26-مايو-2023
عزيز أباظة وديوانه

عزيز أباظة وديوانه

يُعدُّ عزيز أباظة أحد أبرز أعلام شُعراء العرب والمصْريين في القرن العشرين، وأحد رواد الفن الشعري المسرحي بعد أحمد شوقي.

ترك أباظة إرثًا أدبيًّا زاخرًا بالعديد من القصائد والمسرحيات الشعرية، منها: غروب الأندلس، شهريار، قيصر.


رفَّتِ الأرضُ حولَها والسماءُ

وتناهَى لها السَّنا والسناءُ

 

وزكا عندها الهدى، فهي للكو

نِ جمالٌ، ورحمةٌ، وإخاء

 

قفْ ببطحائها قُبالةَ بيت الـ

لهِ واخشعْ فإنها البطحاء

 

باركَ الله حولها واجتباها

فزكَتْ في صعيدها الأنبياء

 

الذبيحُ الكريم، والذابحُ السَّمـ

ـحُ حنيفٌ، نمتْهُما حُنَفاء

 

رفعا بَيْتَها العتيقَ على التقـ

ـوى فعزَّ الباني، وطال البناء

 

قُدُسٌ تُشْرَعُ الوجوهُ إليهِ

ما تراءى صبحٌ، وقامت عِشاء

 

وترامَى له الحجيجُ وهم لِلْـ

أَيْنِ نَهْبٌ، وللسُّرَى أنضاء

 

أنفسٌ لليقين ظمأَى فما تبـ

ـلغ حتى ينجابَ ذاك الظَّماء

 

وقلوبٌ للنور تهفو فما تُشْـ

ـرفُ، إلا ونورها لألاء

 

قلتُ للنفس وهْيَ نهب الأحاسيـ

سِ تَنَزَّى، وتَغْتلي ما تشاء

 

رهْبةٌ عند روعةٍ يتساوَى

عندها الأَيِّدون والضعفاء

 

إيهِ يا نفسُ إن تاريخ هذا الـ

ـكونِ ضمَّتْه هذه الأنقاء

 

يا شفيعَ الأنام ما شفع الحَقْـ

ـقُ لديهم، ولا أعان الولاء

 

وكأني أراك في ظُلَلِ الحا

ئطِ تشكو فترجفُ الأرجاء

 

في مناجاتك الظميَّةِ للّـ

ـهِ معانٍ قدسيَّةٌ عصماء

 

صَغُرتْ عندك الشدائدُ ما حفْ

فَكَ من ربك الكريم احتفاء

 

واذكرِ الهجرة التي جلَّل الدهْـ

ـرَ سناها المباركُ الوضَّاء

 

دفع الضعفُ، والهوان إليها

والسياسات، والحجا، والدهاء

 

خرجا يضربان في عَتْمة الليـ

ـلِ، ثبيرٌ يفَدِّيهما وكُداء

 

فاسألِ الغار كيف ضمَّ الطريديـ

ـنِ، وأخفَى، وهل لشمسٍ خَفَاء؟

 

ثانيَ اثنين فيه ربُّهما الثا

لثُ، فهْوَ الملاذ، وهْوَ الوِقاء

 

فصلا عنه والحِذار زميلٌ

لَهُما والمهامِه الجرداء

 

كلما كلَّتِ المطايا من الإغـ

ـذاذِ صاحا: إن النجاة النجاء

 

فإذا يثربُ الحفيَّة دارٌ

وإذا النصر عندها والولاء

 

واذكرِ الفتح كيف قرَّبه الدِّيـ

ـنُ، وعزَّ الأنصار والحُنَفاء

 

مهبطَ الوحْيِ هل إليك مآبٌ

وإلى بيتك العتيق انثناء

 

لو تراخت بنا الحياة رجعنا

وهدانا لك الهوى والوفاء

 

فسلامٌ عليك في حَرَم الخُلْـ

ـدِ، وسِلْمٌ ورحمةٌ وثناء

 

وردتْكِ النفوسُ وهْيَ ظِماءٌ

فارتوتْ وانثنت وهُنَّ ظماء