19-فبراير-2017

غرافيتي في أثينا

أثينا

صوت سكسفون في المقهى الآن
أعادني لشارع في أثينا
العازف يرفع وجهه للسماء
ذات الآلة والموسيقى
حتى الموسيقى 
تبدع باختصار الأمكنة 
نغمة بسيطة تستحضر جغرافيا كبيرة
أثينا التي تذكرني دائمًا بوجع الوصول
أثينا مركز الذاكرة
بوابة الغربة الواسعة
بيت الألم العنكبوتي 
هذه الخيوط الدقيقة من الوهم
الفم لا يزال يعزف في أثينا 
والسوري لا يزال يعبر من هناك
وإلا كيف أسمع الآن
هذا
اللحن
في 
البورغ.

 

لعبة

لا أرغب بأكثر من هذا
الغبش الناتج عن تنفسكِ
الزجاج وهو يغش روحه
في لعبة الشفافية
لا أرغب بغير هذا التشكيل الهلامي
وجه قريب
من عالم شفّ 
عن كل شيء
الليلة الماضية 
كانت باردة جدًا
هكذا كان الحلم
رجل يحضن شمال العالم
كي يجد دفء قلبه
هكذا أقيس المسافة بأصابعكِ
كم هي قريبة روحكِ
وكم 
هو
بعيد 
جسدي.

 

منجل

شاسع هذا الألم
لا أستطيع أن أجمع أيًا منه
سهول مرمية كعلب تبغ فارغة
أعقاب مهروسة بأحذية سوداء
في شوارع مدينة قديمة 
نصف ضحكتك العالقة بأنفاسي
السواد الأعظم مني
غائب عن الوعي
هو أقرب للموت السريري
لكن ثمة حركة 
نعم الممر معتم
نعم الصوت يسبق الضوء
نعم شاسع هذا الألم
أدركت ذلك من قلبي وحده
هو منجل هواجسي
هو من فعل كل هذا الحصاد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كابوس ثالث

ثلاث شاعرات من الأردن: جريمة الشعر