19-يناير-2025
غزة

الدخان يتصاعد بقصف من قوات الاحتلال لشمالي غزة (رويترز)

يشهد قطاع غزة حالة من التوتر والتصعيد، مع مماطلة الاحتلال في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ صباح اليوم الأحد، عند الساعة 8:30 صباحًا بتوقيت القدس.

حيث قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، صباح اليوم، إن وقف إطلاق النار في غزة "لن يدخل حيز التنفيذ طالما لم تسلم حماس قائمة المحتجزات"، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال سيواصل شن غارات داخل قطاع غزة.

 فمنذ سريان توقيت وقف إطلاق النار، استشهد وجرح العشرات من الفلسطينيين بقصف من قوات الاحتلال

كما أوضحت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن بنيامين نتنياهو، أوعز إلى الجيش بعدم الالتزام بموعد وقف إطلاق النار حتى يتم تسلم القائمة المطلوبة. وأضاف بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن الأخير عقد تقييمًا أمنيًا خلال الليل، وقرر استمرار العمليات العسكرية في القطاع إلى حين تنفيذ هذا الشرط.

لكن وفي أحدث التطورات، أعلنت القناة الإسرائيلية 12، صباح الأحد، أن قائمة أسماء المحتجزات الإسرائيليّات المقرر الإفراج عنهن وصلت "إسرائيل".

من جانبها، أكدت حركة حماس في بيان التزامها التام ببنود الاتفاق، مشيرة إلى أن تأخر تسليم الأسماء يعود إلى أسباب فنية ميدانية، في حين تحدثت مصادر إعلامية عن أن عدم التزام الاحتلال بتوفير الهدوء الميداني قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ ساهم في تأخير التسليم، حيث طالب حماس الاحتلال بـ48 ساعة من الهدوء الميدانيّ، وتغييب الطيران المسيّر، لتمكين عناصرها من القيام بمتطلّبات إجراء الصفقة، غير أنّ جيش الاحتلال خرق هذا الاتفاق ولم يلتزم به.

ورغم الإعلان عن الاتفاق، نفذت القوات الإسرائيلية غارات مكثفة على أهداف في شمال ووسط قطاع غزة صباح اليوم، الأحد، في مسعى منه لتحقيق أكبر عدد من الخسائر البشرية وإلحاق دمار أوسع، في آخر اللحظات قبل سريان الاتفاق، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى في حي الزيتون بغزة، وفقًا لما بيّنه موقع "الترا فلسطين". فيما زعم الاحتلال أن الهجمات تأتي ردًا على ما وصفه بعدم التزام حماس ببنود الاتفاق. كما أكد الدفاع المدني الفلسطيني أن 10 استشهدوا وأصيب 25 بجروح، في القصف الإسرائيلي على غزة منذ دخول موعد وقف إطلاق النار.

وشهدت الساعات الأولى من صباح اليوم، الأحد، عودة العديد من السكان إلى مناطق شمال غزة، مثل مخيم جباليا وبيت لاهيا، رغم استمرار العمليات العسكرية. عاد الأهالي إلى مشاهد الدمار الواسع في منازلهم وبنيتهم التحتية، بعد انسحاب قوات إسرائيلية من لواء "جفعاتي" كانت متمركزة في الشمال خلال عملية عسكرية مكثفة استمرت 110 أيام.

وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من التحذيرات للمواطنين الفلسطينيين، تشمل حظر التنقل في عدة مناطق، من بينها جنوب وشمال القطاع، والاقتراب من معبر رفح ومحور فيلادلفيا. كما تم فرض قيود على النشاطات البحرية، بما في ذلك الصيد والسباحة.

وتستمر آثار حرب الإبادة الجماعية التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2023 في إلقاء ظلالها على الحياة في القطاع. وقد خلف العدوان حسب أحدث الإحصائيات 46,899 شهيدًا وآلاف المفقودين والمصابين، فيما شهدت البنية التحتية تدميرًا واسعًا، خاصة في المناطق الشمالية.