكانت الحملة الأميركية على الحوثيين، التي انطلقت منتصف آذار/مارس الماضي، قد شهدت تنفيذ أكثر من 1300 غارة أميركية، ما فاقم حسب الأمم المتحدة من الوضع الإنساني في اليمن، حيث شملت الغارات ميناء الحديدة، وهو الميناء الرئيسي في شمال اليمن. كما تسببت في مقتل وإصابة المئات.
ولاحقا جاءت الغارات الإسرائيلية لتستهدف مطار صنعاء وعددا من الموانئ الأخرى، وتهدد إسرائيل بمواصلة قصفها لحين ردع الحوثيين.